للحظة شعرتُ و كأن كل الأصوات حولي قد اختفت ، و أنا وحدي بهذا العالم ، مع ذاتي التي للتو ادركتها .
ذاتي الحقيقة التي اختبأت وسط العاصفة التي كانت تضرب عقلي و كياني أجمع و للتو قد هدأت فقط بتلك اللحظة .
لحظة إدراك الذات
#قصة_نظيفة
بدأ نشرها في الساد...
لقد مرت ستة أشهر بالفعل و يمكنني الآن أن أقول أنني أخيرًا قد وفيتُ بعهد قطعته لنفسي.
لقد بذلت أقصى ما لدي بالفعل. لم أنظر للخلف أبدًا.
بالتأكيد مررتُ بفتراتٍ من التخبط و خيبة الأمل لكنني لم أسمح لها بأن تستمر طويلًا.
في الأشهر القليلة المنصرمة كانت حياتي عبارة عن الكثير من التخبطات، و التغيرات السريعة بمزاجي، لقد أنجزت الكثير وأيضًا فشلت بالكثير.
لقد كنتُ في البداية على وشك أن استسلم مجددًا وحين بكيتُ تلك المرة مستسلمًا لشياطنة الأفكار كان أبي هو من حماني منهم تلك المرة قائلًا « أتظن أنك ستفشل لا محالة لذلك تريد أن تستسلم؟ هل لذلك تبكي؟ كيف لك أن تظن ذلك وأنت لم تجرب بعد لتعرف ما سيحصل؟ »
لقد أفاقني بالفعل، لقد جعلني أُدرك أنني لم أحاول بعد لأحكم على ذاتي بالفشل.
بينما كل من أمي و سونجرين كذلك كان لهم تأثيرٌ ملحوظ بحالتي المتقلبة تلك ، و لقد علمتا كل ما أمر به وقد كانت كل منهم تحاول مساعدتي بشتى الطرق.
جيسونغ؟ هو فقط قد جيسونغ المعتاد - إلا أنه قد خرج من قوقعته بالفعل - الذي يلاحظ دائمًا ما أنا عليه لكنه لا يعلم كيف يساعد ولكنه فقط يخوض معي حوارًا كما اعتاد مؤخرًا أن يفعل ليملأني بالأمل، ربما يعرض على أن نذهب في نزهة صغيرة محببة لنا نحن الاثنين تخفف عني وبنهاية اليوم يربت على كتفي مؤكدًا أنه سيكون دائمًا بجانبي إن احتجته.
إنه يظن أنه لا يقدم الكثير من المساعد لأنه لا يعرف كيف يساعدني بينما هو في الحقيقة يفعل، لقد قدم الكثير من المساعدة والدعم لي.
بينما أنا، لقد صحبتني سماعتي دائمًا، لقد استعملتُ أغانيَّ المفضلة لأجعل كلماتها تتدفق بداخل عقلي بدلًا من أفكاري الخاصة .
لقد مرت الست أشهر المنصرمة وكأنني أقوم بتشغيل عشوائي لقائمة أغانيَّ، أغنيةٌ حزينة تليها أغنية سعيدة، أغنيةٌ محفزة تليها أغنية تتحدث عن فقدان الأمل واليأس، وقد اكتشفت أن حياتي - أو حياتنا جميعًا كبشر- تشبه قائمة الأغاني ذات التشغيل العشوائي، فهي مزيج من كل المشاعر والأفكار، مزيج بين الحزن والسعادة، الأمل واليأس.
لقد تعلمتُ أيضًا أنه حتى وإن كان هناك الكثير حولي يدعمونني إلا أنني بجب أن اعتمد على نفسي، لقد تعلمت أن أتمسك بذاتي، أن انتشل نفسي وأكون أول من يدعمني.
لقد استيقظتُ اليوم مبكرًا، علي من اكءب أنا لم أنم أساسًا من الحماس.
اتجهتُ للحمام و استحممت ثم ارتديت ملابسي الجديدة التي اشتريتها لحدث اليوم، فأنا أريد أن أظهر بأبهى الصور.
اليوم هو اليوم الذي كنتُ أنتظره منذُ ستة أشهر بفارغ الصبر، فاليوم هو يوم المعرض.
لا أستطيع أن انتظر حتى أرى إعجاب الناس بأعمالي، ونعم أنا أهتم لرأي الناس وهذا عكس ما وعدت نفسي به سابقًا ولكني لا أهتم به الآن لأنني خائفٌ منه، بل لأنني أعلم كم بذلتُ من الجهدِ و الذي لن يضيع أبدًا بالتالي سيجعل من يروا أعمالي يعجبون بها.
ليس غرورًا ولكني لأول مرة واثقٌ بنفسي و بما أنجزت.
منذ يومان بعد أن انتهيت من آخر التجهيزات الخاصة بالمعرض أتت سونجرين لتصطحبني إلى المنزل ، و نعم ، للمرة التي لا أتذكر عددها كانت قد حضرت لاحتفال ولكنه مزدوج تلك المرة.
لقد احتفلنا بانتهاء تجهيزات المعرض وكذلك بعيد مولدي، مما جعلني أدرك أنه قد مر عام كامل منذ أن اشتروا لي أول كاميرا امتلكتها ودفعوني تجاه حلمي وحقًا أنا ممتن لهم كثيرًا.
لقد أخذتُ سيارتي و أتجهتُ للمعرض وقد وصلت مبكرًا عن موعد افتتاح المعرض بساعات وكذلك بعض مِن مَن يشاركون بالمعرض مثلي فقط لنتأكد أن كل شيء على ما يرام.
لقد اثني السيد بارك على أعمالي وقد قال لي أنني تحسنتُ كثيرًا عن يوم اختارني بذلك قد أكون حقت هدفي و وفيتُ بوعدي لنفسي.
وها أنا ذا الآن أقفُ أمام معروضتي الأساسية بالمعرض المجمع أنظر لها وأنا أقول لنفس أنه ها أنا بعامي الواحد والعشرين بدأتُ بالفعل بتحقيق أحلامي وقد أصبحت على الطريق الصحيح.
صدع صوت هاتفي لأخرجه من جيبي و أجد أن جيسونغ هو من يتصل، أجبت فورًا ليقول هو أولًا مازحًا « ها هو ذا فنانا العظيم يتواضع ويجيب علي مكالماتي. »
مزحنا سويًا لبعض الوقت ثم سألته قائلًا « جيسونغ، هل تظن أننا كبرنا سريعًا؟ هل فوتنا متعة مرحلة الشباب و انشغلنا باللحاق بأحلامنا؟ »
صمت جيسونغ لدقيقة يفكر ثم قال « بالطبع لم نكبر سريعًا، كوننا كبرنا يعني أننا أخذنا كل ثانية احتجناها من الوقت ولا نحن لم نفوت أي متعة، فكل شخص تعريفه للمتعة يختلف عن غيره ومتعتنا نحن كانت في الوصول إلى ما نريده وها نحن ذا. »
أنهى جملته بنبرة صوت علمتُ منها أنه قد كان يبتسم بفخر ثم ودعني و أغلق الخط واعدًا إياي أن يحاول بقدر الإمكان ألا يتأخر على الافتتاح، بعدها اتجهت لزملائي بالمعرض لنتحدث قليلًا بينما نتناول الطعام قبل أن يتم افتتاح المعرض.
لقد أدركتُ أمر ما، لقد مررتُ بالكثير، و لكن بالتأكيد لم أكن وحدي من مر بكل هذا.
لا أعلم تفاصيل رحلة كل من سلك ذلك الطريق والتي بالتأكيد تختلف عن تفاصيل رحلتي، لكن الذي يهم الآن أنني لستُ وحدي، وان كل من يسلك ذلك الطريق لا يسلكه وحده.
____
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
