عدت للمنزل فأنا بحاجة شديدة للراحة من كل ما حدث لتو. جلست أفكر
اليوم لن أهرب من أفكاري و لن أمنع نفسي عن التفكير المبالغ. صحيح أن هذا الألم يقتلني ببطئ ولكن على أقل أنا أفكر و أتصارع مع نفسي. نعم هذا متعب و لكن هذا ما صنع ما أنا عليه اليوم هل تظنون أن الأمر سهل أن تجلس و تفكر في كل ما حولك من عبث من انت؟ لما انت في هذا المكان ؟ و ما الفائدة من أن تكون هنا ؟ هل في رأيكم أنه من بدهي اليوم أن أجلس هنا في هذا المكان و أنظر إلى السماء و في ذهني ذكريات تقتلني .
ستقولون ألم تقديري على النسيان بعد كل هذه السنوات .
لا أريد النسيان فهذه الذكريات من صنعني إلى حد الآن. ستتملككم الحيرة و تسألون إذا ماذا أريد ؟ لماذا أهرب من الماضي؟ سأجيب بلا أعلم كيف يعقل لشخص أن لا يفهم ما يريد؟
نعم انا لا أعلم لأنني أفكر و أحس في آن واحد ، إن أفكاري لا تتشابه فأنا أمتلك المفردات و أضدادها و لا تظن أنني متناقضة أنا فقط احاول فهم الأشياء من حولي . فكل شيئ من حولي مظلم و لكن بعد زمن طويل أدركت أنني لا أحتاج للبحث عن نور لأرى الأشياء ربما أنا ذلك الضوء الذي لم يعرف كيف يشعل اللهب الذي في داخله
ما أجمل السماء و سيكون رائعا اكتشاف ما وراء السماء
هل تعلمون أنني أحسست في يوم من الأيام أن هذه السماء من أبشع ألعاب الحياة التي خذلتني بأكاذيبها هل يعقل أن جمال الأزرق التي لم أرى له مثيلا و تلك الغيوم البيضاء التي حلمت طول صغر السير فوقها كلها عبارة عن وهم مترجم في كلمة "غشاء" إن معرفتي للكون بدأت في تلك اللحظة عندما أدركت ان كل ما اعرفه سابقا ينتمي إلى معجم واحد فقط و هو "لا منطقي" لذلك كرهت المنطق و كل مرادفاته و كنت أحاول إيجاد الأجوبة بطريقة غير منطقية و هكذا وجدت نفسي اغرق في عالم ليس بعالمي أتخيل الكمال و اجد النقصان انتظر الحقيقة فأجد الباطل . كنت أريد الجميع مثلي لكنني نسيت أننا لا نتشابه لأننا لا نفكر بالطريقة نفسها . هل أخطئت عندما أردت أن يفهم الجميع أن الجميع مختلف ربما بعض الأشخاص لهم وجهة نظر مغايرة ربما لا يتبنون فكرة الإختلاف هل يعقل إجبارهم على تبني فكرة مناقضة لافكارهم و هنا تتدخل وظيفة الإقناع التي لم تكن في قاموسي محاولة إقناع عقل التغير من أفكاره شبه مستحيل و توقع التخلي عن ما صنعته كل هذه السنوات أمر مستحيل لذلك لن أعود.
نعم بعدما رأيت أيهم اشتقت لوطني ، لأمي ، أبي، اختي، صديقتي و لكن كما قلت لكم من دقيقة مرت إن التفكير متعب فهو يجعلك في لقاء مع القلب و الأحاسيس و الأفكار و الذكريات و طبعا لا ننسى الضمير الكل يتصارع و يسحبني لطرفه و أنا في المركز لا أعلم لأي اتجاه علي السير
ألم أقل لكم أن أمر ليس هينا أو بالبساطة التي تظنون و لكن بعد زمن طويل تعودت مثل كل مرة بل أنا فخورة بذلك ربما اليوم و أنا أسرد هذه القصة و أضع كل ما مررت به أمامي صورة بجانب صورة أدركت أنني فخورة بنفسي و بكل ما فعلته في حياتي لا أنكر أنني أخطئت و لكن من الخطأ فهمت لا أنكر أنني يأست و لكنني من اليأس نهظت ستقرأون بين الأسطر و تقولون كيف استطاعت أن تمتلك كل هذه العبر ستقلون أنني مميزة أو إنني خبيرة في فلسفة الحياة و لكنني سأقول لكم أنني في آخر المطاف آمنت بالمنطق و أدركت أن الحياة لا تسير كما نريد بل هي التي تسيرنا و تضعنا أين ما هي تريد ، لا أحد يعرف الحياة مسبقا لذلك هناك من يفهمها و هناك من ينظر و ينتظر أنا لست خبيرة في فلسفة الحياة أنا تلميذة مبتدئة و هذه أول خطواتي في طريق المعرفة .
لا عيب أن أرى أيهم اليوم أو أن ألتقي به مجدد ربما قدومه يحمل سبب ربما أنا بحاجة لاختبار قوتي و شخصيتي لأقف وجه لوجه أنا و الماضي.
أنت تقرأ
في طريق البحث عن الذات (LSD )
Jugendliteraturلين فتاة عادية في أحد أيام تخسر اعز أصدقائها مما يجعلها تتدخل في صراعات نفسية لين تفقد شخصيتها المعتادة فتحاول الغوص في المجهول من أجل البحث عن الذات تتعرض لكثير من الصعوبات غاية الحصول على عالم مليئ بالكمال لتكتشف شخصية منفردة لها طريقة عيش مختل...