ترجلت من الحافلة فور وصولي إلي وجهتي ، و هي الحي الذي اسكن به ، خطوات قليلة خطوتها حتي منزلي و فور دخولي للمنزل وجدت أختي ترتدي حذائها في عجلة بينما تجمع أشيائها سريعًا ، رفعت رأسها لتنظر لي قائلة « لقد عدتَ سونجمين ، أنا علي عجلة من أمري لذلك سأرحل الآن ، هناك طعام قد جهزته و وضعته بالمبرد تناول منه اذا جعت ، إلي اللقاء.»
أنهت كلامها بعجلة ثم طبعت قبلة سريعة علي احد خذيَّ و اتجهت للباب لترحل فأوقفتها قائلا « مهلا ، ألا تحتاجين لتوصيلة ؟ » ابتسمت هي بمرح قبل أن تخرج قائلا « كلا سأقود سيارة أخي العزيز بنفسي بما انه تركها اليوم .»
أغلقت باب المنزل لأغدو أنا وحدي بالمنزل ، اتجهتُ لغرفتي و بدلت ملابسي ليستقبلني الفراش بصدر رحب بعد هذا اليوم الطويل .
دثرتُ نفسي جيدا بفراشي بعد أن قررت أن أخذ قيلولة حتي عودة سونجرين و والداي و أخذت أفكر ، ما بالي ؟
مؤخرا بتُ أشعر بحالة من الركود ، ليس لدي رغبة بترك فراشي ، و أن تركته ليس لدي رغبة بفعل شيء ، لذلك لم اقد سيارتي اليوم ، لم أشعر برغبة في ذلك لذا استقللتُ الحافلة .
و بتُ ايضا اشرد كثيرا ، متذكرًا سنوات مراهقتي ، لا اعلم هل اشتاق لذاتي المرحة المفعمة بالطاقة و الحياة ، أم احقد عليها لأنها السبب في خلق ذاتي الرتيبة الآن ؟
لو كنت فقط بالوسط بين ذاتي المرحة و ذاتي الرتيبة ، ربما لكانت حياتي افضل.
حياتي الآن أصبحت روتينية بشكل بشع ، اذهب لجامعتي و أعود منها لأنام قليلا ، استيقظ لأتناول الطعام و من بعدها بعض المذاكرة ثم النوم من جديد ، و لا يكسر ذلك الروتين سوي سونجرين و خططها المفاجئة ، و لكنها منذ أن بدأت عملها و قد ازدحم وقتها فلا محل لهذه الخطط .
ليصبح يومي بلا معني ، و ينتهي ليتكرر في صورة اليوم الذي يليه .
أسدلتُ جفوني و أنا احاول إسكات أفكاري لأجعل جفناي يتعانقان مرحبًا بالنعاس الذي تمكن مني ليأخذني لعالم الأحلام .
و علي من اكذب فحتي إن غفوت بعد تمددي في الفراش لوقت طويل دون نوم ، تكون غفوتي دون أحلام .فرقتُ جفناي مجددًا لأجد أن الشمس قد غابت بالكامل ، لقد غفوت لفترة بالفعل ، لكن لماذا أشعر أنني لم أنم سوي دقائق قليلة ؟!
استقمتُ من فراشي و غادرت غرفتي لأجد أمي تعد المائدة ، لفت خروجي من الغرفة انتباهها لتبتسم لي و تقول بحب « من الجيد أنك استيقظت ، هيا لنتناول الطعام .»
اتجهت نحوها لأعانقها بينما ما زلت أشعر بالنعاس , فلم يمر علي استيقاظي سوي بضع دقائق و أنا لم أفق جيدا بعد . بادلتني العناق بحب و مسدت شعري لأسألها « هل عاد ابي و أختي ؟ » أومأت أمي ثم قالت و هي تفصل عناقنا « نعم ، أن سونجرين تبدل ملابسها و أباك يشاهد التلفاز حتي أنهي إعداد الطاولة .»
اتجهت للمرحاض بعد أن أنهت أمي حديثها و صفعت وجهي عدة مرات بالمياه الباردة علني استفيق ، لقد لاحظت أنني أنام كثيرا مؤخرا .
عدتُ لأمي مجددا أساعدها في إعداد الطاولة ، لحظات و قد كانت أختي انضمت لنا حتي انتهينا و نادينا والدي .
جلسنا نتناول طعامنا وسط أحاديث بسيطة من كل منا ، نتحدث عن كيف كان يومنا ، حتي أنهينا الطعام و قمت أنا و أختي بتوضيب المائدة و غسل الصحون .عدت لغرفتي مجددًا ، أنهيت بعض من المذاكرة التي كان يتوجب علي إنهائها ، ثم قررت اخذ بعض الراحة فخرجت من غرفتي ليجذب فضولي صوت التلفاز .
وجدت أختي تشاهد إحدى البرامج التلفزيونية فاتجهت نحوها و جلست بهدوء جانبها لتناولني بعض المقرمشات لأشاركها تناول المقرمشات و مشاهدة التلفاز .
انقطع بث البرنامج بسبب إحدى الفواصل الإعلانية لتنظر لي أختي متسائلة« لماذا لم تأخذ السيارة اليوم ؟» أنهت لأجيب قائلًا « لم أشعر برغبة في القيادة .» أومأت هي متنهدة لأستقيم من موقعي عائد لغرفتي مكملا دراستي .
سويعات قليلة و وجدت باب غرفتي يطرق لأسمح بالدخول ، لتتقدم سونجرين مخبرة إياي بأنها ستخلد للنوم ، فقد أجهدها العمل اليوم و أخبرتني بعدها أن كل من والداي قد خلد للنوم بالفعل .
تمنيت لها ليلة سعيدة و فعلت هي المثل ، و دقائق قليلة و كنت أنا ايضا قد اغتسلت و استعد للنوم .تمددت في فراشي و أخذت أراجع ما حدث في يومي و أنا أشعر أن هناك شيء ناقص .
لقد ذهبت للجامعة بالفعل ، و تناولت طعامي ، أنهيت مذاكرتي و فروضي ، لا يوجد شيء ينقصني .
اذا لما أشعر بهذا الشعور ؟
أو لنغير هذا السؤال .
ماذا كان أهم شيء يجب أن أقوم به اليوم ؟
هل كان يوجد بالأساس ؟فقط يوم رتيب أخر انتهى لتبدأ إعادته في شكل غدا .
أنت تقرأ
Hellevator
Fanficللحظة شعرتُ و كأن كل الأصوات حولي قد اختفت ، و أنا وحدي بهذا العالم ، مع ذاتي التي للتو ادركتها . ذاتي الحقيقة التي اختبأت وسط العاصفة التي كانت تضرب عقلي و كياني أجمع و للتو قد هدأت فقط بتلك اللحظة . لحظة إدراك الذات #قصة_نظيفة بدأ نشرها في الساد...