مر ما يقارب النصف ساعة بعد أن أنهت سونجرين المكالمة، لنسمع صوت جرس الباب فنهضتُ لأفتح الباب عالمًا عن سونجرين هي من جاءت.
فور أن فتحت الباب تخطتني وخلعت حذائها وسألت « جيسونغ بغرفته، أليس كذلك؟ » أومأت فاتجهت هي إلى الغرفة بينما أنا أغلقت الباب ولحقتها.
إذا لنقيم الموقف، لا صبغات شعر وهذا شيء جيد.
ولكنها قد خلعت سابقًا سترتها الرسمية، وقد قامت بفتح الزرين الأولين لقميصها، بينما شعرها قد تركته منسدل حتى وصل إلى منتصف ظهرها، وأظن أنها لا تعلم أن هناك بعض الخصلات المتصلبة التي أبت أن تنسدل مع باقي الخصلات المنسدلة.
ورغم أنني لم أرى سونجرين اليوم صباحًا وو هي متجه لعملها لكنني أستطيع أن أقسم أنها لم تذهب لعملها بتلك الحالة.
اتجهت لسرير جيسونغ الذي يتوسط الغرفة وتربعت عليه بعد أن رمت سترتها الرسمية وحقيبتها على الأرض، مما أزعج الروح المنظمة بداخل جيسونغ وجعله ينهض ليأخذ سترتها وحقيبتها ليضعهم بتنظيم في أماكنهم المخصصة بيننا أنا كنت أسألها « ماذا حدث يا سونجرين؟ »
أخذت هي نفس عميق حتى تقول باختصار « لقد استقلت»
ألتفت جيسونغ لها بسرعة واضعًا سترتها جانبًا، لاعنًا النظام، بينما أنا توسعت عيناي.
وبالطبع هذا الاختصار التي أعلنت به الخبر لم يدم، لأن جيسونغ قد سألها عن السبب فبدأت هي تتحدث بانفعال قائلة « منذ إن بدأت عملي بمكتب السيد يانج وقد كان يتم استغلالي، فقد كنت اقوم بالإجابة على الاتصالات وتحويلها لهاتف السيد يانج، وأقوم بنسخ وطباعة ورق للسيد يانج، وأقوم بأي شيء لا يمت لعملي كمحامية بشيء وهذا فقط لأنني متدربة حديثة التخرج، وعندما تذكر أخيرًا أنني محامية بدأ يأخذني معه للمحكمة ومشاهدة المرافعات، وبدأ يطلب من البحث عن بعض الأدلة أو يتشاور معي ببعض القضايا وأخيرًا عندما قرر أن يجعلني اعمل على قضية وحدي - ولكن تحت إشرافه - أعطاني قضية يريد من أن أبرأ بها المجرم! »
لم يستوعب عقلي ما قالته من سرعة حديثها وأظن أن جيسونغ بمثل حالي وقد لاحظت هي ذلك لتتنهد وتبدأ بالحديث مجددًا قائلة « لقد جاء لنا أحد الموكلين قائلًا ان ابنه قد سجن ويريد منا ان تبرئته قبل ان ينتهي التحقيق، وما تهمة ابنه؟ الاعتداء على فتاة وعندما نظرت بالقضية وجدت ان له محضرين سابقين بتهمة التحرش وآخر بالتتبع، وعندما تواصلت مع والده لأتكد مما وجدت اكد كلامي، واكد ان ابنه بالفعل معتدي، أي انها ليست تهمة يجب تبرأته منها بل هو بالفعل معتدي ويجب ان يعاقب! »
اخذت نفس عميق ثم عادت تقول « وعندما قلت انني ارفض العمل بتلك القضية صرخ الموكل بوجهي قائلًا ان عليَّ ان ابرأ ابنه فوظيفتي هي ان اخذ مال مقابل التبرئة ولكن اللعنة عليه وعلي ماله ان وظيفتي هي تحقيق العدل او هذا ما ظننته علي الاقل. »
توقفت سونجرين قليلًا حتى تلتقط أنفاسها ثم عادت تقول بغضب أقوى « ولكن هل تعلمون ماذا رأي السيد يانج بأمر تلك القضية؟ أنه يقول إنه موكل مهم ولا يجب أن نرفض قضيته وأنه من الخطاء أن ارفض أول قضية وُكِلت لي، كما أنني يجب أن افصل بين أفكاري الشخصية وبين العمل وأن أنفذ رغبة الموكل حتى وإن كانت ضد رغبتي وان هذا ما سيجعلني أكثر احترافية بعملي. » أنهت كلامها وهي تضحك بسخرية على ما قاله مديرها.
بينما أنا وجيسونغ قد بدأنا نستوعب الأمر، ويمكنني أن أقول إن هذه المرة الوحيدة التي سأشجع بها قرارات سونجرين الانفعالية.
نهضت من مقبعي لأتجه إلي سونج رين قائلًا« لقد فعلتي الصواب يا سونجرين»
أومأ جيسونغ مؤكدًا وقال « نعم لقد فعلتي الصواب. »
لقد ظننا حينها أننا نواسي سونجرين ولكنها تحدثت وهي وضحك بفخر قائلة« بالتأكيد فعلت الصواب، وهل أخطئ أبدًا ؟ » في تلك اللحظة تأكدنا أن سونجرين بخير لأنهض عائدًا إلى موقعي مكملًا قراءة كتابي بينما نهض جيسونغ وخرج من الغرفة، لا أعلم لاين ولم أشغل بالي.
ظلت سونغ رين تجلس علي الفراش وتعبث بهاتفها بينما عادي جيسونغ يحمل شطيرة بيده قائلًا« هناك شطائر مُعدة بالفعل بالمطبخ في حالة إن اراد احدكما الأكل. »
أومأت أنا بصمت بينما أكمل قراءة ولكن سونجرين نهضت وأحضرت لنفسها شطيرة ثم عادت لتجلس بجانبي هذه المرة.
اندمج كل منا بعالمه، وسبح كل كنا بفضائه، فقد اندمجت أنا بكتابي غير مدركًا لما يحدث حولي، ولم يشتتني سوى صوت جيسونغ الذي صدع فجأة بالغرفة وهو يغني أغنية اعلم أنها مفضلته.
أغلقت كتابي وجلست استمع لغناء جيسونغ، فإن صوته العذب يجبرك على الإنصات إليه.
وقد كنت متيقن حينها أن غناء جيسونغ هذا لم ينتج سوي عن اندماجه التام بأفكاره ونسيانه لوجودنا، فأنا أعرف عادته تلك، يسبح بأفكاره ناسيًا ما حوله وينتهي بيه الأمر منشدًا إحدى أغانيه المفضلة.
لاحظت حينها أيضًا أن سونجرين تقوم بتسجيل غناءه ولم أتعجب لأنها ليست مرتها الأولي وعندما أنهى جيسونغ غناءه أنهت هي التسجيل وعادت تعبث بهاتفها.
كنت سأقول إنه عم الصمت من جديد ولكن سونجرين لم تسمح بهذا، فقد وجدناها فجأة تعتدل بعد أن لمعت عيناها.
كوني أنا وجيسونغ نعلمها جيدًا علمنا أنها تريد أن تقول شيئًا، وبنسبة كبيرة سيكون شيء طفولي أو كارثي.
اعتدلت أنا وجيسونغ أيضًا وجهزنا أنفسنا لما سوف نسمعه، فوجدناها تقول بابتسامة غريبة لم نفهمها « حسنًا بما أنني استقلتُ حديثًا وقررت أن ابتعد قليلًا عن العمل بالمحاماة وان أحي الفنانة التي بداخلي من جديد، فأردت أن ابتعد عن أجواء المدينة والعمل والروتين لفترة ولم أجد أفضل من رحلة تخيم لتنعشني من جديد. »
أومأت وقد بدأ داخلي يطمئن بعض الشيء، فهي لن تقوم بكارثة تلك المرة، على ما أظن!
قال جيسونغ بهدوء بينما عاد للجلوس بوضع مريح « سيكون هذا جيد لكِ فعلًا لتنقيه عقلك قليلًا، متى تخططين للذهاب؟ »
ذادت ابتسامة سونجرين شرًا لتقول « سيكون هذا جيد لنا. » أكدت على " لنا" أثناء نطقها مما جعلنا أنا وجيسونغ ننظر لبعضنا عالمين بالقادم.
انتحب جيسونغ وهو يتحرك بعشوائية بمكانه شاكيًا « لا هذا لن يحدث مجددًا سونجرين، لن تجبريني على ترك منزلي والتنزه مجددًا. »
نفت سونجرين بينما تحاول تصحيح معلومة جيسونغ قائلة « لا، أنا لم أقل أننا سنذهب للتنزه، لقد قلت تخيم، لقد وجدت رحلة تخيم ستدوم لأسبوع. »
ذاد انتحاب جيسونغ فحاولت هي إقناعه قائلة « جيسونغ، استمع لي، إن والدي لن يوافق على أن أسافر وحدي فبالتأكيد سأصطحب سونجمين، وبالنظر للأمر هو أيضًا يحتاج إلى تغير، وبما أنك صديقي وصديقه المفضل، فبالتأكيد ستأتي معنا. »
نظر لها جيسونغ بيأس وشاركته الأمر فكلانا يعلم أنها أن تستسلم حتى ترانا ننصب خيامنا.
نظرت لي لترى إن كنت قد وافقت، فأنا لم أتحدث منذ أن عرضت الفكرة، لتجدني انظر لها بينما أحاول أن استعطافها قائلًا« ألن تفي صبغة شعر جديدة بالغرض؟ »
أنت تقرأ
Hellevator
Fanfictionللحظة شعرتُ و كأن كل الأصوات حولي قد اختفت ، و أنا وحدي بهذا العالم ، مع ذاتي التي للتو ادركتها . ذاتي الحقيقة التي اختبأت وسط العاصفة التي كانت تضرب عقلي و كياني أجمع و للتو قد هدأت فقط بتلك اللحظة . لحظة إدراك الذات #قصة_نظيفة بدأ نشرها في الساد...