رُبما أًنا

54 10 2
                                    

أُول نظرةٍ
حينَ نظرتُ إليهِ كُنتُ مُجردةٍ مِن الحُب
فـ ماهو ذلكَ الشيء الذي كُنتُ اراهُ بهِ يا تُرى
حتى ركضتُ نحوه بالرغم مِن تلكَ المَسافة؟!

هل أَصبحتُ شخصٌ يشبههُ
التغيير الواضح على لَهجتي
الطِباع التي تتسرب لَي شيئاً فشيئاً ،
أَو تَربع في قلبيّ حتى أَصبحنا شخصٌ واحد
هَل مازلتُ أَنا؟!
رُبما أَنا....

فَتحتُ عَينيَ بصعوبة مُقاومة قوةِ الضوء
المُتسرب مِن نافذة غُرفتيّ
وَضعتُ الغطاء على رأَسيّ
حاجبةَ الضوء عَن عَينيّ
تثائبتُ وَ سحبتُ هاتِفي مِن تحتِ الوِسادة
بدأَتُ أَتصفح كـ عادتيّ وَلَم أًنتبه للوقت
الا وَمضتّ ساعةٌ كامِلة
نهضتُ بـ؏ــد مُصارعةِ الكَسل
قمتُ بأًغتسال وَجهي وَ الذهاب فوراً نحو المَطبخ
لأًعداد القهوة
فأَخرجتُ بعض رقائق البسكَويت
وجلستُ على الطاولة
وَضعتُ هاتِفي أَمامَ أَنظاري وبدأَتُ الأَكل
وَمشاهدة درامَتي المُفضلة
ليدخُل مَسامعي صَوتُ والدتي
_ صَباحُ الخير صَغيرتي.
_ صَباحُ الخير أُمي.
كُنتُ أَتحدث وَلم أُبعد عَينيَ عَن الهاتِف
_ هَل تناولتي فطوركِ؟!.
_ أَجل.
_ سأَذهب للتسوق إِن لَم تكوني مَشغولة
قومي بإعداد بعضِ الكَعك.
_ حسناً ، أُمي.

ذَهبت أُمي وَمر وقتٌ طويل
وَ أَنا أَجلسُ في مَكاني
نهضتُ وَتمددتُ بجسدي
فجأَة تذكرتُ كلام والدتيّ
أَصنعي الكَعك ،

أًصنعُ الكَعك؟!
أًنا؟!
كَيف هي صناعةُ الكعك؟!

أَخذتُ هاتِفي وقمتُ بالبحث عَن المقادير
لكن لَم أَفهم منها أَي شيء

هيا ياسَمينّ أَنتِ تستطيعينَ فعل ذلكَ
أَنهُ مُجرد كَعك
أَخذتُ أَهمس مَع ذاتي تلكَ الكلمات

أَخرجتُ بعض البيض وَ الدقيق وَ السُكر
حسناً يجب أَن أَخفقَ البيض معَ السُكر اولاً
كما مكتوب في هذهِ الوَصفة

رنينُ الهاتف أَفزعني لتتدحرج البيضاتّ وَتقع على الارض
يا آلهي هذهِ البداية
أَجبتُ على المُكالمة بتذمُر
_ أَدم ، بسببكَ وقعَ البيض على الارض!.
_ أَنا وما شأَني ، ماذا تفعلينَ بالبيض؟!.
_ أَصنعُ بعض الكَعك.
_ أَنتِ تصنعينَ الكَعك؟!
_ حسناً لا تسخر ، رُبما سأًتقن صناعتِه.
_ حسناً ، هيا ابدأَي.
_ حسناً ، الى اللقاء.
_ هَي أَنتِ ماذا الى اللقاء؟!
سأَبقى لأُشاهدكِ وَ أَنتِ تُعدينه.
_ ماذا؟! ولما تَودُ مُشاهدتي؟!
_ أَود أَن ارى حَبيبتي وَهي تقومُ بنسخِ نفسها.
_

حسناً ،، لقد أَقنعتني يالكَ مِن مُحتال.

بدأَتُ بخفقِ البيض مُتجاهلة نَظراته ليّ
فتحتُ كيسَ الدقيق لينفجرَ بوجهي مُلطخاً إِياي
فزعتُ وَ أَخذتُ بأَبعاده عَن وجهي

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن