أَحلآمِي أًلمُتأرجِحةّ.

2.3K 101 55
                                    


كَـانَتّ حَياتيّ عاديةَ، مُمُلة، كَئـيبة، أَمـضيّ
أَلليلَ وَ أَنا أَتحدثّ للقَمر، عَن أَيامِ طفُولَتيّ
عَن أَيامِ عِشرِينيّ أَلباهِتة، وفـيّ لَيلَـةٍ
وضُحَاها تًغَيرَ كُلَ شَيء ، أَصبحَ أللـيلُ
ذاتَ مَعنى، وَ أَصبحَ هُناكَ شَريكاً للقَمر، أَصبحَ أَلطعامِ
ألذُ بِفَمِيّ، وَ أَلقهوةُ كـَ أَلسُكرّ ، كُنتّ أَتَأمل عَينَيه
وَ كَم هيَ فاتِنة، كَـم هيَ لاَمِعة، وكأنها وردةٍ، أَنبَـتتّ
مِن بَينِ كَومةِ خَرابّ، وَ مِن بَينِ جَميعِ أَلبَشر أَصبحَ ذلكَ
ألشَخص أَلوَحيد، أَلذي يَعنيّ لـيّ ألوَحيد أَلقادِر عَلى إِسعاديّ
بـالرُغمِ مِن بُعدِ أَلمَسافة كانَت قُلوبُنا تَنبُض بِالحب.

كُنتُ أُهرولُ نَحو بابَ أَلخُروجِ معَ صَديقاتي عِندما إِنتَهينا مِن أَخر حِصةَ لَنا فيّ يَومِنا أَلمَدرسي.

_فَتيات هيا بنا،لَـكن لَم أُحظُر أيَ مَلآبِسّ أُو مَساحِيقَ تَجميِلّ.
_إِذاً فَـ لِنَذهَب لِمَنزِلي، لَديَ بَعضُ الأَشياءِ أَلتيّ
سَتَفي بِالغَرضّ.
_وأَنا سَأتصل بِوالدتُكِ لأُخبرها سَتبقيِنَ لَديَ أَلليلةَ.

مهما عصفتّ بنا الحياة تبقى ايام الدراسة مُميزة بشكلٍ او بأخر
التجمع حول بعضنا وسرد القصص التي تدور بالمنزل
الشجار قرب بائع الحلوى عند الفسحة
استعارة الكتب من زميلة الى اخرى
وكأن تلكَ الأيام نُقشت حتى تتمركز بذاكرتنا الى الابد .

  وضعت بعضاً من مساحيق التجميل ، وارتداء احد الفساتين.
نظرت إلي الاثنتين بحدة
وَ تَعَجُب مِما جَـعَلني أَستَغرب مِن تِلكَ أَلنَظراتِ
-ماذا هُنالِكَ؟
-هَل أَنتِ حقاً ياسَمينّ؟! كَم هِذا يُليقُ بِكِ.
قَهقَهتُ بِخَجل على كَلآمِهنَ
وَ قُلتّ : هَيا بِنا سَوفَ نَتَأخر.

            ذَهَبتُ إِلى أَلطَريقِ أَلَذي يُوصُلنُي إِلى مَنزِله، لَم أَكُنّ
أَتَذَكر أَينَ يَقع تَحديداً فَـ طَرَأَ صَوتٌ مَسامِعي

_ياسَمينّ مَا أَلَذي أَتى بِكِ إِلى هُنا؟!
إِستَدرتُ وَ إِذا بِصَدِيقٍ ليّ قديمّ ، لم اتذكر اسمهُ تحديداً
لكن ملامحه ضربتني برأسي بصورة مفاجئة
كما تضرب النواقيس داخل الكنائس
فقلت بتلعثم:
-كُنتُ أَبحثّ عَن مَنزِل أَحدهم ظَنَنت إِنهُ يَقعُ
فيّ هِذا أَلزِقاقِ.
ابتسم ليّ واردف ، اعلم عمن تبحثين
-لِنَذهب مَعاً فَنَحنُ قاصِدينَ نَفسّ الوجهة.

صمتُ تماماً وبقيتُ طول الطريق اتمتم مع نفسي
يا ترى كيف علم؟
ايعقل ان يكون العشق يفضح الانسان بهذهِ الطريقة ؟
ويجعل منهُ جثة هامدة
جثة تقودها العاطفة لا اكثر ؟!
فنصبح نشبهُ ورقة الشجر تعصف بنا الرياح
من مكان الى اخر ، حتى نستقر عند بركة ماء
ولا نقوى عن الحركة والطيران مرة اخرى.

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن