الفصل الثالث عشر

1.8K 65 14
                                    

اعلم بانني استقيظ كل يوم، اتنفس وقلبي ينبض حياة، ولكن في الايام الاخيرة اصبح لدقات قلبي نغم خاص.

كعادتي مؤخراً استيقظت باكراً وتوجهت نحو الصالة ايقظ اخواي اللذان ينامان في ركنها، ثم بدأت باعداد الفطور لهما.

طيفه في البحيرة يقطع امامي في كل ثانية، صدى صوته اسمعه في اذناي وهو يتحدث، اعيد ما خطّه على الورقة، اضحك وانا اتذكرها الان، تبدو كأتفاقية من العهد القديم.

لان الى بعد ان تنفى الارض وتبدأ الحياة الثانية وبعد. )

اعيدها في رأسي مراراً وتكراراً، هل حقاً سأراه في احلامي كل ليلة اغمض فيها جفوني إلى ان

تتوفاني المنية!؟ وبعد الموت!؟ وبعد البعث!؟

(اخلاص ابدي)

كنت قد انهيت اعمال المنزل في ذاك الوقت حين جلست على الكنبة واخذت افكر بهاتين الكلمتين، لم الحظ حتى خروج اخواي او متى بدأت انفذ الاعمال المنزلية، احسست بوخزة في قلبي وبعض الرهبة للحظة.

واخذت اعيد الكلمتين في عقلي، فأنا تعهدت لطيف يجول احلامي بالاخلاص الابدي، امر يثير السخرية نوعاً ما لكني لا اجدني اضحك، بل احسست في عمق نفسي ان ما اقدمت عليه في حلمي هو كارثة قريبة مهما انكرت الامر، انا لا اريد ان اعلق في دوامة الاحلام ولا اريد التعلق بسراب فكيف والاخلاص له.

بيني وبين نفسي اعترف باني قد احببته، بل انا احب هذا الشخص الذي اراه ولكنه محض خيال وانا ادفع بنفسي اليه اكثر فاكثر.

اظن باني قد بدأت افقد صوابي، ولا استطيع ان افكر اكثر.

استحمام طويل والشعور بالمياه هو وحده كفيل لاعادتي الى الاستقامة مجدداً، فانا اريد ان اقيم الوضع بصورة سليمة لا دراماتيكية كما الان.

خرجت وقد انهيت استحمامي، حول شعري اضع منشفة وحول جسمي اخرى، البارحة في مثل هذا الوضع تماماً ولكن في ساعة مختلفة قد هاجمتني احداث بلا مبرر جعلت ليلتي من اصعب ما يكون ولكن هو وحده من استطاع ان ينسيني هم ما حدث بل ويمدني بالشجاعة والارادة.

القيت بنفسي على السرير ورحت افكر به، شعرت به ينفخ الهواء على طول وجهي، كيف لمخلوق اراه بمثل هذه الرقة في حلم ان يجعلني اعاني من التفكير، لا ضر ان اخلصت له في حلمي ان لم يأتني بديل في الواقع وان حدث واتى من يحل مكانه في قلبي فان الحب ينتهي وبه تنتهي المعاهدة فالمعاهدة قائمة ما قام الحب في القلوب.

وانا عندي قناعة ان ما اقسم عليه واعاهد به نفسي

وغيري يجب ان اوفي به واقيم عليه حتى يحنث غيري بالعهد وان كان قلبي من سيحنث به فلا بد من الاعتراف لاحلامي وقتها بانني قد فشلت على الاخلاص، اما في الوقت الراهن فلا ضر من الاستمتاع قليلاً ولو لم يكن حقيقياً، ان لم تستطع ان تذهب الى مكان يمدك بالمتعة فاجلب المتعة بيدك إليك.

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن