الجزء الخامس عشر : خطوة نحو المستقبل

30 1 0
                                    

ست سنوات مرت و كأنها ستة دقائق، اسمي لين أبلغ من العمر أربعة و عشرون سنة ، لم تكن طفولتي سهلة ، ارتكبت العديد من الأخطاء اتجاه نفسي ، عائلتي و أصدقائي. أنا اليوم سأغادر فرنسا بعد حصولي اخيرا على عمل مع شركة لإنتاج الافلام الوثائقية في كندا ، الآن أخطوا أول خطوات في اتجاه تحقيق احلامي .
في هذه اللحظة أنا فخورة للقول بأنني أصبحت وأخيرا أنا التي فقدتها منذ زمن طويل، الابتسامة لا تفارقني  والسعادة تغمرني لا أستطيع وصف مشاعري لأن الكلمات في بعض الأحيان لا تفي بالغرض .
قريبا سأغادر فرنسا و أنا متأكدة بانني لن انفي اشتياقي لهذا البلد بعد رحيلي .
أمضيت ستة سنوات من عمري هنا أعود فقط الى تونس مرة واحدة في السنة ولا تتجاوز مدة مكوثي الشهر قمت بتصوير كل زاوية من باريس مدينة الحب و الأنوار كان مشروع التخرج فيلما وثائقيا عنها رسمت فيه ملامح باريس كاملة : الحب عند برج ايفل ، الرقص ، البسمات، الاناقة و المرطبات الشهية أيضا
تمكنت من رسم السعادة التي لم تكن لي في صورة جميلة و قد أعجب الجميع بالعمل لكنني أدركت في ما بعد أنني ارتكبت خطأ فادحا بغض النظر عن نقطة مهمة في هذا البلد كان علي الإشارة لها في الشريط 
لا انفي أنني شاهدت الحب بكلتا عينايا لكني شاهدت الالم و الظلم الذي أتعرض له كل يوم بانني عربية و تونسية ، لم أقل أنني عانيت من العنصرية ، لكنني كنت عبارة على دخيلة وسط ذلك الشعب صحيح أن هناك العديد من أبناء بلدي يقطنون هنا لكن هذا لم يمنع تلك النظرة المليئة بالكره التي تباغتني كلما أفصحت عن هويتي تلك الأعين التي تقول في كل مرة أنظر إليها "اخرجوا من بلادنا أنتم دخلاء ، بعضكم يأتي ليتشرد و آخر يأتي لانتزاع الفرص منا مهما حاولتم هذه البلاد ليست لكم هي فقط تستغلكم"
انا لا أستطيع لومهم أو كرههم بسبب تلك النظرة و كل ذلك الاحتقار لأن كل تلك الأفكار حقيقة نريد الهروب منها من كلا الطرفين 
بعضنا دخلاء حقا لأن بلدنا لم يوفر لنا لقمة عيش نقتات بها و البعض الآخر يتواجد هناك لأن ذلك البلد بحاجة لهم هو من طلبهم لذلك لا يحق لأحد اتهامهم لأن بلدكم يحتاجهم أكثر مما يحتاجونه و لكن رغم ذلك أن لا الومهم و كيف يمكنني لومهم على حب وطنهم أو الغيرة عليه .
انا حتما سأشتاق إلى هذا البلد فطيلة مكوثي هنا تعلمت كيفية الصمود ، تعلمت كيف أكون قوية و صبورة و متماسكة و الآن في الطريق لتحقيق حلمي تذكرت شيئ مهما كانت تقوله لي امي دائما "صحيح العمل يرهقنا و يتعبنا يمكن حتى أن نتعرض إلى مواقف يصعب تجاوزها أو نسيانها و لكن تذكري جيدا أن عند الوصول للمبتغى و النجاح تلك السعادة التي لا مثيل لها في هذه الحياة ستنسكي كل الماضي و ستشفي الجروح و ستجعلك تنظرين فقط إلى المستقبل" و ها أنا اليوم أأكد هذا القول فقد جعلني هذا النجاح اعيش سعادة مميزة جعلتني أنظر فقط للمستقبل .

في طريق البحث عن الذات (LSD )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن