الجزء الخامس : هل الذنب ذنبي؟

65 2 0
                                    

اليوم عيد ميلادي الخمسة عشر ، انا سعيدة جدا الكل بجانبي ، لقد أصبح لي اخيرا صديقة تحبني بصدق و دون مقابل غير أيان، ربما تعتبرني نصفها الثاني و كم اتمنى ان اعتبرها كذلك ، لكن على الرغم من رحيل أيان الى امريكا و عدم تواجده كثيرا معي إلا أنه ما زال الأقرب الى قلبي و الأهم في حياتي، اليوم هو يوم العرض و الإحتفال فبعد العمل الدؤوب و اخيرا جاء اليوم الموعود الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر ، سنكون على المسرح متألقين و سنفوز بلقب " الثنائي الراقص الصغير "
لقد حصل كل ما خططت له و قد احتفلت بانتصاري و مولدي
انتهت العطلة بسرعة و حان وقت عودة أيان إلى أمريكا ، أكره هذه اللحظات التي ينتهي فيها ذلك الإحساس بأنك بخير ليعود الشك في الجميع
لا أحد يستطيع فهم ما بداخلك
لا تستطيع التأقلم معهم أو الثقة بهم
و لكن لا يهمني هذا الشعور أبدا لأنني كلما يحين موعد رحيل أيان تبدأ دائرة الانتظار لحين عودته
لطالما كنت في لحظات الفراق القليلة أتهرب من التواجد بجانبه و قد نسيت أن لحظات الفراق لا تقل أهمية عن تلك التي تجمعنا في اللقاء ، فيمكن أن تكون الدقائق الأخيرة
كانت الساعة الثانية عشر ليلا ، كنت مستلقية أحاول النوم لكن بدأ الصراع المعتاد بين آلام بطني بسبب التوتر و شعور بالنعاس و أنا في تلك المعركة اتقلب بين يمنى و يسرى ناداني أيان بصوت متردد بعض الشيئ
" قبل ذهابي أريد التحدث معك في أمر مهم "
لم اعتبر ذلك مهم بتلك الدراجة من الأهمية و لو كان كذلك لا أخبرني به منذ قدومه ، لم آخذ الأمر بجدية
و ظننت أنها إحدى محاولاته لتوديعي مثل المعتاد
" سنتحدث في الأمر لاحقا ، لا تقلق أنا سأكون موجودة دائما "
رحل و لم أستمع إلى ما كان يريد تبليغي به ، و لكن وفي غير عادة لم يتحدث معي و لم أسأله

اليوم ، الحادي عشر من مارس ، كنت جالسة على أريكة أستمع للموسيقى و إذا بأمي آتية بعينين حمراوين ، منهارة ، كانت ثيابها مبللة بالدموع التي ترقرقت كالشلال ، كانت تردد بشكل خافة و بدون توقف

" مازال صغيرا ، لماذا فعل ذلك بنفسه "

كنت أنظر إليها نظرة استفسار و تعجب لكن لم تنبس بكلمة الى أن أتى أبي و أخبرني بما حصل
أيان انتحر
ذلك الفتى الذي كان مثلي الأعلى ، الذي كان يمدني بالقوة ، عالمي الصادق و رفيق احلامي، أملي في هذه الحياة
رحل  بسهولة ، و لم يفكر في أحد منا
في ثانية فقط تغيرت صورة خمسة عشر سنة عشناها لتنقلب لصديق جبان و أناني
لم أقدر على البكاء ، كنت مثل الصخر وسط كل ذلك العويل و لم أكن أدرك ما يحدث حولي أو لم أرد تقبل الحقيقة ربما ظننت في تلك اللحظة أنني في كابوس و سأستيقض قريبا و لكنني لم افعل
مضى اسبوع و لم استيقض من الكابوس ، كابوس حياتي
و الآن حتى الذكريات ستختفي و أم أيان ستنتقل مع زوجها إلى أمريكا و سيباع المنزل
ذهبت و امي لمساعدتها على جمع أغراضها و لكن لم يكن هذا سبب ذهابي الأساسي ، فقط أردت أن أعرف سبب ما فعله بنفسه و احساس الذنب يطغى على مشاعري
ربما لو استمعت إليه لما حدث كل هذا كنت سأبعد عن ذهنه هذه الفكرة و سنجد حلا للمشكلة مهما كان حجمها

في طريق البحث عن الذات (LSD )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن