الفصل الثاني

2.7K 73 6
                                    



الحياة تأخذ منا اسبابها حتى صرت اتمنى الموت ، مضت ايام منذ تلك الحادثة الاستثنائية ، كانت محض احساس وكم اتمنى ان يعاود الظهور لاتمتع ببعض المغامرة اللحظية ولعلها امنية بائسة ومغامرة تافهة ، كيف لي ان اسميها مغامرة ، عقلي مشوش ويسبح في دوامة الوحدة والملل ، كم اتمنى من الحياة اكثر واشتهي عيش اجمل ، ليس لي بها وجود وليس لها عندي طعم او لون ، اني لم اعد اشعر بروحي او قلبي ينبض .


هل هي اشارات لبداية كآبة ومرض نفسي طويل ام انها تفاهات تأتي وتذهب !!؟ لم اعد متأكدة حقاً ولكن اعلم جيداً بأنني كل يوم عند استحمامي انتظر ذلك النفس البارد ليضرب ظهري من جديد.

انتظار عله يواسيني واحلام يقظة تغريني وتمدني بالامل اعلل نفسي بها رغم يقيني بتفاهة ما انتظر ، ومعرفتي باختلال حلّ بعقلي ليتمنى تحول وهم الى واقع ، وان يتحول المحرم الى حقيقة اعيشها ، رذيلة اغوص باعماقها فتصبح الخطيئة هي ما اتبعها وأراها صواب.

هو خوفي الدفين من ان تغلبني غريزتي الحيوانية ففيني ايمان بضعف نفسي امامها وانصياعي اخيراً مهما حاولت المقاومة والتصدي لها.


بعد شهر من الغباء الفكري وبعد ان تغاضيت معاكسات المرآة وتخطيت شغفي المحرم حدث ما لم اتوقع ، ليلة اربعاء روتينية كأي ليلة اربعاء او لعلها ليلة ثلاثاء لا اذكر حقاً فكل الايام كانت تتشابه لي في تلك الحقبة وكانت اخر ليلة لا اتابع بها الايام والتاريخ فمن بعدها اصبحت الروزنامة ترافقني ليلاً نهاراً لسنين ، في تلك الليلة العادية المستنسخة من لياليّ العديدة دخلت للنوم على غير عادتي وذلك يعود لخلو المحطات التلفزيونية من فيلم لم اشاهده من قبل او من مسلسل يشد انتباهي.


الساعة تجاوزت الواحدة ليلاً بقليل ، تنهدت بعمق وزفرت بقوة فأنا على علم بانني لن استطيع النوم قبل الثالثة صباحاً كما افعل كل ليلة ، ارتميت على السرير وقررت ان احدق بالسقف وابعد عني كل الافكار واحلام اليقضة ، ان اغلق عقلي ، هكذا فقط سيستطيع ان يتسلل النوم الي ، وهكذا فعلت.


لم يمضي الكثير من الوقت ، نصف ساعة او اكثر بقليل كنت قد غططت بسبات عميق ، عميق.


" اقبلت السنة الشمس تداعب جفوني وتزعجها ، كنت احس بحرارتها على وجهي وحاولت ان اقاومها كثيراً ولكن دون جدوى عندها فقط فتحت عيناي وعدلت من جلستي ، سرحت شعري بيدي سريعاً ، واخذت اتثائب بقوة حين فتح الباب ليدخل الى الغرفة شاب وسيم ، نعم وسيم جداً ، اغمضت عدة مرات عل تهيئاتي تتبخر ولكن في كل مرة اراه يقترب اكثر.

ابتسامة ساحرة جعلتني اتسمر مكاني واسرح في شفتيه الورديتين وفي لحيته الخفيفة المحددة ، جلس على السرير جواري ووضع يده فوق يدي ، برودة قاتلة تقبع فوق يدي الان اشعر بها كأنها جزء مني ، كأن يدي وضعت داخل وعاء ثلج ، رفعها الى فمه وقبلها ، احسست بقبلته تخترق ظهر يدي ، تسري في انحاء جسدي ، مرت عدة ثوان قبل ان ادرك ما يحصل ، هناك شاب فائق الجمال يجلس على سريري داخل بيتي ، سحبت يدي من يده سريعاً وصرخت بكل ما اوتيت من قوة. "



فتحت عيناي لاجد نفسي اتحرك بصورة غريبة واصرخ دون صوت ، والعرق يتصبب مني ، كأني قضيت عاماً كامل امارس رياضة الجري ، نظرت الى الساعة في هاتفي المحمول وكانت تشير الى الثالثة والربع صباحاً ووقتها تيقنت بأن ما حدث كان مجرد حلم ، لا لم يكن حلم بل كابوس اقرب للواقع منه للخيال فأنا لا ازال اشعر ببرودة يدي رغم العرق كما اني لا زلت اشعر بأثار قبلته على ظهر يدي والرعدة تسير في اطرافي كما كانت في الكابوس . ولكن الكوابيس خلقت لتخيفنا ولنحس وكأننا نعيش واقعاً ، هذا ما اعتقد واقنعت به نفسي تلك الليلة .


لم استطع العودة للنوم وبقيت مستيقضة حتى اذان الفجر ولاول مرة منذ سنين انهض من سريري واتوجه الى المغسلة لأتوضأ واصلي.


احسست براحة نفسية عارمة انستني خوف ما لاقيت في كابوسي وعدت الى سريري لانام مجدداً ولكن دون ان يزورني احد في احلامي ، دون احلام بتاتاً لاستيقظ ظهراً بتكاسل ، عدت لممارسة حياتي الاعتيادية ذاك اليوم متغاضية عن كابوسي المزعج ، وعن اوهامي المريرة لاعنة فكري الجامح الذي اصبح يصور لي حياتي قصة رعب علي مواجهتها.


القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن