الجزء الثامن: لا نختاره بل هو من بختارنا

53 1 0
                                    

اليوم و أنا في السادسة عشر من عمري ، لا أحد يريد سماعي ، الجميع يسخر من اختياراتي و ما أريد أن أصبح عليه يقولون ليس لهذه المهنة قيمة بين المجتمع
في هذا البلد ، لطالما أحسست أنني لا انتمي الى هنا و لكنهم من جعلوني  لا انتمي إلى عالمهم ، لا أحد يفهمني أو حتى مجرد المحاولة
اليوم و ليس كغير عادة ، لا أجد لمن اشتكي ، لا أحد يمسك بيدي و يقول
" ستكونين يوما ما بين النجوم حينها سيتمنون لو يكونوا مكانك فلا تهتمي لما يقوله الجميع "
اليوم و كمثل كل يوم أحس بالاشتياق لأيان لكنني لا أجده بجانبي و لا أستطيع حتى الاتصال به و بقيت المذكرات  ذكراه الوحيدة ملجأ لي
ربما لم يكن علي ان أغضب منه لامتلاكه مذكرات فهي الآن سندي الوحيد و صندوق ذكرياتي
فتحت المذكرات مرة أخرى و أخذت اقرأ بين الاسطر ، استرجع اجمل اللحظات فهي الوحيدة الآن  التي تشعرني أحيا
ومثل أول مرة جذبت انتباهي تلك الصفحات الاخيرة التي نسيت امرها مطلقا
صحيح انها كانت سبب لحيرة لم تنتهي لكنها كانت مشوقة مثل مغامرات ريك و مورتي ، لطالما استمتعنا بمشاهدة ذلك المسلسل و كنا نتمنى لو كان باستطاعتنا
تجاوز هذا العالم والسفر عبر المجرات والكواكب او عبر الزمن مثلما يفعل الدكتور هو
لم أكن من محبي افلام الخيال العلمي مثله ، لكنني كنت دائما ابحث عن التشويق و الغموض
جعلني كل هذا الوصف استرجع النقاط المشتركة التي جمعتنا و ملكت ذهني فكرة إعادة مشاهدة كل هذه المسلسلات التي كانت في يوم من الأيام سبب من اسباب سعادتي
بعد رحلة طويلة في عالم الخيال و الذكريات حان الوقت لكي أعود للواقع و أعلم سر ذلك الرقم و بعد نصف ساعة من التفكير والتمعين في رقم الهاتف جذبت انتباهي كلمة "LSD " أسفله لماذا و ضعت هذه الكلمة هنا هل هي رمز ما أم اسم صاحب الرقم ؟
هل علي الاتصال به ؟ لكني لا أستطيع الاتصال بشخص
لا أعرف هويته او من يكون
ربما علي البحث عن هذه الكلمة في الانترنت يمكن ان اصل إلى شيئ و هكذا بدأت تحرياتي المعتادة فمن براعتي في ذلك كانت صديقتي تنعتني بالمخابرات الفيدرالية،  لقد جعلني ذلك اتصل بها في الحال طلبا للمساعدة
بدأت في الغوص في المجهول و البحث عن الحقيقة
لكن و كما تعودت كانت الحقيقة صادمة لي فقد كانت هذه الكلمة تشير إلى نوع من أنواع المخدرات
لم تكن قاتلة لكن تدفع المرء لقتل نفسه هذا النوع من المخدرات يجعلك تسمع الألوان و ترى الأصوات هذا ما اكتشفته لكن من بين كل هذه المعلومات بقي وصف واحد  عالق في ذهني
" ان هذه المخدرات تختارنا ليس نحن من نختارها "
هل يعقل ان شيئ مادي يختار من يستهلكه ؟
في هذه الحياة لا يعيش من كان ضعيف الشخصية هكذا دائما تقول امي و هكذا يجري الحال مع هذه المخدرات و الآن اكتشفت أن ذلك الرسم الجميل لم يكن سوى ما يلقب " LSD "
هل يعقل أن أيان كان يستهلك هذا الشيئ و هو الذي دائما يقول أن الهروب من الواقع لم يكن يوما حلا و أن  علينا مواجهته بكل ما فيه من شر و سوء
لم أستطع تصديق كل ما تراه عيني بالرغم أن الدليل كان أمامي لكن كل هذه الحقائق ولدت استفسارا وحيدا داخل ذهني
هل يعقل أن يكون "LSD" هو سبب انتحاره؟

في طريق البحث عن الذات (LSD )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن