اليوم عيد ميلادي الخمسة عشر ، انا سعيدة جدا الكل بجانبي ، لقد أصبح لي اخيرا صديقة تحبني بصدق و دون مقابل غير أيان، ربما تعتبرني نصفها الثاني و كم اتمنى ان اعتبرها كذلك ، لكن على الرغم من رحيل أيان الى امريكا و عدم تواجده كثيرا معي إلا أنه ما زال الأقرب الى قلبي و الأهم في حياتي، اليوم هو يوم العرض و الإحتفال فبعد العمل الدؤوب و اخيرا جاء اليوم الموعود الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر ، سنكون على المسرح متألقين و سنفوز بلقب " الثنائي الراقص الصغير "
لقد حصل كل ما خططت له و قد احتفلت بانتصاري و مولدي
انتهت العطلة بسرعة و حان وقت عودة أيان إلى أمريكا ، أكره هذه اللحظات التي ينتهي فيها ذلك الإحساس بأنك بخير ليعود الشك في الجميع
لا أحد يستطيع فهم ما بداخلك
لا تستطيع التأقلم معهم أو الثقة بهم
و لكن لا يهمني هذا الشعور أبدا لأنني كلما يحين موعد رحيل أيان تبدأ دائرة الانتظار لحين عودته
لطالما كنت في لحظات الفراق القليلة أتهرب من التواجد بجانبه و قد نسيت أن لحظات الفراق لا تقل أهمية عن تلك التي تجمعنا في اللقاء ، فيمكن أن تكون الدقائق الأخيرة
كانت الساعة الثانية عشر ليلا ، كنت مستلقية أحاول النوم لكن بدأ الصراع المعتاد بين آلام بطني بسبب التوتر و شعور بالنعاس و أنا في تلك المعركة اتقلب بين يمنى و يسرى ناداني أيان بصوت متردد بعض الشيئ
" قبل ذهابي أريد التحدث معك في أمر مهم "
لم اعتبر ذلك مهم بتلك الدراجة من الأهمية و لو كان كذلك لا أخبرني به منذ قدومه ، لم آخذ الأمر بجدية
و ظننت أنها إحدى محاولاته لتوديعي مثل المعتاد
" سنتحدث في الأمر لاحقا ، لا تقلق أنا سأكون موجودة دائما "
رحل و لم أستمع إلى ما كان يريد تبليغي به ، و لكن وفي غير عادة لم يتحدث معي و لم أسألهاليوم ، الحادي عشر من مارس ، كنت جالسة على أريكة أستمع للموسيقى و إذا بأمي آتية بعينين حمراوين ، منهارة ، كانت ثيابها مبللة بالدموع التي ترقرقت كالشلال ، كانت تردد بشكل خافة و بدون توقف
" مازال صغيرا ، لماذا فعل ذلك بنفسه "
كنت أنظر إليها نظرة استفسار و تعجب لكن لم تنبس بكلمة الى أن أتى أبي و أخبرني بما حصل
أيان انتحر
ذلك الفتى الذي كان مثلي الأعلى ، الذي كان يمدني بالقوة ، عالمي الصادق و رفيق احلامي، أملي في هذه الحياة
رحل بسهولة ، و لم يفكر في أحد منا
في ثانية فقط تغيرت صورة خمسة عشر سنة عشناها لتنقلب لصديق جبان و أناني
لم أقدر على البكاء ، كنت مثل الصخر وسط كل ذلك العويل و لم أكن أدرك ما يحدث حولي أو لم أرد تقبل الحقيقة ربما ظننت في تلك اللحظة أنني في كابوس و سأستيقض قريبا و لكنني لم افعل
مضى اسبوع و لم استيقض من الكابوس ، كابوس حياتي
و الآن حتى الذكريات ستختفي و أم أيان ستنتقل مع زوجها إلى أمريكا و سيباع المنزل
ذهبت و امي لمساعدتها على جمع أغراضها و لكن لم يكن هذا سبب ذهابي الأساسي ، فقط أردت أن أعرف سبب ما فعله بنفسه و احساس الذنب يطغى على مشاعري
ربما لو استمعت إليه لما حدث كل هذا كنت سأبعد عن ذهنه هذه الفكرة و سنجد حلا للمشكلة مهما كان حجمها
أنت تقرأ
في طريق البحث عن الذات (LSD )
Teen Fictionلين فتاة عادية في أحد أيام تخسر اعز أصدقائها مما يجعلها تتدخل في صراعات نفسية لين تفقد شخصيتها المعتادة فتحاول الغوص في المجهول من أجل البحث عن الذات تتعرض لكثير من الصعوبات غاية الحصول على عالم مليئ بالكمال لتكتشف شخصية منفردة لها طريقة عيش مختل...