الفصل السادس

2.1K 86 13
                                    

امي : حبيبتي هل تذكرين الرحلة البحرية اللتي اخبرتنا عنها!؟

انا : نعم !!!!

قلت لها بينما نظرات الترقب تعتريني
امي : حسناً .. استطاع اباك ان يأمن لنا ستة بطاقات .

قفزت فرحة ، لم اصدق ما اسمع ، قضيت اشهر احاول ان اقنعهم بالرحلة البحرية ، انها حلمي منذ ان كنت في المرحلة الاعدادية حيث اخبرنا زميل لنا في الصف عن رحلة ذهب فيها لمدة شهر من العطلة الصيفية.

امي : لا اعلم ان كنتِ قد استمعتي لما قلته بشكل صحيح ولكنها ستة بطاقات فقط.

انا : وما الخطب في ذلك ، انا سأذهب في رحلة بحرية بعد كل شيء، ثم انا من طرح الفكرة في بادئ الامر .

امي : لكن لا استطيع ان اترك اخوتك الصغار لوحدهم ، لذا اباك قرر بانك ستبقين مع اخويك ، وسأذهب مع باقي الفتيات واباك ، هذا افضل انتِ تعلمين ، لا اعتمد الا عليكي في مثل هذه الامور ، انت الكبيرة وتستطيعين ان تتحملي المسؤولية وتهتمين بهم ، ثم ان اخاك يحتاج مساعدة في وظيفة لمدرسته ولا افهم بهذه الوظائف البيتية يدوية الصنع ، انها تأخذ ايام وتحتاج خبرة لا املكها اما انت فقد قدمتي الكثيرة منها.

قلت لها والدموع تملئ وجهي : هذه اعذار واهية ، تعلمين حق العلم كم اتمنى واحلم بهكذا رحلة ، انها امنية حياتي ، هل تريدون سلبي كل هدف اصبو اليه!؟

امي والتوتر لا يزال يرافقها : اي هدف هدمناه !!!؟ وما العمل ان لم يكن سوى ست بطاقات ، يجب ان يبقى احدهم في البيت مع الباقي.

انا صارخة : الجامعة ، الكمان ، الطبخ ، الخياطة ، زيارة رفيقاتي ، كل هذه الاشياء لا تفكرين بها وكيف سلبتموها مني!!؟ ولما لا تبقين اذاً انتي معهم !!!! في النهاية هذه الرحلة حلمي انا .

امي : تعلمين جيداً كيف يفكر اباك هو لا يخرج بدوني ولا يبعثك لوحدك ، كمان ان احلامك المسلوبة لم تكن لتسلب لو كان معنا نقود ، وهذا الحال ليس بيدنا ، من نحن لنقرر من الغني ومن الفقير!!!!!

قلت صارخة في وجهها : اخرجي من غرفتي ، لا اريد ان أرى اي منكم ، فقط اخرجي.

وقفت من فورها ودمعة سقطت من عينها ، اردت ان احضنها وابكي على صدها واعتذر لكنني لست من هذا النوع العاطفي ، كما ان كبريائي وغضبي منعني ، اكره هذه المواقف ولا اعلم كيف اتدبر امري خلالها.


قضيت باقي يومي ابكي وانحب ، ارثي نفسي وانا اكلمها ، شعرت بوحدة وبحرقة ، كان الموت احب الي من كئابتي الدائمة ، فحتى ابسط الامور التي تمنيتها بشدة جردوها مني .

نهضت وسرت نحو المرآة انظر لعيناي ، كانتا تحترقان بشدة خلف الدموع ، ناظرت انعكاس وجهي ورأيت كيف اصبحت عيناي حمراوان ومنتفختان ، لم استطع ان اغلقهما من شدة الالم ، عدت واستلقيت في الفراش احدق بالحائط علّ الالم يزول وما هي الا دقائق حتى غصت بنوم عميق.

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن