لم يعُد لنا - ٢

122 10 0
                                    


و كَم يبدُو الكلام هيّنًا جميلاً، كلّما توارَى خَلف الحرُوف المزيّنة،
و كَم تبدُو قصّة الشّجن و المعانَاة بعِيدة سخِيفة، كلّما ارتَحت في بطّانيّتك الدّافئة،
و كَم تبدُو العواصِف الجائعَة لطِيفة، كلّما زَاد علَيك الحَرّ و الظّمأ.

لأنّنا يا سادَتي سُلبنا أحقيّة نور الشّمس الطّبيعيّ، و مَنظر السّماء، و نجُوم الكَون المشتعِلة،
و أصبَحنا تَحت أضوَاء المسارِح و آلات التّصوير، نتنعّم بأنوَار خيالِنا السّمج وحدَه.

لأنّنا يا سادَتي سُلِبنا بعضَنا، و أحدَنا الآخَر، و البشريّة،
و أصبَحنَا كذرّات الغُبار المتفرّدة، محبُوسين وحدَنا في صنَاديق ضيّقة و لا نجرؤ على البَوح.

لأنّنا يا سادَتي حُرِمنا كلّ الإنسَانية، و الحبّ و التّعاطُف، و كلّ ما يُثلِج صدُورنا مِن دفئ،
و أصبَحنا شياطِين بلا حِيلة، نصبُو لقطرَة عفوٍ و نَحن مَن قاطَعناه.

و هكذَا كلّ ما كَان لنا يومًا...لم يعُد لنَا، فيَال فضلِ البشَر على البشَر!

.

اِعتراف اليَوم الوهميّ مِن إنسَان عاقل، زيي كده يعني.

أحكِموا الإغلاق على سراديبِكم💓.

سرَاديبWhere stories live. Discover now