6- zero o'clock

267 28 27
                                    

لقد بدأت اختباراتي النهائية منذ أيام، واليوم هو اختباري الأخير.

رغم شعوري بالإرهاق وشعوري بأن جسدي ثقيل إلا أنني استيقظتُ مبكرًا كي لا أتأخر علي امتحاني.
تجهزت سريعًا وأنا أتذكر كم تعبت وذاكرت، ولكن هل سيأتي هذا بنتيجة؟ وحتى وإن آتي بنتيجة هل سأكون سعيد؟
لا اعلم حقا.

في هذه الأيام أنا أكره نفسي، كون لدي الكثير لأفعله يجعلني مجهد، وكوني اعلم أن بالفعل هناك كثير يسبقونني يجعلني اختنق وأفكر إذا لماذا أجهد ذاتي؟ لكي أكون من الذين يسبقون؟ أنا اعلم بالفعل أن هناك كثير يسبقني مما يجعل الأمر مستحيل أن أكون وسطهم فجأة ولكن ليس بيدي شيء سوي أنا ابذل أقصى جهدي.

في هذه الأيام حيث يكون الكل مشغول، الكل يومه مزدحم، الكل يتنافس وأنا مثلهم، ولكن ما يجعلني أكره نفسي حقًا، أنني أتنافس فقط لأني أعلم أن هذا وقت المنافسة، ليس لحبي لما ادرس ورغبتي في إن أتميز به.

أفكر كثيرًا هل لو كنت لو كنت صاحب موهبة أو هواية، هل ستكون حياتي أفضل؟
ربما ادرس المجال المفضل لدي حقًا ليس الأنسب، ولربما كان لديَّ طاقة وحماس أكثر للدراسة، فأنا أدرس ما أحب على أي حال.

ولكن الوقت تأخر، أنا بالفعل لست كذلك، لا ادرس في مجال مفضل لدي وليس لدي طاقة وحماس لأني لا ادرس ما أحب.

ليس وكأن أحدهم أجبرني علي اختياري هذا ولكن أنا من وضعت نفسي بنفسي في هذا المكان.

أخرجت نفسي من شرودي، لأحزم حقيبتي مقررًا مغادرة المنزل لأتجه لجامعتي وسيوافيني جيسونغ بالجامعة.
وبينما كنت أرتدي حذائي سمعت صوت أختي وهي تقول « صباح الخير سونجمين. »
ابتسمت وقلت لها « صباح الخير » فبادلتني الابتسام بنعاس وتقدمت حتى وقفت أمام وسألت بينما تفرك عينيها بظهر كفها « آخر امتحاناتك اليوم؟ »
أومأت لتحتضني متمنية لي التوفيق بامتحاني ثم سالت وقد بدأت علامات النعاس تزول من على وجهها « أستتنزه مع أصدقائك بعد الامتحانات؟ »
صمت قليلا ثم أردفت قائلا « ربما فقط سنتناول انا و جيسونغ الغذاء سويًا. »
أومأت ثم أردفت قائلة « هل لا بأس بأن انضم إليك أنت وجيسونغ لبعض الوقت؟ »

ابتسمت مرحبًا بالفكرة قائلًا « كلا لا بأس بذلك بالتأكيد. »

أومأت هي ثم قالت شارحة مخططتها اليوم « سأرافقكم لبعض الوقت بمنتصف اليوم قبل أن أعود لعملي فقد سُمح لي أن أخذ راحة لا تزيد عن ساعة بمنتصف اليوم لأنني سأضطر للعمل حتى الليل اليوم. »

أومأت أنا فأضفت « بالمناسبة هل ستكون بخير وحدك بالمنزل اليوم؟ فأبي وأنا سنتأخر بالعمل وأمي ستزور إحدى أصدقائها القدامى اليوم. »

ابتسمت قائلًا « سأكون بخير، لقد أصبحت كبيرًا على أن أخاف من الجلوس وحدي بالمنزل كما أنها ستكون فرصة جيدة لأنعم بالهدوء وأنام. »

أنهيت لتبتسم لي وتودعني ثم خرجت أنا من المنزل وبالتأكيد توجهت هي لغرفتها مجددا للتجهز للعمل.

قدت السيارة حتى وصلت جامعتي فحدثت جيسونغ سائلًا عن مكانه ليقول إنه متجه إلي لجنة امتحانه، فتمنيت له التوفيق وفعل هو المثل لأتوجه للجنتي أنا أيضًا.

لم يكن الامتحان صعبًا ولم يكن سهلًا كذلك لكنه كان طويل وقد انتهيتُ منه بأعجوبة لأسلم ورقتي للمراقب وارحل إلى سيارتي و قد جلستُ منتظرًا جيسونغ و سونجرين، فإن امتحان جيسونغ من المفترض أن ينتهي بعد امتحاني بنصف ساعة، و سونجرين في طريقها إلينا الآن.

قمتُ بتشغيل مذياع السيارة لتتدفق بعض النغمات إلى أذني، لأسترخي معها واضع رأسي على المقود متمنيًا أن تسقط جميع أفكاري من رأسي.

إن الكل سعيد بنهاية الامتحانات ولكن ما بالي لست سعيد؟
لماذا أصلا اشعر بالحزن؟

سمعت نقر على زجاج نافذة السيارة لأرفع رأسي واجده جيسونغ يبتسم لي ثم يفتح باب السيارة ليدخل جالسًا بالمقعد جانبي وسأل بفضول « كيف أبليت بامتحانك؟ »
فأجبته شاكرًا إياه داخلي على سؤاله قائلًا « لقد أبليت جيدًا على ما أظن، ماذا عنك؟ »
ليقول هو « لقد أبليت جيدًا أيضًا، إذا هل سنتجه للبيت الآن؟ »
أومأت وقلت له « نعم ولكن أولًا سنتناول بعض الطعام، وستنضم إلينا سونجرين كذلك، ثم بعدها يمكننا التوجه للبيت. »
أومأ برأسه وتمني ألا تتأخر سونجرين، فقد كان مرهقًا وجائعًا مثلي ولا طاقة لنا بانتظار سونجرين كثيرًا.

دقائق قليلة وقد كانت سونجرين قد وصلت لتجلس بالمقعد الخلفي للسيارة وأقود أن متجها إلى أحدي مطاعمنا المفضلة.

لم يخلوا الطريق من مشاغبات سونجرين لجيسونغ المعتادة، وكذلك تناولنا للطعام كان مليء بمشاغباتها وتذمرات جيسونغ.

رغم إجهادها البادي عليها إلا أنها حاولت أن تجعل نزهتنا الصغيرة كيفما اعتدنا أن تكون سابقًا.

أنهينا طعامنا لأبدأ طريقي لمقر عمل سونجرين وبعد أن أوصلتها وودعتها اتجهتُ لبيت جيسونغ ولم يخلوا الطريق من حواراتنا الصغيرة التي تبادلناها وهمهمة جيسونغ ببعض الألحان منسجمًا مع النغمات المتدفقة من مشغل سيارتي.

لقد كانت موهبة جيسونغ هي الغناء، فقد كان صوته عذب من الصغر وأحب الموسيقي والغناء كثيرًا لكنه قرر ألا يسلك طريق الموسيقى كطريق لمستقبله وقرر أن يتخصص بهندسة الديكور ويحقق حلمه، لم يكن الغناء حلمه، فلقد اعتبره هوايته التي يمارسها بوقت فراغ، لكنه منذ الصغر حلم أن يكون مهندس ديكور.

فهو لذلك يحب دراسته وفي وقت فراغه يجد ما يفعله ويستمتع به، لكن أنا؟ لا أحب ما ادرس وأنام بوقت فراغي لأن ليس لدي ما أفعله.

توقفت أمام منزل جيسونغ ليغادرني بعد أن ودعني وتمني لي عودة سالمة لمنزلي وبدأت أنا رحلتي للمنزل التي لم تخلوا من أفكاري العشوائية التي داهمتني.

كنت بنصف الطريق الذي يربط بين بيتي وبيت جيسونغ عندما بدأت الشمس تغيب، ولأول مرة يلفت نظري مغيب الشمس لأقرر مراقبته، ربنا لأن السماء كان شكلها ساحر اليوم، أو لأني أبحث عن شيء أتهرب من أفكاري إليه.

أوقفت سيارتي وأخذت أراقب السماء ثم أخرجت هاتفي والتقت بعض الصور للمغيب، وظللت على وضعي هذا أراقب السماء حتى اختفت الشمس تمام واختفي حتى أخر شعاع لها، ليبسط الليل سيطرته على السماء.

عدت لقيادتي بهدوء حتى وصلت للمنزل لأجده فارغ كما توقعت ولكن لا بأس فقد حان موعد عودة والدي ووالدتي من أشغالهم، دقائق قليلة وقد يكونا هنا.

بدلت ملابسي لملابس مريحة وتمددت على الأريكة بينما أشاهد التلفاز ولكني غفوت دون أن الحظ لأجد أمي بعدها توقظني لتناول العشاء.

تناولت العشاء مع أبي وأمي وعدت لمشاهدة التلفاز حتى عادت سونجرين وقد بدى عليها الإرهاق فقد أتت لتجلس بجانبي على الأريكة، ساندة رأسها على كتفي مغلقة عينيها بتعب، فسمدت رأسها.

بعد فترة قامت هي لتبدل ملابسها بيننا قمت أنا لأحضر لها بعض الطعام لتتناوله، فعادت هي بعد فترة قصيرة لتجدني قد عدت لموقعي علي الأريكة بينما يوجد صحن به طعام يتصاعد منه البخار دلالة علي سخونته قد تمركز علي الطاولة أمام موقع جلوسها السابق.

أخذت الصحن وشرعت تتناول طعامها بعد أن شكرتني لنستمر بعدها بمشاهدة أحد الأفلام على التلفاز سويًا.

أنهينا الفيلم ليتوجه كل منا لغرفته متمنين ليلة سعيدة لبعضنا البعض، لأدخل غرفتي ملقيًا نفسي علي الفراش بتعب، لقد كان يوم طويل ومرهق، ليس فقط إرهاق جسدي لكن نفسي كذلك، بل أكثر.

نظرت بهاتفي راغبًا بأن اعلم كم الساعة لأجد أن الليل أوشك علي الانتصاف.
وقبل أن اغلق هاتفي لاحظت أن هناك رسالة قد وصلتني وقد كانت من جيسونغ.

تعجبت، فهو لا يراسل كثيرا ولكن فتحت الرسالة على أي حال لأجده يقول « اعلم يا صديقي أنك لست بخير مؤخرًا، تبدو حزينًا ومرهقًا، تتنهد بثقل ويبدو انه أنت ذاتك لا تعلم سبب حزنك وهذا يشتتك أكثر، لقد لاحظت كل هذا ولكنك تعلم أنا لست جيدًا بإعطاء النصائح أو التخفيف عن أحد. »

أنهيت قراءة الرسالة متعجبا لتصلني رسالة أخرى لأقرأها، فقد كان يقول فيها « اعلم أنك تظن أن الجميع مشغول ولا أحد لديه وقت لسماعك، واعلم أنك تبذل كل ما بوسعك لتقتل شعورك بالضياع هذا بنفسك، ولكني أريدك أن تعلم أنك لست وحدك، أنا هنا يا صديقي لأسمعك دائمًا مثلما اعلم أنك ستكون هنا أيضًا فور أن احتاجك. »

دمعت عيناي قليلًا وأنا اقرأ لتصلني رسالة أخري تقول « أوشك الليل علي الانتصاف وقد قارب اليوم على الانتهاء واعلم انه ربما لن يتغير الكثير بالغد عن اليوم، لكنه يوم سينتهي بأي حال، والتمني أن تكون أسعد بالغد.
ستكون أسعد بالغد يا سونجمين. »

أنهيت قراءة أخر رسالة، لأنظر للساعة مجددا لأجد أن اليوم انتهى بالفعل، وبدأ يوم جديد لأضم يداي إلى صدري داعيًا أن يكون يومًا جديد لأبتسم به أكثر وأن اشعر به بشعور أفضل وأن يكون يومًا أسعد لي، ولو بقليل.




____


كنت بسمع mixtape #2 و انا براجع الفصل و جت جملة سونجمين لما قال? Am I doing right or not و حسيتها لايقة علي concept الرواية شوية 🤷🏻‍♀️

صحيح ، إيه تواقعتكوا لسبب حزن سونجمين ؟

و ايه يا ترا الحاجة اللي نقصاها و بيدور عليها ؟

* انا حاطة بالفعل تلميحات للحاجة دي .*

Hellevatorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن