15 - Mixtape 1

146 25 2
                                    



نحن تعودنا على أن يتم خداعنا، وأن يتم التحكم بنا تحت مسمى أن هذا سيكون الأفضل لنا والعلاج لمشاكلنا، فأصبحنا لاحقا نخدع نفسنا بنفسنا إن لم يتم خداعنا.

وهذا ما فعله ثلاثتنا منذ ذلك اليوم.

جيسونغ قد مثل أنه لا يحتاج لتلك الفرصة التي عرضت عليه ليُنتج أولى اغانيه ، وقد قال إنه يريد لا يشتت نفسه عن دراسته وأنه يحب ما يدرسه أكثر من أن يجازف بتركه لأجل فرصة ليست مضمونة.

لقد مثل أنه لا يفكر بالأمر كثيرًا حتى الآن، وقد مثل كل من سونجرين وأنا أننا لا نعلم أنه ما زال الأمر يشغل تفكيره.

لقد مثل أنه بخير ونحن مثلنا أننا نصدقه.

أما سونجرين فهي أيضًا أصبحت تخدع نفسها.
بعد أن استعادت شغفها بالرسم وعادت رأسها تعج بالإبداع قد وجدت فرصة جديدة للعمل بمكتب محاماة آخر غير السابق.

لقد قبلت الفرصة ممثلة أنها سعيدة بحصولها على عمل جديد وأنا قد مثلت أنني لا أعلم أنها ليست سعيدة حقًا.

ستبدأ العمل ابتدأ منذ الأسبوع القادم وكل من أنا وهي وجيسونغ يعلم أنها لن تستطيع التوفيق بين عملها وما تحب، أي الرسم، ولكننا مثلنا أننا لا نعلم ذلك، فعرض الحقائق لن يفيد بشيء.

لقد مثلت سونجرين أنها تفضل عملها وما درسته عن ما تحبه ولكني أعلم أنها ليست كذلك، هي فقط لا تريد أن تعترف بأن سنوات دراستها قد ضاعت عبثا في شيء اكتشفت لاحقًا أنها لا تحبه.

هي تخدع نفسها.

وماذا عني أنا؟

أنا قد مثلتُ أنا أنني بخير وأنني لا أقارن نفسي بمن حاولي كارهًا تأخري عنهم، لقد مثلت أنني أخلق طريقي الخاص وأسير به غير مهتمًا بمن هم حولي، بينما كنت على عكس ذلك تمامًا.

مثلتُ أيضًا أن انشغال بالدراسة ودورة التصوير التي لم تنتهي بعد وكذلك فريق التصوير الخاص بالجامعة لم يجهدني نفسيًا وجسديًا، بينما أنا منهك حد اللعنة.

مؤخرًا قد أصبحت منهك جسديًا ونفسيًا، وأصبحت تراودني أفكار عن الاستسلام، ولكني أحاول أن أجمع شتات نفسي بنفسي مجددًا .

منذ أيام قليلة قد تم عقد رحلة فريق التصوير إلى الجزيرة كما اتفقنا سابقًا بالفعل، وقد كانت مدة الرحلة يومان، خلال تلك الأيام قد ألتقطنا الصور واستمتعنا كذلك.

وكذلك مثلت، لقد مثلتُ أنني استمعت.

والأمس قد تواصل معي أحد الرفاق من الفريق، مخبرًا إياي أنه من المفترض أن فريق التصوير الخاص بالجامعة سيبدأ التجهيز لمعرضه الخاص، وان المشاركة به اختيارية.

لقد رفضت حينها المشاركة بأدب ولكنه قال إنني خلال ذلك الأسبوع يمكنني أن أعيد التفكير وأنني إن أردتُ المشاركة علي فقط التواصل مع قائد فريقنا وأخبره برغبتي.

وها أنا ذا أفكر وأفكر بتلك الفرصة وأمثل أنني لا اهتم بها.

أنا تمددت بفراشي محاولًا أن ارتاح ولكن لا ، الراحة تأبى أن تأتي إلى عقلي وجسدي، فأصبحت أتمدد فاقدًا الأمل في أن ارتاح من ضجة أفكاري.

لقد تركت شياطين اليأس يتحكمون بي ، ولكن مُنذ متى وقد كنتُ الطفل الذي يُخدع بإحدى خدع أيادي شياطين اليأس؟

لقد كانت أياديهم تحوم حولي دائمًا ولكني لم أكن يومًا فريسة سهلة وحتى وإن تمكن مني اليأس لفترة فلم أكن يومًا مستسلمًا له، هناك جزء بداخلي دائمًا يرفض اليأس، جزء مليء بالأمل.

لكن هذا الجزء مني قد اختفى مؤخرًا، جاعلًا مني واقفًا وحدي دون أمل يدفعني لكي أكمل.

أنا أعلم ذاتي جيدًا، أنا لا اتحلي بتلك الشجاعة كي أعرض صوري أمام الملأ ، كي أشارك بالمعرض .

أنا أعلم نفسي جيدًا واعتمدُ عليها دائمًا ولكن أن استمرت حالة عدم الثقة تلك، هل سأكون قادرًا على الوصول للقمة وإثبات ذاتي؟ هل سأكون قادرًا علي اللمعان مثل النجوم وسط الظلام كما التمني؟

هل على أن أخدع نفسي الآن ممثلًا الثقة ، حتى إذا جاء وقتًا أحببت به نفسي وأصبحت مدمنًا على الحياة، أن أعيش دون ندم، متذكرًا أن علاجي لذاتي - وهو الثقة بالنفس - حتى إن كانت مزيفة حينها إلا أنها هي من شفتني وجعلتني أشعر بالراحة التي أشعر بها الآن؟

أن الامر كله متعلق بعقلي، تفكيري وذاتي.

هل سأخدع نفسي تلك المرة أيضا؟










Hellevatorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن