المحطةُ الأخيرة

43 7 5
                                    

شعور الرهبه مِن خوضِ معركةٍ لا علم لك بها
كـ شعور الموت ببطء
احسستُ بإن نهايتيّ اقتربت
ولكن اي نهاية !! كيف ستكون ؟
كُنت انظر لفم تالين وهي تتكلم
وبقلبي ادعوا الف دعوة
_ هيا تالين ، ماذا قال ابي ؟!.
_ قال له : انا موافق ، لكن لأقم بمشاورة ياسَمينّ بعد الزفاف.
ليردف أَدم بغضب
_ كما توقعتُ ذلك ، هذا خلف سبب التصاق ويليام بكِ كالعلكه.
_ أهدأ أَدم ، مؤكداً انا لن اوافق.
_ ياسَمينّ ، دعينا نبقى على وعدِ البداية ، على الصدق والطهر
والوفاء ، وإني سأحتاجكِ وانتِ ايضاً ستكونين بحاجةٍ ليّ
وإننا جزءان يُكملان بعضهما
انتِ حبيبتي وصديقتي وعالمي بأكمله
وإنا حبيبكِ وصديقكِ وسأعوضكِ عن الدنيا بإكملها
وانتِ حُرة وانا حُر، لكن الحُب سيكون قيداً جميلاً يربُطنا معاً
إن اصر والدكِ وعائلتكِ بزواجكِ من ويليام عديني بإن لاتوافقي
وتُخبريني فوراً بذلك لنجد حلاً سريعاً .
_ يُحرم على جسدي ان يلمسهُ احدٌ غيرك، انا أعدُك لا تقلق ، كما
إن علمْ والدي بإني لستُ موافقة مؤكداً لن يجبرني على ذلك ، و الان
سأذهب واتحدث مع والدتي وأعاود الإتصال بك.
_حسناً انا في انتظاركِ.
أغلقتُ المكالمة وخرجتُ باحثة عن والدتي لأرى ويليام
بالمطبخ يقوم بتجهيز الارجيلة لعمي
نطقتُ بسخريه
_ ويليام هل لي بسؤال ؟.
_تفضلي.
_ ما وراء زيارتكم المفاجئة للعراق ، مرت سنين عديدة
وعمي لم يُفكر بزيارتنا ابداً، لما الان اتضحت معالم الشوق عليه؟.
_ ربما لإن والدي في السنين الماضية لم تتح لهُ الفرصة لزيارتكم ،
أو أنشغل بأعماله وحياته ، كلٌ منا لديه اسبابٌ يجهلها البقية
فأنا لا اعلم لِمَ لمْ يزركم في الماضيّ .
_ حسناً هل تُقنعني بأنكم هنا دون سبب ؟!.
_مؤكداً يوجد سبب.
_ماهو؟.
_ستعلمين قريباً من والدي ، هو سيخبركم بنفسه.
_ حسناً ، مؤكد سيتكلم هذهِ الايام ، لكن مارأيك في السبب
هل انت موافقٌ عليه ؟!.
_ ياسَمينّ ، هل سمعتي شيء ؟.
_ لا ، لم أسمع ، لكن راودتني بعض الاسئلة
مثلاً فتى مثلك يترك حياته وأعماله في كندا ليزور العراق ؟
حتماً السبب اقنعك لتأتي .
_ رُبما كلامكِ صحيح ، وايضاً لأتعرف عليكم
وعلى بلدي الأصلي هذا سببٌ آخر.
_ حسناً ويليام لاتكترث لكلامي ، سأذهب لرؤية والدتي.
اتجهتُ نحو الحديقة وعينيَ تُحدقان بالمكان
لأرى والداي يسيران في أطرافها ، لمْ أود ان أُقاطع حديثهم
فأنا اعلمُ ما يتحدثون به ، انتظرتُ قليلاً ليتجهان نحوي
أبتسم ليّ والدي وهمّ بالدخولِ للمنزل ، لأوقف والدتي
_خيراً أُمي هل هُناك شيءٍ تودين إخباري به ؟.
_لا، لايوجد شيء.
_اذاً ماسر حديثكم انتي وابي في اطراف الحديقة ؟.
_لِمَ تحشُرين أنفكِ هكذا ؟.
_لأنني مُتأكدة كنتم تتحدثون عني.
_لكل حادث حديث ياصغيرتي ، والدكِ سيخبركِ بكُل شيء
في الوقت المُناسب.
_ليس هُناك حديثٌ يا أُمي ، فأنا أعلم بكُل شيء
نظراتُ ويليام فضحت عما يدور في عقولكم
وقولي لأبي بأنني لستُ موافقة.
_ لن اقول لوالدكِ اي شيءٍ الآن ، عندما يُخبرك انتِ تكلمي معه
ليسمع منكِ هذا سيكونُ افضل.
_ أُمي ، انتِ تعلمين بحبي لآدم
فأنا لا أريد الزواج من غيره.
_صغيرتي ، أَدم الان لن يستطيع الزواج منكِ
فهو مترابطٌ في ساحةِ الاعتصام
ويهمهُ أمرُ الوطن أكثر من اي شيء
وربما يستشهد في اي لحظه لاسامح الله ، لِمَ تقومين بتوقيف
حياتُـكِ ، كما مضت عدة سنين على علاقتكم
لِمَ لمْ يطلب يدكِ الى الآن ، واضنُ ويليام الفتى المُناسب لكِ،
ستعيشين افضل خارج العراق ، فنحن نريد ان نأمن ونضمن حياتكِ
فأنا و والدكِ لن ندوم لكِ وعمكِ سيحرص عليكِ مؤكداً.
_ أُمي ، أرجوكِ لاتقولي هكذا ، انا لا اريد مُفارقتكم
ولا مُفارقة بلدي والاهم أَدم انا على اتم الاستعداد بأن اعيش معه
تحت اي ظرفٍ كان
أرجوكِ لاتقفي ضدي ، فهذا الأمر سيغيرحياتي
ولا تضُني اذا وافقتُ على ويليام سأعيش سعيدة
بل سأعيشُ تعيسةً طوال حياتي على هذا القرار
كيف سأتزوج بفتى لا أُحبه ؟ ويستوطن قلبي فتى آخر ؟.
_ حسناً ياصغيرتي ، لينتهي زواج تالين ونتكلم في هذا الموضوع
لاتشغلي بالكِ ، سيحصل كل شيء كما تودين ، هيا تأخر الوقت أُخلدي الى النوم، تُصبحين على خير .
تركتُ والدتي خلفي واستجمعتُ قواي وهممتُ بالرجوع لغرفتي
لأحاول نسيان كُل ما دار بيينا
رفعتُ سماعة الهاتف واتصلت بـ أَدم
وكعادته جلس يُخفف من هميّ ويُنسيني ماحصل
حتى نطق بعد نقاشٍ دار بيننا
_الا تُريدين رؤيتي ؟ .
نطقتُ بدهشه
_انا التي تُريد .
_حسناً ، لنعقد إتفاقاً سأترك لكِ الكاميرا وانام
وانت ستكتفين بالمُشاهدة فقط بدون التقاط اي صور!!.
_حسناً ، موافقه.
_وانا صدقتُكِ !!! .
مع ضحكةٍ كادت تشقُ وجهه فكلينا نعلم باتصال الفيديو
لانكتفي بل نقوم بالتقاط صورٍ عديدة لكلينا.
ترك الهاتف بجانبه تارةً يغفو و تارةً أخرى ينظُر إليَ ويبتسم
اما انا فعينيّ غرقت بالدموع لمنظره
وددتُ لو اخرجُ مِن تلك الشاشةِ اللعينة واقبلُ عيناه
بحوالي المئة قُبله ، ربما الف
حقاً ضجرهذا اليوم زال بلمح البصر
أخذتُ اتحدثُ بصوتٍ خافت
أتعلم كيف تُرضيني وتُرضي كُل استياءٍ بيّ ؟!.
" فقط ابتسم"
فقط دعني أرى عيناك ليزول كُل همي
بليلتها رأيتُ حكايةٌ كاملة رويناها بأعيُننا
بدون نطقِ حرفٍ واحد
قرأت كُل ما بعينيك وكم وددتَ لو كنتُ بجانبك في تلك اللحظة وترى ابتسامتي واقعاً ليس من خلف شاشة
وكم تمنيت ان تتقلص تلكَ المسافات عاجلاً
كم كانت احلامك بسيطة
اما انا كُنت بعينيَ أُخفف عنكَ كُل هذا التفكير
لربما قريبٌ هو لقائنا لا احد يعلم ماذا يخبئ لنا القدر
وابتسمُ لكَ بين الحين والاخر لعلِ ابثكَ ببعضِ الأمل ،
انها المرةُ الاولى التي اراكَ فيها وانت تغفو رويداً رويداً ،
واتمنى ان لا تكون الاخيرة
احببتُ كل شيء بك حينها؛عيناكَ اللامعتان ،
شعرُك المنكوش رقبتك التي شدتني اكثر من اي شيء آخر ،
وتلك الشاماتُ المنثورةِ على عُنقك ، آه لو تعلم كم أُحبها
آه يارجُلي لو تعلم كم تمنيتك الان..

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن