لقد بدأت الدراسة مجددًا، ومع بداية الدراسة بدأ كل من سونجرين و جيسونغ يلحون على أن انضم لنادي التصوير الخاص بالجامعة.
واليوم أخيرًا قد قررت أن أخضع لهم وسيكون أول أيام بالنادي، وقررنا أننا سنلتقي بمنزل جيسونغ بنهاية اليوم لكي يعملوا ما انطباعي عن النادي.
حماسهم أكثر من حماسي للأسف.
أنهيت محاضراتي وتوجهت إلي الغرفة المخصصة لتجمع نادي التصوير، دخلت الغرفة ولم يكن حينها يوجد الكثير، فقط ثلاثة غيري.
قدمت نفسي لهم وفعلوا المثل وقد انتظرت حتى آتى باقي الفريق وقدمت نفسي لهم كذلك.
بعد أن اجتمع الفريق وأصبحت اعرف أسمائهم جميعًا وهم المثل بدأنا نعرض صورنا لبعضنا البعض، ثم قالوا إنه ينظمون رحلة إلى إحدى الجزر، فسنقوم بالتقاط صور كثيرة بها لجمال الطبيعة وكثرة المناطق السياحية المناسبة للتصوير بها، وأيضًا ستستمتع بوقتنا هناك.
انتهى تجمعنا وتفرقنا كل منا ذاهب إلى بيته بعد أن اتفقنا على موعد تجمعنا القادم.
سأصارح نفسي بأمر، أنا أشعر بالغيرة منهم، جميعهم يجيدون ما يفعلون بينما أنا مازلت مجرد مبتدئ بالمقارنة بهم.
رغم أنه مر بالفعل مدة منذ أن انضمت للدورة التدريبية وقد تحسنتُ بالتقاط الصور إلا أنني مازلت مبتدئ وما زال أمامي الكثير لأخوضه.
وهذا ما كنت أقصده بأنني اكتشفتُ ذاتي متأخرًا، فحتى من هم بنفس سني بالفريق، إلا أنهم ذات خبرة أكثر مني.
اتجهت لمنزل جيسونغ وهو آخر محطاطتي لليوم قبل أن أعود لمنزلي، وعندما وصلت وجدت أن سونجرين أيضًا قد وصلت بالفعل.
بدأ كل منهم يسأل عن كيف كان يومي الأول بفريق التصوير فأجبت قائلًا إنه كان جيدًا، ولكن إجابتي لم ترضيهم، ألحوا عليَّ راغبين أن يعلموا تفاصيل اليوم ومخططات الغد.
قطاعت استفساراتهم الكثيرة وأخمدت حماسهم قائلًا « لا أريد الاستمرار مع هذا الفريق أنا لا أنتمي إليهم. »
عبست سونجرين ثم استفهمت قائلة « لماذا يا سونجمين؟ ماذا حدث؟ »
تنهدت بعمق ثم أجبت « أنا لا أنتمي أليهم، إن جميعهم جيدين بينما أنا المبتدئ بينهم، هذا يحرجني ويجعلني أشعر بالغيرة كذلك »
عم الصمت لأعاود الحديث « أنا أريد أن أكون مثلهم ولكن كل ما بوسعي أن أكون أقل منهم وهذا يبعث لي شعور غريب، لا أعرف إن كان إحباط أم غيرة أم شعور آخر لكنه يضايقني. »
استمر الصمت، لم يتحدث جيسونغ ولا سونجرين، لا يوجد صوت سوى أنفاسنا واستمر الحال عل ذلك لدقائق حتى كسرتُ الصمت قائلًا بصوت جاهدتُ إن يظهر بوضوح ولكن الغصة بخلقي جعلته يظهر خافتًا أقرب للهمس « عندما أقارن نفسي بهم أجد أن جميعهم أفضل مني بشيء واحد على الأقل، حتى أصغرهم كذلك. »
تلك المرة جيسونغ هو من تحدث قائلًا بانفعال بسيط ظهر بنبرة صوته « وهذا هو الأمر، لماذا تقارن نفسك بالآخرين؟ هذا لن يفيد. »
« لا أستطيع أن أتحكم بأفكاري، فهي تقودني دائمًا لأن أقارن نفسي بكل من هم يسبقونني. » أنهيتُ لتقول سونجرين سريعًا متعجبة « وهل معنى أنهم يسبقونك أنهم سيصلون ويحققون أحلامهم قبلك؟ لا هذا ليس شرطًا، ولا بأس أن تأخرت أنت عنهم قليلًا، خذ وقت وأخلق لنفسك طريقك الخاص. »
عدتُ أتحدث وقد تمكن مني البؤس فقلتُ « أنا حتى لا أعرف ما هي وجهتي، لا أعلم إلى أين سيقودني الطريق الذي بدأته، لا أستطيع أن تخيل نفسي حتى عند وصولي لخط النهاية. »
كانت سونجرين تجلس بجانبي فوق فراش جيسونغ فحاوطتني من الجانب بإحدى ذراعيها بينما جيسونغ كان يجلس بعيدًا بعض الشيء فنهض وجلس بجانبي من الناحية الأخرى واضعًا يده علي كتفي مواسيًا إياي ثم قال « لا بأس يا صديقي، خذ وقتك وحدد هدفك، ثم أخلق طريقك الخاص وابذل كل ما لديك حتى ولا بأس حتى أن ركضت ببطيء، فأنت تبذل جهدك على أي حال. »
شعرت بالسلام والهدوء للحظة، وجود كل من شوغنجرين وجيسونغ بجانبي يجعلني أشعر بأن كل شيء بخير وأنا ممتن لهما.
ربما علي فقط أن اصنع لنفسي طريقي الخاص كما قالا، ربما على أن أتوقف عن مقارنة نفسي بالآخرين فهذا ليس ذو فائدة كما قالا.
ظللنا نجلس على وضعنا هذا بهدوء، حتى كسر هذا الهدوء صوت هاتف سونجرينن معلنًا عن وصول رسالة.
ابتعد هي قليلًا لتخرج هاتفها وقد نظرت به ثم وضعته بهدوء وهي تقول « جيسونغ ألا تفكر أنت أيضا بخلق لنفسك طريقك الخاص؟ »
لم يفهم جيسونغ ما ترمي إليه وقد وضح ذلك من تعابير وجهه، فأردفت هي قائلة« حسنًا، بعد أن قمت بنشر المقطع الصوتي الخاص بك وأنت تغني على تويتر آتاني الكثير. »
قاطعها كيسونغ سائلًا بدهشة « ماذا؟ قمتي بنشر ماذا؟ »
نظرتُ ل سونجرين مستفهمًا « النشرتي المقطع دون أخذ أذنه؟ »
نفت سونجرين وقالت « هو لم يعترض عندما نشرته فظننتُ أنه لا بأس بذلك. »
تنهد جيسونغ بنفاد صبر وقال « ليوضح أحدكم هذه المهزلة. »
استفسرتُ أنا أولًا « جيسونغ، متى كانت أخر مرة فتحت حسابك علي التوتير؟ »
حاول كيسونغ التذكر وقال بعد لحظة « لا أتذكر جيدًا أنا لا أحبه على أي حالي فقد قمت بمسح التطبيق منذ حوالي خمسة أشهر. »
نظرت لسونجرين وقلت بعتاب « لذلك هو لم يعترض. »
تنهدت سونجرين وقالت موجهة حديثها ل جيسونغ « منذ مدة قد قمت بتسجيل غنائك وقد نشرته على حسابي الخاص بتوتير وقد ظننت أنك رأيته ولم تعترض فلم أحذفه حتى وقتنا هذا، وقد تم تداوله بين الكثير يعتبر حتى وصل بين يدي أحد المنتجين وها هو ذا قد تواصل معي ليسأل عن صاحب التسجيل، فهو لديه استعداد لإنتاج أغنية لك، لتصبح أغنيتك الأولى. »
« ماذا؟!! » كانت تلك الكلمة كل ما قدر كل مني وجيسونغ بالتفوه به من الدهشة.

أنت تقرأ
Hellevator
Fanfictionللحظة شعرتُ و كأن كل الأصوات حولي قد اختفت ، و أنا وحدي بهذا العالم ، مع ذاتي التي للتو ادركتها . ذاتي الحقيقة التي اختبأت وسط العاصفة التي كانت تضرب عقلي و كياني أجمع و للتو قد هدأت فقط بتلك اللحظة . لحظة إدراك الذات #قصة_نظيفة بدأ نشرها في الساد...