12 - Epiphany

168 25 6
                                    



لقد تجولنا كثيرًا حول المخيم حتى استكشفنا كل ما يحيطه، ثم وجدنا طريق ممهد يؤدي إلى قمة الجبل ويبدو أن أمر ذلك الطريق قد غفل عنه أغلب الكتاب لأن دائمًا أبطال الروايات يصابون بسبب أن الطريق غير ممهد خلال رحلتهم للجبل، أو يضلون الطريق بسبب أنه لا يوجد إشارات لطريق العودة للمخيم أو بسبب الظلمة الشديدة.

ولكن اتضح أن الأمر عكس ذلك، فهناك طريق ممهد بالفعل لتفادي الإصابات والطريق واحد يربط بين المخيم والجبل مما يجعل فرصة الضياع شبه منعدمة لان لا يوجد غير ذلك الطريق ليُسلك من الأساس، بينما هذا الطريق مزود بأعمدة للإضاءة أثناء الليل.

لم نستغرق كثيرًا حتى نكون على القمة، ولكن عندما وصلنا، أردتُ أن أشكر سونجرين أنها من أجبرتنا على المجيء إلي المخيم أولًا، ثم التجول معها ثانيًا.

لقد سُحِرت بكم الجمال الذي رأيته، فقد كانت التلال والجبال المغطاة بالأشجار والزرع الأخضر النضر هي ما نراه، بينما يتوسط تلك الجبال بحيرة ماؤها نقي، نري من خلاله الأحجار التي بالقاع، إضافة إلى ذلك ضوء الشمس الذي قد بدأ يميل للبرتقالي منذرًا بموعد غروبها ومذكرًا إيانا أننا استغرقنا الكثير من الوقت بجولتنا تلك.

ولكن آخر ما كان يهمنا قد كان كم استغرقنا بالرحلة أو أننا قد فوتنا وجبة الغداء.

نظرت ل سونجرين لأجد عيناها تلمع بانبهار كطفل صغير يري شيء لأول مرة، بينما جيسونغ كان أكثرنا انبهارًا حتى أنه شكر بالفعل سونجرين على جذبها إياه من أذنه ليصعد الجبل.

أخرجت هاتفي من جيبي ناويًا أخذ صورة لذلك المنظر البديع وقد فعلت، بعدها ألتقط صورة ل جيسونغ و سونجرين كما طلبا مني أن افعل، ثم أخذنا صورة جماعية مبتسمين جميعًا فيها بوسع.

بعد أن انتهينا من التصور أخذت سونجرين هاتفي لترى الصور وهي تبتسم بينما يشاركها جيسونغ مشاهدة الصور والابتسام، ولكن ابتسامتها تلك لم تدم طوب لا وقد استبدلت بعقدة بين حاجبيها وكأنها تحاول استيعاب شيء صعب او أنها قد اكتشفت للتو شيء مريب.

تعجبت من تعبيرات وجهها وكذلك جيسونغ قد تعجب عندما بدأت هي تطوف بين جميع الصور التي التقطها بهاتفي ليس فقط الصور التي التقطها حينها بل جميع الصور حتى القديم منها، بداية من أول صورة التقطها بهاتفي حتى آخر صورة.

تعجبت مما فعلت لأسألها « ما تفعلين سونجرين؟ ما الأمر؟ »

أنزلت هي الهاتف وقد تنهدت بينما تنقل نظرها بيني أنا وجيسونغ المتعجبين حتى ثبتت بنظرها علي أخيرًا قائلة « لتوي اكتشفت كم أنك أحمق »
« ماذا؟ » هذا كل ما خرج من فمي أنا وجيسونغ حتى اقتربت هي مشيرة إلى صور بينما تقول « انظرا إلى هذه الصورة، وتلك أيضًا، وتلك ألا يبدون جيدات للغاية؟ »

أومأ جيسونغ قائلا« بلى » وقد كان ما زال متعجبًا، لا يستطيع أن يفهم ما تشير إليه مثلي لتقول هي مجددًا وهي تنظر لعيني قاصدة روحي« هذا هو سونجمين، هذا هو ما كنت تبحث عنه، الشيء الذي يميزك، الموهبة التي تكمن بداخلك، الشيء الناقص بيومك الذي لم تكن تعلم مهيته. »

صمت لوهلة غير مستوعب لما قالت ثم نفيت برأسي قائلًا « إن تلك الصور ليست بالمميزة أنها فقط صور عشوائية أخذتها لمجرد رغبتي بذلك، ورغبتي لتخليد تلك الأيام والمواقف. »
لتومئ هي قائلة « وهذا هو الأمر، لقد رغبت بذلك، رغبت بأخذ تلك صور، لقد دفعتك رغبتك لذلك، ورغم أن تلك الصور ليست مثالية للغاية، إلا أنها جميلة للغاية. »

قالت هي بينما تتجول بين الصور التي بهاتفي وتوزع نظراتها بيني وبين الهاتف وبين جيسونغ.


أخذت هاتفي منها لأتجول أنا أيضا بين الصور، صور عشوائية بحتة.
صورة هرة صغيرة، تليها صورة لغروب الشمس تليها صورة لورود متشبثة بفروع الشجر، وهكذا، صور عشوائية مع كل منها تذكرت موقف.

هرة صغيرة تحوم حول قدمي لم أملك طعام لأطعمها لكني دعابتها والتقط صورة لها قبل أن ارحل.

منظر غروب استوقفني وجعلني أتوقف بسيارتي لأشاهده وألتقط صورة له قبل أن تغيب شمسه بالكامل ويحل الظلام ثم ارحل.

شجيرات عادية تتخللها زهور متفتحة استوقفني عطرها أولا ثم انتهى بي الأمر ملتقطا صورة لها قبل أن ارحل.

شروق، مغيب.
طرقات فارغة ممطرة، أو طرقات مزدحمة مشمسة.
هرره أو جراء أو حتى أزهار وشجيرات.

أشياء عشوائية ملأت صورها هاتفي.

للحظة شعرتُ وكأن كل الأصوات حولي قد اختفت، وأنا وحدي بهذا العالم، مع ذاتي التي للتو أدركتها.

ذاتي الحقيقة التي اختبأت وسط العاصفة التي كانت تضرب عقلي وكياني أجمع وللتو قد هدأت فقط بتلك اللحظة.

لحظة إدراك الذات .





____________

اخيرًا عرفنا ايه اللي كان ناقص سونجمين 👈👉

الصور اللي اتكلمت عن قصصها ( صور الهرة و صور الغروب) دول كانوا في الفصول اللي فاتت ، انا كنت حطاهم كتلميح لموهبة سونجمين ، اتمني تفتكروهم ♥️

دمتم بخير ❤️🐶

Hellevatorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن