الجزء الرابع و العشرين : أيهم

9 1 0
                                    

أتى أيهم إلى بيتي و لم يجد أثرا لي هل إنتهى كل شيئ مثل العادة ، لم تكن المرة الأولى أو الأخيرة التي سأترك فيها كل ما أمامي وراءي و أمضي.  لم يكن أيهم من الناس التي تستسلم و لم يكن من الأشخاص الذين لا يأبهون للعلاقات مثلي ، حاول الاتصال بي كثيرا و لكنني لم أجب اذا قمت بالإجابة على الهاتف سيقعني حتما بالعودة فأنا دائما أقع في شباك كلماته الناضجة و أحادثه الموزونة لتجدني في صفه دون أي محاولة مني في المقاومة ، أريد العودة لحياتي و أن أنسى كل ما مررت به في الأونة الأخيرة.
--  -- --    ---     ----    ---   -- -  ---  ---- ----- -  -- - 
أنا أيهم انا ذلك الفتى الذي تعلمت أن أكون حكيما من تجارب غيري ولدت في تونس و قرر والدي أن نهاجر لأمريكا وأنا صغير . لم تكن حياتي مميزة بل كانت هادئة مثل أي طفل حظى بطفولة هادئة و مراهقة عادية، التقيت بأيان في المدرسة كان الفتى الصامت لم يكن يحب الكلام و الثرثرة ربما السبب الوحيد الذي جعلنا صديقين هو التشابه الكبير بيننا ، بدأت أستهلك "LSD"  في الخامسة عشر ، لم أكن بحاجة اليه لأجد نفسي مثل لين أو لأهرب من مشاكلي مثل أيان ، كنت أتناول هذا الشيئ لأنني كنت بحاجة لفهم الخطأ من الصواب و لم أتقبل أن يحكم الأشخاص على الأشياء من أسمائها ، لأنني كنت أتساءل عن نشأة الإنسان و الغاية منها ربما أردت أن أرى العالم من زاوية نظر مختلفة عن المألوف .
لماذا هو بحاجة للاستهلاك هذا الشيء؟
كان أول سؤال يخطر على بال لين عندما التقينا أول مرة . أحمد الله انها لم تسأله  لأنني لا أعلم الإجابة ربما كل ما أتذكره في ذلك الوقت هو محاولتي الغطس في ذاتي و التقرب من روحي ، أن أكون أكثر حكمة كنت أبحث عن التجربة التي صنعت ما انا عليه الآن.
تعلمت من التجربة ما عجزت المدرسة عن تعليمي تعلمت كيف أعيش هذه الحياة . لا أنكر أنها الطريقة الخاطئة و لا أنكر أنني كنت أخاطر بحياتي لكنني كنت صغيرا لم أجد بديلا و لم أرد التخلي عن مصدر إلهامي ، انا الكاتب الذي قصصه أسرت قلوب القراء و النقاد أنا الذي تحولت كلماتي إلى افلام غزت العالم و أشعاري لمسرحيات صنعت أملا في قلب الصغير و الكبير ، أنا الذي أدين إلى ما انا عليه لشيئ دمر حياة آخرين غيري .
لا يمكن لشخص مثلي ان يترك الأحداث تتحكم به فأنا من اسرد القصص ، علي إيجاد لين لكن كيف و أين لا أعلم.
ربما عادت لتونس .  
قررت أن اسافر إلى تونس كي امحو ولعة الشوق من قلوب المنتظرين و ارسم فصل جديدا من حياة لين .

في طريق البحث عن الذات (LSD )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن