8- Sunshine

176 30 2
                                    


فعلتُ مثلما قالت أختي، استقمت من فراشي و حضرت لنفسي كوب من الشاي الدافئ المفضل عندي.
أخذت كوبي وإحدى كتبي المفضلة، وهاتفي واتجهت للشرفة.
لم تكن فترة الظهيرة قد بدأت بعد، فقد كانت الشمس ما زالت أشعتها خافتة تسقط عليَّ مصاحبة نسمات شتوية باردة محببة إلى قلبي.

شعرت لوهلة أن كل شيء حولي توقف، وان كل الأصوات صمتت، لا أصوات الشارع، بل أصوات عقلي الذي كان سبب كل ما كنت أمر به.

في هذه اللحظة فقط قررت أن أنني سأترك نفسي للطيار ليجرفني معه أينما سيذهب و أتمني ألا يفسد عقلي عليَّ متعتي وصفاء نفسي مجددًا.

أخذت اقرأ وأنا أتمني أن يتوقف الوقت، لأظل لما تبقي من حياتي اجلس بشرفتي تحت أشعة الشمس الخافتة والنسمات الشتوية بينما بين يداي كتابي المفضل وبين كل لحظة وأخرى أحتسي بعض من مشروبي المفضل.

لم ألاحظ أنه قد مر الكثير من الوقت وأنا بوضعي هذا، إلا عندما اشتدت إشاعة الشمس الساقطة علي، وعلت أصوات المدينة، فتركت كتابي وجلست أراقب الشارع قليلًا من شرفتي.
لا أعلم لما لكني أحب أن أراقب الناس وهم منهمكون في عوالمهم، ف في هذا الوقت كلٌ عائد عمله أو مدرسته أو جامعته.
هناك من يكون سعيد لانقضاء ساعات العمل والدراسة، وهناك من يكون مجهد بعد يوم طويل، وهناك من لا يبالي فقد كان مجرد يوم وها هو ينتهي.

أحب صخب المدينة واختلاف حالات ساكنيها، فها أنا ذا أمارس عادتي المفضلة، وهي الصمت وسط الصخب ومراقبة ما حولي.

تذكرت بعد مدة من مراقبة الناس أنني لم أجب علي رسائل جيسونغ، فأخذت هاتفي من على الطاولة وأرسلتُ له رسالة قائلًا « شكرًا لك يا صديقي، شكرًا على وجودك بجانبي. »
وضعت هاتفي بجيبي وأخذت كتابي وكوبي راحلا عن الشرفة.
اتجهت للمطبخ أولا لأعيد الكوب إلى مكانه، ثم صعدت إلى غرفتي وأنا لا أعلم ماذا سأفعل الآن.

وصلتني رسالة من جيسونغ وقد كان يمزح قائلًا « لا تقل أنك تأثرت برسالتي وبكم أنا شخص عظيم ونسيت أن ترد. »

ضحكت قبل أن أعيد الكتابة ردًا على رسالته « لقد تأثرت ولكن لم أنسى الرد لأني كنت أفكر بكم أنت عظيم، بل لأنني كنتُ أبكي يا أحمق. »
عاودت الكتابة مجددًا بعد أن أرسلت رسالتي السابقة لأكتب « لقد بكيت حقًا يا جيسونغ، لقد أفرغت كل ما بداخلي، لقد انتحبت بصوت عالي حتى استيقظت سونجرين على صوتي، لقد أخبرتها عن كل ما يحوم بعقلي. »

دقائق مرت حتى سمعت صوت هاتفي مجددًا مشيرًا أنه قد أتتني رسالة، فقد كانت من جيسونغ الذي سأل « وهل أنت بخير الآن؟ »

أرسلت له وأنا أبتسم رسالة أقول فيها « بخير أكثر مما تتوقع، لقد احتجت حقًا أن أفرغ ما بداخلي لأزيح الحمل عن قلبي وعقلي. »

عدت اكتب مجددًا فكتبت « هل تعلم، أشعر الآن برغبة في أن نلتقي ونجلس سويا نقرأ بعض الكتب في هدوء ونخوض محادثات صغيرة، ولكني أعلم أنك لن تخطو بقدمك خطوة خارج منزلك. »

دقائق وقد كان وصلت الرد الذي قال به « حسنًا، أنت علي صواب أنا لن أبارح منزلي اليوم، ولكن من الممكن أن تأتي أنت ولكن بشرط. »

علت علامات التعجب رأسي لكي أسأل بشك « وما هو الشرط »
أجاب فورًا قائلًا « لا الكثير من الحوارات يا صاح، سنجلس بصمت لنقرأ ونخوض محادثات صغيرة قليلة كما قلت، لا تستنزف طاقتي، فهي بالفعل مستنزفة. »

لم أعلم هل على أن اضحك على كونه حتى أن تخلي عن جلوسه بفرده وسمح لي أن اقتحم قوقعته سيظل متمسك بصمته.

أم أحزن على صديقي الذي أعلم أن مجرد تنفسه يجعله يشعر أنه مستنزف الطاقة.

أم اسأل، لما جيسونغ دائما مستنزف الطاقة؟

أم أتعجب من صداقتنا التي تقتصر على لمحادثاتنا النصية فقط يعتبر وحتى عندما نخرج من قوقعتنا ونتسكع سويًا، نشطرت على بعضنا عدم الخوض في حوارات طويلة.

على أي حال، سأتجهز واختار بعض الكتب لأذهب لصديقي الذي سيعاملني فور وصولي كأنني معتدٍ يريد أن يعتدي علي مملكة الصمت خاصته ذات الملك الوحيد الذي لا يوجد شعب له ليحكمه.

وبالتأكيد جيسونغ هو ذلك الملك.

Hellevatorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن