الجزء الواحد والعشرون

1.7K 72 53
                                    

مرحبااا
حاولت اسحب من وقت الامتحانات وانزل جزء لحتى ما اتأخر كثير عليكم كالعادة
بس ما بضمن لقدام ايش يصير لهيك بتمنى تصبروا علي لحتى يخلصوا امتحاناتي ..

***********************

في هذه الليالي اروش معي ولكن اشعر بان تفكيره في مكان ما، بعيداً عني، يكلمني ويسرح فيقطع حديثه من منتصفه، يستمع لي ولكن ذهنه يسافر في زغم حديثي لحديث اخر في عقله، حاولت مراراً ان افهم ، ان اسأل ، الخوف من ان يملّني ويصدمني بالانسحاب مني سيطر علي رغم حضوره في كل ليلة.

برغم انشغال تفكيري بأروش وشروده الدائم الا اني حاولت جاهدة الاّ يأثر ذلك على جامعتي، وتصرفاتي بين اصدقائي ، حيث اصبحت علاقتنا وطيدة بالرغم من الكم الهائل من الدراسة الملقى على عاتقنا، بل بدأنا بالالتقاء بعد انتهاء الدوام للدراسة معاً في احدى المقاهي القريبة من الجامعة، لم يكن بذاك الازدحام واتاح لنا المكان والهدوء اللازم لانجاز ما
وضعناه للدراسة.

زينب كانت اقربهم مني، كما اني استطلفت رامي اكثر من يزيد على الرغم من قضائي وقت اطول مع يزيد بحكم استقلالنا نفس الحافلة ، كما ان يزيد اوسم من رامي، انما الاخر اكثر متعة في الصحبة وفي الحديث، كثيراً ما يضحكني وحين افعل يتورد
وجهه حمرة.

اليوم حين غادرنا الجامعة رافقنا لمحطة الباصات لاكتشف بانه سيرافق يزيد لمنزله فيقضون بعض الوقت معاً، لم افكر من قبل ان اقصد بيت احدى صديقاتي، فنحن نقضي اغلب النهار معاً، وما ان نعود منازلنا حتى نغرق في بحر الكتب والوظائف البيتية.

هذه المرة جلست بجانب رامي، اما يزيد فجلس على المقعد المقابل، بدايةً شعرت بالاحراج لوجودي فتاة وحيدة بين شابين بعد ان تغلبت على الشعور بالحرج لتواجدي مع واحد فقط، لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور فور اندماجي بالحديث معهم حتى تناسيت جميع الموجودين على متن الحافلة وبدأت اشاركهم الضحكات العالية وصرخات جانبية تخللت الحديث.

أروش كان حاضراً في كل ضحكة، اتذكر قوله بانه سوف يكون بعيداً لبعض الوقت ولن يراقبني كما كان يفعل، لن يرافقني في كل خطوة كظلي، بعث بي الامر بعض الراحة، فانا متأكدة بان ما افعله الآن لن يروقه ابداً.

شعرت بيد تدفعني، كنت غارقة في تفكيري لاول مرة مذ ان صعدنا الباص، نظرت الى ذراعي لارى يد رامي تحيطها ، اما يزيد فيقف امامي يلوح بيده على بعد لا بأس به ضاحكاً، رفع الاول يده سريعاً بعدما رفت عيناه عدة مرات، وعاد يتوهج حمرة كعادته كلما شعر ببعض الحياء متأسفاً كما وعض على شفته السفلى، ابتسمت له ثم التفت نحو يزيد الذي لا يزال يضحك ويشير لسائق الحافلة ان لا يتحرك، نظرت من النافذة لافهم باننا قد وصلنا محطتي وانا لم اغادر بعد مقعدي، وقفت بسرعة وحملت حقيبتي لاترجل، تعثرت بالطريق للخروج عدة مرات، ويزيد خلفي على هيئته الاولى فارغاً فاه ليفرج عن قهقاهاته، قبل ان اضع رجلي على الارض رمقته بغضب فما كان منه الا ان يغمز لي ويلوح بيده مودعاً، حاولت ان لا ابتسم له واحافظ على ملامحي الغاضبة المزيفة لكني
لم استطع مقاومة منظره لابتسم واخيراً.

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن