عِندما يُزهر أًلياسَمينّ

187 20 0
                                    

كأَن كُل ضَجيج أًلأَرض تبدد فيّ صدري
كأَن أَلليل بعثَ سوادهُ في مُقلتي
ليختبرَ أًلزمن حَجمَ صَبري.

أَهتز جَسدي بسُرعة
ليختَرق مسامِعي صَوتُ أُختي
ياسَمينّ مابكِ لماذا تَصرُخين وَ تبكين وَ أَنتِ نائمة؟!.
_اااه أَشُكركَ يا آلهي لأَنهُ حُلم.
_حَرارتُكِ مُرتفعة كُل هــذآ بسببِ حُلم؟! .
_لَـو كانَ واقعاً لخسرتم ياسَمينتُكم أَلى أَلأَبد .
_هيا أَنهضي مِن فراشكِ وَ خُذي حَمامٌ دافئ
لعلَ هــذآ أَلقلق يَخفُ عنكِ .

نَهضتُ مِن فراشي مُتجهه نَحو حَوض أًلأًستحمام
لتُقابلني خالتي قائلة
_جَهزي نَفسكِ والدُكِ قي طَريقه أَلى هُنا ليُعيدكم أَلى أَلمَنزل.

حِكايات بَديعة غَريبة هَبت عَلى أَياميّ
فمُنذ مَوتُ خالتي أَلكُبرى وَلَم أَعُد أًشعُر كالسابِق
تَغير مَجرى حياتي
عادَت بي أَلذكريات لآخر مُحادثة ليّ معَ أَدم
كَم كُنا نَخشى مُرور مثلَ هذهِ أَلأَيام
أَيامٌ نَبتعدُ فيها رُغماً عَنا

أَخذتُ أُحدق بعَيني مِن نافذة أَلسيارة
وَ كَم هيّ حياةُ أَلريف بَسيطة وَ جميلة
بَعيداً عَن ضوضاء أَلمدينة
سماءٌ صافية تُصاحِبها أَصواتُ زقزقةِ أَلعصافير
نَسمات أَلهواءِ أَلباردة
تَنهيداتٌ خَرجت مِن فاهي لأُغمضَ عَينيَ
فَـ أَسترجعتُ بذاكرتي لذلكَ أَليوم
أَلذي نُقشت ساعاته في مُخيلتي

خَرجتُ مِن غُرفتي
بَـ؏ــد إِن سَمعتُ تَحطُم شَيء معَ صُراخ أُمي
_ماذا هُناك؟! .
_خالتُكِ فارقت أَلحياة.
رَكضتُ نَحوها لأَحتضنها باكية
تَعالت أَصواتُ بُكائنا بقوة
أَحاطني شُعور أَلحُزن وَ أَلتساؤل وَ أَلأًلم وَ أَلخوف
كُل تِلك أَلمشاعِر تَراكمت داخلي
تَنهدتُ بِحُزن وَ أَنا أَنظر لوالدَتي
هَيا بنا لنَذهب أَردفتُ قائلة وَ أَنا أَرفع يَدها
لنَخرُج مِن أًلمَنزل مُسرعين
بَـ؏ــد ساعات مِن وصولنا مَنزل خالتي
أَلذي يَقع في مَنطقة ريفية
أَنتبهتُ لنسياني إِحظار هاتفي.

صافَحت أَلشمسُ في أَلغُروب أَلقمر أَلذي أَعتلى كَبد أَلسماء
وَ أَنا أُحدق بالأُفق أَلمُظلم أَمامي
أَلذي لَم يَكسُر عِتمتهُ إِلا ضَوء أَلقَمر
لأُنادي بصوتٍ مُرتفع يُصاحبهُ نَبراتُ أَلملل
_أَبي مَتى نَصل؟!!
_عشرون دَقيقة تَقريباً.

_وأَخيراً غُرفتي وسادَتي
آه وَ أَخيراً هاتِفي
أَردفتُ ذلك وَ أَنا أَقوم بِفتح أَلباب

رَكضتُ مُسرعة لأُزيح أًلشوق أَلذي أَعتلاني
لأَمسُك أَلهاتف
أَنكَ هاتفٌ لَعينّ تَبـاً لكَ
تمتمتُ تِلكَ أًلكلمات وَ أَنا أَقوم بتشغيله
أَخذتُ أَقرأ بتلكَ أَلرسائل وَ عَينيَ تَغرُقان بالدُموع
كَتب أَدم كُل شَيء جَرى مَعه
تَفاصيل أَيامه أَوقاتُه بدوني
آخر رسالة كانت تَقول
أَشتقتُ لكِ حَياتي مِن دونكِ أَصبحت حياةٍ عِراقية

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن