كنت أرتدي في لقائنا الأول في هذه البداية الجديدة فستانا اسود اللون ، لقد هدتني اياه امي قبل سفري إلى فرنسا. لم أرتديه مسبقا. لا أعلم ما منعني كل هذه السنين بالقيام بذلك أو علي أن اتسائل ما الذي تغير اليوم هل هو إحساس الشوق اخيرا أم هي رغبة منفعلة في المواجهة . لقد كان هذا الفستان من اجمل ما ارتديت في حياتي ربما لم يكن على الموضة و لكن كان لايزال يحمل ذلك الطابع المميز على بقية الفساتين . لم أكن من الأشخاص الذين تغريهم بعض الإعلانات الخادعة في شوارع ميام أو تلك الفتاة التي لا تأبه بأن تنفق راتبها من أجل قطعة من القماش فقط لتتباه بارتداء ملابس من مركات مشهورة و لست غبية لأشتري ما لا ينفعني من منتجات فقط لأن صديقتي تمتلك مثلها .
كل ما كنت اسعى إليه عند الذهاب للتسوق ملابس مريحة لا تجعل مني نسخة عن الأخرين ففي عالم تغيرت فيه كل المعايير و انعدم فيه التفكير أصبحنا أشخاص نحيا دون هدف نرى اليوم و لا نفكر بالمستقبل لقد جعلت منا هذه المنتجات عبيدا لجهل مجهول النهاية و البداية مرفوقة بعقول نسيت كيفية العمل . أنظر لنسخ عديدة لا يمكن التفريق بينها من يرى هذا المشهد المخيف سيصمت لبرهة ثم سيقول بكل ثقة بنفس "ما أجمل هذا المشهد المتجانس " و يضيف مع ابتسامة صغيرة و بكل فخر " لقد أصبحنا نفكر بنفس الطريقة" هل حقا نحن كذلك؟
هذا يفير اشمئزاز ممزوجا بشفقة اتجاه هذا العالم و الأشخاص من حولي
في الحقيقة لطالما كنت من بين الأشخاص الذين لا ينجذبون لأمريكا بل كنت في بعض الأوقات أمقتها لأنها لم تكن بالعضمة التي كانت ترسمها في أذهاننا لا وجود للكمال لكن الإنسان في كل محاولاته من خلال البحث و التحقيق في الطبيعة كان في محاولة للبحث عن هذا الكمال رغم معرفته بأن كل ما من حوله نسبي و فان و أنه أكثر المخلوقات اخطاءا و كلما نجد عبارة أخطاء نجد انعداما للكمالية.
أذكر ان الإختلاف كان عائقا لكسب الاحترام في بلدي فمن يرتدي الأسود ينعتونه بعبدة الشياطين .
الأسود يعرفه الكثيرون على أنه لون لكن لم يكن ينتمي للألوان فهو و عدوه الأبيض يعتبران أضواء
لا أعلم من جعل الأسود و ابيض اعداء في ملحمة الزمان و المكان هل بسبب أن النهار و الليل لا يلتقيان و هل هذا مبرر يعطينا كامل الحق في وضع الأضداد
هل لنا الحق في تقسيم كل ما من حولنا لشر و خير هل حقا ندرك معاني الكلمات التي نستخدمها و هل نحن مأهلون لاستخدامها.
ربما لم يكن الأبيض عدوا الأسود هل يعقل أننا أسأنا الفهم ؟
ربما تقسيمنا للأشياء حسب معايير جعلنا نبتعد عن الحقيقة و ندخل في وهم الأحكام ربما كل ما نخاف من أن نكون جزءا منه هو جزء منا نرفض الاختلاف و لكن نحن مختلفون ربما لا يوجد ضاحية للخير و الأخرى للشر بل كلهما يسكن داخلنا
الأسود أحد الألوان المفضلة لدي لم يكن هذا الفستان ينتمي إلى الماضي لكنه جزء منه و مني . كان يحمل تلك الرائحة التي لم تتأثر بالسنين و الأيام ألم أقل أن الإنسان من اضعف ما وجد على الأرض أنا لين أقف اليوم أمام هذه المرآة الاحظ لأول مرة أنا لست لين التي كانت تنظر لنفس المرآة في الامس و لن تكون نفسها في الغد .
لا يمكن أن أنسى رائحة امي المنبعثة من الفستان.
أنت تقرأ
في طريق البحث عن الذات (LSD )
Dla nastolatkówلين فتاة عادية في أحد أيام تخسر اعز أصدقائها مما يجعلها تتدخل في صراعات نفسية لين تفقد شخصيتها المعتادة فتحاول الغوص في المجهول من أجل البحث عن الذات تتعرض لكثير من الصعوبات غاية الحصول على عالم مليئ بالكمال لتكتشف شخصية منفردة لها طريقة عيش مختل...