الفصل الثالث

2.4K 66 4
                                    



تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً وانا كنت لا ازال مستيقضة اشاهد التلفاز ولم تكن بي رغبة في النوم ، اصبح ليلي نهار ونهاري ليل ، اقضي ساعات الظلام مكورة امام التلفاز وساعات النور نائمة .


مندمجة مع الفيلم وكل جوارحي تنتظر النهاية بفارغ الصبر ، كنت قد شاهدت هذا الفيلم مرة من قبل واحببته جداً ، وعدت نفسي ان عرضوه مرة اخرى فسأشاهده وهذا ما فعلت.


في خضم ذلك رأيت ظل اسود يقطع الصالة امامي جيئاً وذهاباً ، يتربص بي وينتظر مني شيئاً ، فبين الحين والاخر يرمقني بنظرة عتب وكنت المح فيه العينين فقط ، هما نفس عينا ذاك الشاب الذي رأيته في حلمي الليلة السابقة .


علمت من فوري ان تهيئاتي عادت لتزعجني ، عدلت من جلستي ولم اعر ما اتخيله يسير امامي اي اهتمام بل ركزت في شاشة التلفاز وعدت لانسجم في احداث قصة الفيلم من جديد.


في تمام الرابعة والخمس دقائق صباحاً انسليت الى غرفتي وغططت في النوم ، هذه المرة دون كوابيس ودون ان ارى ذاك الوسيم جواري.

حين استيقاظي شعرت براحة كبيرة ، كان بي هاجس ان يعاودني الكابوس وهذا ما لم يحدث كما اني استمتعت بالنوم فلم تزعجني والدتي بطرقها باب حجرتي ولا صوت اخوتي حين استيقاظهم للاستعداد للذهاب إلى المدرسة ، نوم متواصل بلا انقطاع او ما يعكر صفوته الطويلة.

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهراً ، تمعنت في الارقام المتعكسة على هاتفي لاتأكد من صحة الهاتف مطولاً وتنهدت بقوة وعنف ، ففي غضون ربع ساعة او اكثر ببضع دقائق سيعود الشياطين من المدرسة وسينقلب جو السكون والهدوء إلى عاصفة من الصراخ والمشاحنة ورغم عدم اكتراثي بضجتهم سابقاً الا انني في تلك اللحظات شعرت بالضيق واردت لهدوء البيت ان يستمر يوماً كاملاً بعد.


امنياتي سخيفة مثلي كيف سيصمتون يوماً كاملاً او يختفون ، لقد عادوا ولم يختفوا ابداً ، عاد صياحهم وانا لاتجاهل ازعاجهم اقفلت باب الغرفة ، شغلت الحاسوب المحمول واعليت من صوت الموسيقى ، ربطت وسطي بعد ان غيرت ملابسي وعدلت منها وقفت امام المرآة وبدأت ارقص ، حاولت قدر المستطاع ان تكون حركاتي مغرية ، بين البطيئة والسريعة ، مع عض بسيط على شفاهي ، وراح خصري يتمايل مع صوت الطبلة ، كنت قد شاهدت من قبل بعض المقاطع المصورة على الانترنت وتعلمت من خلالها الرقص الشرقي وبالتحديد كيف نجعله وسيلة اغواء واحياء الرغبة، كنت احب ان احس بالرضا النفسي والعاطفي ، كأني اشبع رغباتي الجنسية بواسطة وصلة رقص متواصلة على مدار نصف ساعة.


الان ايضاً وانا منهمكة بالرقص احسست بأعين تراقبني وترافق انحنائات جسدي ، حاولت ان اركز بما افعل ولكن حركتي تشوشت قليلاً وفكري تشتت وبدأ وسطي يخطأ الايقاع ، زاد قلقي حين شعرت بخطوات تقترب فأفتعلت عدم المبلاة واكملت رقصي وركزت فيه اكثر رغم حركتي التي لم تعد تصيب الايقاع .


اصبحت اشعر بانفاس شخص ورائي تماماً واحس بها ، اردت ان اصرخ واغادر الغرفة ولكنني اقنعت نفسي بالمقاومة والتصرف وفق الغباء ، ان اتصنع الجهل بوجود احساسي هذا.

بعد دقيقتين تمادى شعوري الى حد احسست بيدين تقبضان على وسطي وتحركانه بطريقة تتماشى مع انغام الموسيقى ، بداية ارتعش جسدي خوفاً ولكني ظننت بان حدسي يعود ليسيطر على جسدي ويعيده الى الرقص بصورة سليمة ، بل وجمح خيالي لبعيد ، فلما لا اجاري تخيلاتي الغريبة ، فلا ضر ان تخيلت رجلاً يحيطني بيديه وحبذا لو كان زائري منذ ليلتين فلم اكن لأرى بجماله مطلقاً.

اتممت على هذه الحال بضع ثوان اتلوى رقصاً وابتسم لمخيلتي الرائعة حتى احسست بهذه اليدين تحيطني وواحسست بجسد يلاصق ظهري ، برودة سارت بأوصالي.


عندها توقفت عن الرقص بل اسرعت إلى الحاسوب اغلقه ، غيرت ملابسي سريعاً واردت ان اجلس على سريري ، سرعان ما غيرت رأيي وانطلقت إلى الصالة لاغرق في صوت الصراخ بها.


كان جسمي لا يزال يرتعد خوفاً ووجهي شاحب ، واتنفس بسرعة ، دقات قلبي قد بدأت تهدأ واخيراً ، اما اكبر همي فكان كيف سأنام بغرفتي مجدداً ، وهل مخيلتي كانت من الجموح لحد الرعب!! لحد ان تصور لي ما اعيشه خيالاً ان اشعره على جسدي!!!؟

طردت افكاري البشعة وحاولت ان انسجم قدر المستطاع في صوت التلفاز العالي وتناثر ورقات الدفاتر وتطاير الاقلام، ان اضحك معهم واصرخ معهم ، ان ابادلهم اللعب باللكمات والركض في زوايا البيت.

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن