أَمارجيّ

179 21 0
                                    

كانَ يوتُرني بطريقةّ سَهلةٍ جداً
فقط يَقوم برفع هاتِفه وَ أَلاتصال
ليَجعَلني أَنصُت أًلى أًنغامِ أًنفاسِه
هَو يَعلم بتوتري لَكنهُ يَتعمد أَغوائي بِتلكَ أَلطَريقة
ليزدادَ تَعلُقي بهِ بَعد كُل ثانية
لٱ أَنكُر ذلكَ فـ تلكَ أَلنوتات أَلسمفونية المُتسلـله مِن لوزتيه
قادِرة عَلى زَلزلة عُروش كياني بالرغُم مِن عنادي أَلمُستمر
وَ كبريائي أَللعين بتِلك أَلطريقة يجَعلني طِفلة.

صَوتُ فَتح أَلبابِ وَ أَغلاقه أَفاقني مِن نَومي أَلعميق
نَهضتُ لأَجلس وَسط سَريري
وَ أَول مافَعلتهُ هوَ أَلقاء نَظرة عَلى هاتِفي
لأَرى بأَن أَلمُكالمة مازالت مُستمرة
تَنهدتُ وَ بعثرتُ شَعري ثُم نَهضتُ مِن سَريري
وَ مازال أَلنُعاس يُسيطر عَليَ
لأَحول بنظري لغُرفتي أَلمُبعثرة
أَلثيابُ عَلى أَلأَرض وَ مساحيق أَلتجميل مُنتشرة
وَ كأًنها حَظيرةُ خنازير
هَممتُ بالنهوض وَ أَتجهتُ نَحو أَلمطبخ لأَعداد وَجبةٍ خَفيفة
أَملأَ بها مَعدتي أَلفارغة
ثُم عاودتُ قَدماي أَلاتجاه لغُرفتي
رَفعتُ شَعري للأَعلى بكَعكة عشوائية
_صباحُ أَلخير ياسَمينتيّ هَل أَستيقظتي؟! .
_قمت برفع الـ Mute عَن أَلمُكالمة
صباحُ أَلنور عَزيزي أَجل أَستيقظت
وَ تناولت وَجبةُ أَلفُطور قَبل أَن تُحدُثني.
_قهقهتُ بِخفة لردها بَدوت أَعتادت عَلى أَطباعي
وددتُ بِشدة أَن أَبدأَ يَومي برؤيةِ عَينيها
فـ أَردفتُ عما يدور في بالي .
_أَود أَن أَراكِ أَن أَبدأَ يَومي بكِ.
فَلم تَرفض طَلبي وَ سارعت بِفتح
الـ Camera وَقلبي يَخفق بلهفه
_أَنفجرتُ ضاحكاً يا آلهي.
_مابكَ يا أَدميّ لقد أَرعَبتني بنظراتِكَ وَ ضحكاتك أَلمُنفجرة
هَل هُناكَ شيءٌ ما بوجهي.
نَظر إِليَ وَ مازالت ضحكاتِه تتوالى
_هَل أَنا قَبيحة؟!
لتَضحك عَلى مَظهري في هــذآ أَلصباح
أَبتسمَ أَبتسامة ليّ وَ كأَنها تُعبر بأَنني أَجمل ما رأَى
عاودتُ لهُ أَلأَبتسام وَأَردفتُ قائِلة
_أَذاً ماذا هُناكَ؟! .
_وَجهُكِ أَلمُنتفخ وَجناتكِ أَلوردية شَعرُكِ أَلمُبعثر
ملابسكِ أَلمنزلية وَ كأَنكِ طفلةٌ صَغيرة.
تَوسعت عَيني لكلامه
_أَنا بالغة أًنا كَبيرة.
_كلا أَنتِ صَغيرة أَنتِ صَغيرتي.
صَمتُ رُغماً عَني وَ أَبتسمت بقوة لتَخرج أَسناني
ليعود يَنفجرُ ضاحكاً عَبستُ بخفة
_ماذا مُجدداً أَلآن؟!.
_أَسنانُكِ!! يا آلهي
ليتَحدث بينَ ضحكاته
لٱ زالت قطعةّ مِن أَلطعام تَلتَسق بها .
_شَعرتُ بِحرارة بوجنتايَ
لأُتمتم داخِلي يا آلهي أَنا عَلى وَشكِ أَلأًنفجار
أَغلقت أَلمُكالمة بسُرعة مِن أًلخجل
لأَذهب راكِضة نَحو أَلمرآة
بدأَتُ أَتذمر لتلكَ أَلقطعة أَلمُلتسقة وَ أُبعدُها بسبابَتيّ
دَخلت ترانيمَ هاتفيّ لمَسامعيّ
عاودتُ أًلنظر للهاتِف وَ تناولتهُ مرةٍ أُخرى بينَ كفاي
إٍلا وَ إِنها كَما تَوقعتّ
قَبلتُ بهدوء وَ لم أَضع فِكرة أَلرفض في مُخيلتي
_أَجل أَدم كَفاكَ سُخرية .
_يا صَغيرتي كَم أَبهجتني وَ غيرتي مِن حالي
وَ كأًنـني أَسعدُ شَخص في هذهِ أَلأَرض.
تَبسمتُ بِخجل وَ رددتُ بسُرعة
_ أُريد تنظيفَ غُرفتي أَنها مُبعثرة تَماماً.
_لٱ بأَس أَغلقي الـCamera وَ أَبقي عَلى أَلخط
لٱ أُريد مُفارقةِ صوتُكِ
_أَومأَتُ لهُ بخفة وَ أَبتسمتُ لَه وَ أَغلقتُها بسُرعة وَ خجل
آلهي قَلبي يَنـبُض بسُرعة
فَقمتُ وَوضعتُ أَلهاتف بجيوبِ بجامَتي وَ بدأَتُ بالتنظيف
فَكانت أَصواتُ أَلفوضى فيّ كُل مَكان
وَ بدأَت تَذمُراتي تَـتعالي شَيئاً فـشيئاً
أَلا وَ أَن سَمعتُ ضحكاتِه فَلم أَكترث لأَمره
وَ أَبتسمتُ وَ أَكملتُ عَملي
آآآه أَدم كَم أَتعبتني
أَنتهيتُ بَعد ساعة مِن تَنظيف غُرفتي
لأَترُك هاتِفي عَلى أَلشاحن وَ هممتُ لأًخذِ حمامٍ بَـ؏ــد تَعبي
بَدأَتُ أَلأَستحمام
وَ هو يَسكنُ باطِن عَقلي وَ لم تَذهب ضحكاتهِ مِن ذِهني
بدأَتُ أَبتسم وَ كأَنـني بَلهاء
ضَربتُ نَفسي وَ هززتُ رأسي
ياسَمينّ عودي أَلى رُشدك أَنها مُجرد ضِحكاتّ
مُجرد ضِحكاتّ؟!
آلهي إِنها ضِحكاتُه هوَ بالطَبع ثؤثر بيّ
أَغلقتُ عَيني بِقوة وَ أَخذت يدايَ تَغسلُ وَجهي بالصابون
أَلذي تَمتلأ رَغوته بينَ يدايَ وَ جسديّ
أَنتهيتُ مِن أًستحمامي وَ أَخذتُ أَفضل أَلثياب فيّ خزانَتي
لَم أَتردد بوضِع بعضّ مَساحيق أَلتجميل لأَبرز ملامِحي
نَثرتُ شَعري وَ جلستُ جَلسةٍ مُستقيمة
بارزة بأَكتافي أَلى أًلأَمام لأُثبت لهُ أَنـني بالغة
وَ لستُ طفلة كَما يَدعي.
_كُنت أَتحدث معَ أَلشبابّ خارج أَلخيمة
ليدخُل صَوتها مَسامعيّ
_أَدم أَدم أَين أًنتَ؟! .
_أَجبتها وَ أَنا أَبتعد ،، داخِل قَلبكِ صَغيرتي.
_أُقسم أَنكَ لَم تَكذب هَل تُريد رؤيتيّ أَلآن؟!.
_أَجل لما لٱ هَيا تَعالي .
_فتحتُ أَلكاميرا وَ لم أَجد إِلا وَ هي بهيئةٍ أُخرى
مِن ملامِح طُفولية أَلى حادة
مِن بيجاما أَلى فُستان
مِن وَرديتين خَديها أَلى أَحمرِ شِفاهها
نَطقتُ بَـ؏ــد صَمتي وَ تأَملي بِها
_أَجل لٱ زلتُ طِفلة أَلآن؟!
أَبتسمتّ وَ أَستوعبتُ هذهِ أَلهيئة
أَردفتُ بعناد
_أًجل طِفلة وَ لٱ زلتي طِفلتي رُغماً عَنكِ وَعن أَنفكِ.
تَغيرتّ مَلامحها مِن حادة أَلي عُبوس طُفوليّ
_أَرجوكَ لاتسخر مِني لقد تَزينتُ مِن أَجلكَ.
_وَ وددتُ أَن لٱ يَتزينَ أَحدٌ غَيركِ وَكأَنكِ أَلقمر حِين كُسوفه.
_شَهقتُ بلطف وَ أَبتسمتُ بِشدة
وَ أَردفتُ بهدوء بَـ؏ــد أَلابتسامات وَ أَلنظرات لبَعضنا
أَجل أَنا قَمر وَ قَمركَ أَنت فقط.
لأًسمع أَصواتُ عالية فجأًةٍ بجانبه
_أًدم ماذا هُناك؟!.
_حَسناً الآن سأَذهب أَنهم يُنادوني
سأَعاود أَلاتصال بكِ بَـ؏ــد قَليل.
_قُل ما أَلذي حَصل؟!.
_ أَحترقت أَلخيامُ في أَلجانب أَلآخر للساحة
هَل تَسمحين ليّ بالذهاب جلالتُكِ لأَرى ما الذي يَحصُل؟!.
_بالتأَكيد مولآي أَذهب وَ أَعتني بنفسكَ جَيداً
وَ أَنتبه لاتقترب كَثيراً أَن كانت مُحترقة حَقاً
وَ أَعلم بأَنـني بأَنتظار ردكَ لـي
أُحذركَ مرةٍ أُخرى أَعتنِ بنفسكَ جَيداً.
_حسناً جَلالتُكِ.
أًبتسمتُ لَها وَ أًغلقتُ أَلهاتف وَ ذهبتُ مُسرعاً
فـ أَنذهلتُ مِن أَلمنظر
كانت أَلخيامُ مُحترقة وَ أَلدُخان يَسود أَلمكان
نصفُ أَلشبابِ تَبكي وَ أَلنصف أَلآخر يتذمر وَ يشتم مَن حَرقها
آلمني قَلبي لمنظرنا قُمنا بأَطفاء أَلنار
وَ لمَ يبقى سوى أَلآثار أَلتي تمقتُ أَلروح مِنها
خَرجت تنهيداتٌ مِن فَمي وَ من قَلبي فيّ وَقتٍ واحد
أَلخيم مِن تحترك فدوة بخور تصير للثورة
أَردفتُ وَ أَنا أُحدق بالمَكان.

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن