في طريق البحث عن الذات (LSD )

الجزء الثاني و العشرون : الطبيب

قررت أن أجيب على سؤاله بالطريقة التي رأيتها اكثر منطقية ."نعم ربما يستطيع مدواة نفسه لكن على الأرجح لا يستطيع إدراك مرضه بمفرده " ، ابتسم لي ابتسامة لم أرى في جمالها من قبل جعلتني اتخلى عن أفكاري و تسألاتي و اتوه في ذلك الجمال و قد ضهرت علي علامات الضياع في كل ما يحدث من حولي . فهمت من ضحكاته أنني لم أفهم المقصد من ذلك السؤال .
-هل رأيتي جراحا يقوم بجراحة لنفسه؟
- لا
-فكيف لطبيب أن يعالج نفسه اذا؟
- يمكن لطبيب أن يكون طبيب نفسه في بعض الحالات و في أخرى لا.
- نعم بالتأكيد.
لم أفهم المغزى من ذلك السؤال لكنني كنت متأكدة انه نجح في جعلي اعطيه الجواب الذي يريده و الآن عاد الصمت فرغم كل تلك الموسيقى التي من حولي احس بصمت كبير و كأنني في مكان بمفردي ، في بلورة حجبت عني الصوت والصورة و بينما انا جالست في عالمي الخاص دق أحدهم الباب و كان الطارق مثل العادة صوت أيهم حاملا سؤالا جديدا اتمن ان لا يكون شبيها بسبقه.
- هل تريدين الرقص اعرف انك راقصة ماهرة كان ايان دائما يروي لي عن مسابقاتكما .
-حسنا.
هل وافقت الآن على طلبه ماذا فعلت انا لم ارقص منذ وفاة ايان حتى أنني كنت ضد هذه الفكرة فما الذي تغير اليوم لم أعد افهم شيئ
كان جسدي يرقص مع الموسيقى و كنت في كل مرة يتغير فيها الإيقاع اتفجأ من قدرتي على الرقص بهذه الطريقة و عدم نسياني لكثير من الحركات لاسيما بعد مرور كل هذا الوقت . ربما كنت متفاجأة لكنني كنت جسد يرقص و ذهنا يفكر في كل ما يحدث من حوله يحاول ان يبقى صاح بعد كل الصفعات التي تعرض لها طوال هذا اليوم كيف كان يعلم أيهم أنني راقصة و أهم من ذلك هل تقف معرفته بي إلى هذا الحد ام يتخط ذلك ، ماذا اخبره ايان أيضا . طبعا كان أيهم يكذب عندما أخبرني ان علاقته بأيان كانت سطحية تقتصر فقط على "LDS".
لم اكن اريد ان يحفر الآخرون في اسرار حياتي كنت دائما أسعى ان ابقي على الغموض حول الماضي و الحاضر و حتى المستقبل لكن هذا الفتى كسر القواعد التي بنيتها قليلا فقليل .
لماذا هو فقط الذي يسأل و انا من علي الإجابة انا ايضا لدي العديد من الاستفسارات التي تحتاج لتبريرات لن اجعل الصمت يهزمني اليوم.
- ماذا حدثك ايان ايضا؟
- ليس الكثير من الأشياء و ياليته فعل لا أعلم لكنني في بعض الأحيان كنت احس انه لو تحدث لي لو فصح عن كل ما في داخله و لو سألته لا كان اليوم برفقتنا.
لا أعلم ما حدث لي و لكنني انفجرت بالبكاء في تلك اللحظة بدون توقف و كأن من كان يتحدث لساني و ليس ايان . واخيرا ذرفت تلك الدموع التي كانت محبوسة في عيني كل هذه السنين فهمت قصد ايهم حقا ان الطبيب يقضي حياته يحاول مدواة كل مصاب طالب للمساعدة لكنه حتما مهما حاول لن يستطيع مدواة جروحه العميقة لذلك يحتاج لطبيب غيره
اليوم أيهم كان طبيبي.