اعتصرَتني الحيَاة
و سكنَتني الآلام
و ما بكَتني إلّا عينَاي
و أشباح الماضي.هل أحاول أن أنسى
أتقدّم و أواضب؟ نعم
هل فلَحت؟ حقا لا أعلَم..
فأنا أتذكّر..كان الطّعام.. زكيًا
كَان الوَرد عبقًا
كانَت السّماء.. زرقَاء
و كانَت الدّنيا جنّة.رأيتُ بعينيّ طفلة
عالمًا واسعًا
بالألوان عامرًا
لا يخلُو مِن القهقهَات و المراجِيح
كأنمّا العالم هو عيد..ثمّ تسقُط شاشة الذّكرى
و حتّى عبر عدسَة الحبّ
أرى الحَرب.غمرَ عينيّ السّواد و البيَاض
بلا ألوَان، بلا أصوَات
فضاقَت علَيّ اليابِسة و البِحار
و نسِيت صَوت نبضات القَلب.لا زالَت الفيه تتحرّك
و المراجيع تتأرجَع
و الطيّور تطير
لكنّ في الهوَاء
صمت القبُور.أين ذهب العِيد؟
حتّى أنا لا أعلم يا صغيرَتي..
قد كان هنَا
و فجأة لم يعُد.كلّ ما رأيتُه
بعينيّ طِفلة
هل خيَال..
أم ماضٍ مهجور؟
YOU ARE READING
سرَاديب
Non-Fictionالكثِير مِن السّراديب، و الاعترَافات الوهميّة مِن أطفال الحيَاة. - كشمعةٍ لا نار تُشعِلها - يُوري - الغِلاف مِن صُنع الغالية @_jonngirl_