أنا و أنت.

95 7 2
                                    


مِن السّهل جدا أن أفتَح فمي و أولوِل،
أن أصِيح و أجمَع الحَشد ليَسمعوا،
أن أشتكي و أبكِي و لا أكتفي،
و أن أتلو لهم أشعار هجَاء فيك.

ما أسهَل أن أحدّق و أحدّق،
أن أعبس باستنفَار و أنا أفكّر،
و أن أشتمَك و أشتُم غباءَك.

مِن اليسِير أن أرويك للنّاس،
أن أروي حمقَك و سذاجتَك،
أن أحكي عن المنطِق الاجتماعي،
و أن أقول: إنّه لَشخصٌ معقَّد.

لكن كالصّفعة في أوجّ البردِ تأتي الوقائِع،
تقول أنّي لا أعرِف ما وراء الأبواب الموصَدة،
تقُول أنّي لا أدور في عقلِه و لا أنا خالقُه،
تقُول أنّي لستُ هو و هو لَيس أنا..

و أنا مغتَاض و مُشتاط،
أصرُخ أنّي على كلّ حقّ رغمًا عن كلّ شيء،
أنعتك بالمتخلّف، بالضّعيف، بالجحش،
أقطَع معرفتَنا و أحرق تعاطُفي نحوك.

ثمّ يأكُل الدّود رأسي حيًّا و أدرك،
أدرك أنّك لستَ أنا و لا أنا أنت،
أدرك أنّ حبّك و شجاعتَك و إيمانك نابعون من قلبِك لا مِن قلبِي.

أدرِك أنّك شخصٌ آخر و حياة أخرى عنّي.

.

الصراحة مرة مزعج لما أشوف أفراد في علاقات مسيئة بس مصرين ان الطرف المعنف يحبهم و انهم هم يحبونه،
نشوف الحل بسيط مرة يعني انه انفصل عنه و خلص نفسك و خلصنا، نشوفه شخص غبي مرة و ضعيف و يعقد الموضوع و حتى يستاهل اللي قاعد يصير له بسبب غبائه و انه لو كنا مكانه كنا سوينا و سوينا،
و في هالخضم ننسى انهم ناس مختلفين عنا، في وجهات النظر و الافكار و الاسباب، في الماضي و الحياة و الشخصية و القلب، الشي ذا اللي نشوفه سهل مرة ماهو سهل لهم.

سرَاديبWhere stories live. Discover now