الجزء السادس : اعيش في وهم

59 1 0
                                    

اليوم الثامنة عشر من سبتمبر ، دخلت غرفة أيان لأرتب
أغراضه ، تلك الغرفة التي جمعت ضحكاتنا و آلمنا , تشاركنا فيها احلام طفولتنا و راقصاتنا كل ذلك اختفى بلمح البصر ، أصبحت الآن عاتمة كعتمة القلوب قافرة مثل أراضي الحروب
انصرفت ارتب الملابس و قد انبعثت منها رائحته التي كادت أن تقبض أنفاسي،  لبرهة من الزمن تمنيت لو تنشق الأرض و تبتلعني و في لحظات أخرى كنت اتمنى لو باستطاعتي أخذ كل ملابسه لتصبح لي
لكن هذه الأحاسيس لم تراودني لوقت طويل ، فبين هذه الملابس وجدت الأجوبة على كل أسئلتي
وجدت مذكرات التي لم أمتلك مثلها من قبل لأنني ظننت اني لست بحاجة لها و هو بجانبي . عندما رأيتها
أحسست بخيبة الأمل وامتلأت عينايا بالبكاء و لكن لم اذرف ولا قطرة منهما ، لم اكمل ترتيب الغرفة و عدت الى المنزل مسرعة و شرعت في القراءة ، خلال خمسة عشر سنة كانت هذه المذكرة الأقرب إلى قلبه و اعز أصدقائه حملت مسيرة حياته من اول إلى آخر نفس،
حملت مشاكل لم أكن أعلم بوجودها ، لأول مرة لم يكن لي وجود في حياته  كانت عبارة عن وهم صنعته لنفسي و أحببته بكل صدق ، و ها أنا  اليوم وحيدة لكن لا شيئ جديد فلطالما كنت كذلك
كان ذلك يوم تغيرت حياتي ، فقدت جميع الأحاسيس 
لم يعد للسعادة مكان حتى الحزن فقدت معانيه
و فقدت معه تلك الأحلام و الامال الكاذبة
يقول أيان في مذكراته : " لو تخلى الكون عني لو فقدت أملي في الحياة ستكونينا انت مصدر قوتي "
انا حقا احسد المذكرات على أنها جماد فهي على الأقل لن تتأثر بكل هذه الأكاذيب ، لكن كنت أتهرب من حقيقة واحدة و قد قرأتها بين اسطر و أوراق هذه المذكرة ، حقيقة أنني كنت صديقة فاشلة ، لم أتمكن من معرفة ما يمر به أو حتى مكانتي بالنسبة له و يبقى السؤال الذي لم يتوقف ضميري عن ترديده " ماذا أراد أن يعلمني قبل وفاته "
علمتني هذه الأحداث أن الثقة جعلت حياتي وهما و ان
هذه الفتاة أصبحت بلا قلب
كان التفكير بالانتحار يشغل بالي كل هذه السنين
ما العيب أن أراد الشخص إنهاء حياته فكان الرد الوحيد
على ذلك ضعف الشخصية و قلة الايمان 
اليوم وعلى عكس الجميع ، اليوم سأحيا هذه الحياة البائسة لأنني لا أريد الموت والصعود إلى السماء حتى لا يجمعنا نفس المكان

في طريق البحث عن الذات (LSD )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن