الفصل الاول

3.3K 75 9
                                    

ابتدأ كل شيء في عصر يوم احد كئيب عاد اخوتي من المدرسة ظهراً واطلقوا ضجتهم اليومية التي قررت ان اهملها كعادتي فهي اصبحت روتين ولا تثير بداخلي اي حماس يذكر ، ضجة سرعان ما تخبو ان حل المساء ، روتين حل منذ سنتين حيث تخرجت من الثانوية ، كنت احلم بدخول الجامعة واكمال مسيرتي التعليمية الا اننا لم نكن لنتحمل نفقاتها ولا معيل لنا سوى ابي الذي يعمل في مصنع للحوم وامي التي تمسح البيوت اما نحن فستة وكنت انا اكبر اخوتي ، رواتبهم تكاد تكفي للاكل والشرب واللباس والمأوى ، فاقنعت نفسي ان الزواج افضل حل وكنف الزوج افضل ، حتى قناعتي هذه تبخرت بعد ان مرت هذه السنتين دون ان اشم رائحة عريس.


انهيت حمامي للتو وخرجت ارتدي ملابسي ، وقفت امام المرآة اتأمل جسدي الممشوق وتعرجاته المرسومة ، انا لم اكن بذاك الجمال بل فتاة عادية ذو ملامح لا تذكر ولا تميزها ، ولهذا قررت ان اجعل من جسدي جسد عارضة يشتهيه كل من ينظر اليه عله يتناسى ملامحي التي لا تشد الانتباه .


كنت عارية واشعة الشمس تنيرني ، تمر عن نهديّ وتعطيهما بريق لاذع كلما مرت قطرة ماء ، وانا الاحق قطرة الماء وهي تنساب من على نهدي المكور حتى تصل اسفل بطني ، وعندها افكر كم اشتهي ان تمس هذا الجسد يد رجل يشبعه حباً ورغبة ويطفئ عطشي ، كيف انكر هذا الشعور وهو شعور غرائزي يقبع في احلك مكان داخل النفس البشرية وانه طلب عادي لفتاة بعمري شوقها يحرقها من الداخل ، سمعت هذا الكلام من قريباتي الاكبر سناً ولكن لم افهمه سوى الان ، والان فقط بعد ان اصبحت غريزتي تؤلمني وتشد علي ، لم ازل غارقة في تفكيري الذي يمدني ببعض اللذة التي تريحني لفترة قصيرة حين شعرت بنفس يتتأجج بالغرفة ، كأن شخص اخر معي يقف على مقروبة مني يتأمل جسدي المنعكس في المرآة معي ، بداية شعرت بالرهبة فانا اشعر به كأنه معي ، يقف ملاصقاً لخيالي وانفاسه تلطم ظهري العاري ، اسرعت بنظري الى الشباك كان الزجاج مقفل ولا يتخلله نظر بل السنة الشمس وحدها ، نظرت الى الباب عل احد اخوتي يتلصص على الباب يراقب ولكن لا شيء من هذا ، عندها اسرعت لارتداء ملابسي وفكري تارة يشعر بالخوف فترتعد اطرافي وتارة اخرى يتمنى لو كان حقاً من رجل يقف معي فيرويني . طردت من مخيلتي هذه الافكار وخرجت من الغرفة لانضم لاخوتي في الصالة لاول مرة منذ شهرين .


لم يعتادوا رؤيتي جالسة بينهم وانا كذلك هنا فكرت بان ما حدث معي مجرد احساس كاذب ، هي نفسي ملت وارادت احداث رواية تشغلني وتعطي حياتي بعض الحركة ، لكن كلما هممت بدخول غرفتي عدت لاضاجع الكنبة ، لا اعلم حقاً هل شعوري في الغرفة هو ما اعادني ام كرهي للوحدة ورغبتي بمجالسة احدهم.


أتى المساء سريعاً وسريعاً ايضاً نسيت ما اعتراني من خوف سابقاً ، عدت الى غرفتي واخيراً بعد ان خلد الجميع للنوم وبعد فلمين طويلان شاهدتهما ، بعد ان تسلل النعس الى جفني النعيسين ، وما ان وضعت رأسي على المخدة حتى رحت في سبات عميق .



القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن