كأنّي في حياةٍ سابِقة.. ²

40 2 0
                                    


هل تعتَاد يومًا على الأضوَاء
ثمّ فجأة، تنقشِع؟

أركُض، رحتُ أركُض
و لا أحد يعلَم لما
كأنّ فيّ بوصِلة
تشِير إلى كلّ الاتّجاهات
إلّا المنزِل.

أتخبّط، أبحَث
في كلّ البِقاع
كأّنما خصلة مِن روحي
قد هربَت مع الرّياح.

رحتُ أبحَث، في السّماء،
داخِل كلّ غيمَة و بَين النّجوم،
عميقًا في المَوج، و المدّ و الجَزر،
على لحَاء كلّ شجرة، أوردَة كلّ ورقة،
قد ساءلتُ الطّبيعة، و لم تُجبنِ.

أهلوِس، رحتُ أبحث،
على أطراف صفحَات الكُتب،
بين حروف الصّحف القديمة،
في اللّغة، في الحدِيث و الصّمت.

جلستُ في غيبُوبة،
حدّقت في شرُود،
ازدَاد الخَمر في عقلِي
و نمَت عليّ مجسّات
تبحَث عمّا يخصّها.

على مقعَد كلّ أرجوحَة،
عند الفَجر، و الغرُوب،
في كلّ نبضة، و كلّ زاوية حياة
فتّشت عن نفسي،
و حصَدت الفرَاغ.

كأنّي ثكلَى لم تملِك يومًا ولدًا،
أشعر بالنُّقص و الأسى،
في عزّ الاكتفَاء،
فماذا أكون،
بروحٍ لا ترضَى الاِستسلام
عن بحثٍ عقيم؟

سرَاديبWhere stories live. Discover now