الفصل الرابع و العشرينوقفت " آرام " البحر تبكِ بحرقة ... لم تتوقف عن البكاء ... و لا تستطيع التحكم بـ دموعها ... تشعر بالحسرة على حالها ... ندمت أنها ذهبت لـ " أحمد " و هددته بـ السكين الزائف الذي تستخدمه في حالة إن شعرت بـ أي شئ غير طبيعي ... خاصة أن عملها أحيانًا يحتمها أن تذهب لـ أماكن نائبة ... فـ لابد أن تحمي نفسها ... ولا تستطيع أن تمسك سكين حقيقي لإنها تخاف ... و الحمدلله أن هذة الآداة الزائفة كانت تفي بالغرض ... و نهضت من التراب وقفت بـ ثبات زائف ... و تنظر لـ شاشة هاتفها المنغقلة بـ نظرات تعيسة ... تشعر أنها كبرت في العمر أعوامًا كثيرة ... و ليست مجرد فتاة في منتصف العشرينات ... تستمتع بـ حياتها ... الحياة التعيسة التي حتمت عليها
فتحت هاتفها و رأت إتصالات من " أحمد " كثيرة ... و رسالة منه تحتوي على:-
_أنا مش عارف أقولك إية...!! بجد أنا آسف ... آسف على إلي أمه بتعمله معاكِ ... بس والله أنا ما طلبت منها تتقدملك ... وقولتلها تقفل الموضوع دا ... بس هيا مصرة ... و أنا مفسختش مع " أشرقت " دا كان مجرد خلاف بسيط و إتحل ... " آرام " أنا آسف .... أنا أول مرة أشوفك بالحالة دي ... متعمليش حاجة فـ نفسك ... و طمنيني عنك ... و آسف تاني ... و أنا هتصرف مع أمي ... خدي بالك من نفسككانت تقرأ رسالته و الدموع تنهمر منها ... تشعر بالخذي بفعلتها ...." أحمد " الذي لا يعترف بـ غلطه .. يعتذر لـ أجلها ... فضحت من شكلها الضعيف ... أصبحت في نظره فتاة تعيسة متستسلمه لليائس ... تفعل أشياء متهورة ... بعد ما كانت رمز للهدوء و العقل
طلبت " عمران " الذي لم يمر دقيقة و أجاب عليها وقال:-
_سلام عليكمآرام بـ نبرة معتذلة تحاول أن تأتي بها:-
_و عليكم السلامعمران بـ خضة من نبرتها:-
_مالك يا " آرام "....؟! فيكِ إية...؟!آرام تحاول أن تطمئنه و لكنها فشلت و بكت:-
_عمران ... أنا خايفةعمران بـ قلق أكثر:-
_آرام ... إنتِ فين...؟!آرام تنظر حولها بـ عيون مشوشة:-
_على البحرعمران:-
_قوليلي العنوان و أجيلكوصفت له المكان ... و كانت ستغلق المكالمة و لكنه رفض ... لإنه يشعر بالقلق و الخوف عليها ... و وجودها على البحر في هذا الوقت .. و خاصة أن المكان الذي توجد فيه بعيد عن المارة ... و لا يضمن أن يؤذيها أحد ... يسمع أنانيها و بكائها ... يشعر بالحزن على حالها ... و لا يعرف السبب ..!!
أخيرًا وصل أمامها ... و رأها تجلس على الأرض ...و تضع الهاتف على حجرها فـ أغلق الإتصال و قال:-
_آرامرفعت نظرها له بـ عيون متورمة ... و وجهه محمر شاحب ... تحاول أن تبتسم و لكنها فشلت فـ قال:-
_تعالي معاياحاولت النهوض و فجأة شعرت بالدوار و كانت ستقع و أمسكها " عمران " على آخر لحظة ... فـ أفلتت يده بسرعة ... و تقيئت ...فـ قلق أكثر " عمران " ... و من وجهها الذي إنسحب لونه ... و كأنها جسد بلا روح