إنّك يا مَن تُنادي السّراب
يا مَن دُفن تَحت الحِصاريا مَن أدار ظَهره لنا
و واجَه المَوت حافيًايا مَن أغرقه الإيمان
و أردَاه الدّفاع عن الحقّ قتيلًايا مَن رعَد صدرُه بالحَرب
و احتمى بِه عالمٌ بأسِرهيا مَن مات لسببٍ نبِيل
و كَان عنوانُه البطُولةو إن قُلنا لكَ، إنّما كلّه كذب
أنّ هذا الحقّ المُطلق
الذّي كرّست له المَوت و الحيَاة
كان مجرّد باطلٍ مُطلق
اختبأ خَلف ذي نفُوذ؟و إن قُلنا لكَ، إنّما كلّه خِداع
أنّ هذا العالَم بأسرِه
حفنَة مِن القراصِنة الشّنعين
ثِياب براءَتهم منزُوعة
مِن ضحايَا الظّلم الجشِع؟و إن قُلنا لكَ، إنّما كلّه غَدر
فلا شجَاعة، و لا إيمان
لا حَرب، و لا حِصار؟إن قُلنا لكَ كلّ هذا،
فماذا تكُون؟
يا مَن تُنادي السّراب
يا مَن دُفن تَحت عارٍ و غَدرفماذا تكُون،
فلَيس هُناك سببٌ نبيل
و لَيس هناك بطُولة.
YOU ARE READING
سرَاديب
Non-Fictionالكثِير مِن السّراديب، و الاعترَافات الوهميّة مِن أطفال الحيَاة. - كشمعةٍ لا نار تُشعِلها - يُوري - الغِلاف مِن صُنع الغالية @_jonngirl_