مِن تُربةِ ذي قار تُقطف أَلأَزهار

271 28 8
                                    


أَلمُرعب هو أَن تَعتاد أَلأَلم
أَن تعتاد ذلكَ أَلفراغ
أَن تعتاد أَلشوق
وَ أَنعدام أًلرغبة في أَي شَيء
فَـ تَأَتي عَليكَ فَترة تَجهل أَسباب أَلحُزن
لكنكَ معَ ذلك تَجد نَفسك حَزين

معَ إِشراقة كُل صَباح
معَ زَقزقة أَلعصافير
معَ صَوت أَلهتافات أًلتي تَهُـز أَركان أَلمكان
ليقشعرَ بَدنك
معَ تِلكَ أَلنَسمات أَلباردة
هُناكَ أَمل

رَمشتُ عدةَ مَرات لأَرى نورُ أَلشمس
ليُعلن بِداية يَومٌ جَديد
لأَسحب هاتِفي مِن تَحتِ وِسادَتي
أَنها أَلسابعة صَباحاً
تَفقدتُ أَلرسائل لآشيء إِلى أَلآن
شَعرتُ كَما لْـو إِنني أَرغبُ بأَحتضانِها بِشدة
أُريد أَن أَرى عَينيها مَرةٍ أُخرى
أُريد أَن أَبتسم وَ هيَ تُحادثُني عَن مُشاجراتِها أَلمُستمرة
أَشفقتُ عَليَ كَثيراً
فـ أَلأَنسانَ لٱ يَستطيع أَختيار أَلأَنسان أَلذي يَقع بحُبه

شَعرتُ ذاتّ لحظة لَو إِن ضَوء أَلشمسِ يَنطفئ
لَو حَجبتهُ بيدي
لَو تراجَعت أَلايامُ للوَراء
لعلي أَتمكن مِن رؤية كَلماتِها في مُحادثتِنا أَلأَولى
كانَ مِن أَلمُمكن أَن يَرتوي أَلورد بداخِلي
أَن تُزيل كُل تِلك أَلأَشواك
أَن أَتمكن مِن أَلشُعور بالطمأَنينة فقط وَ هيَ بجانبي
أَصبَحت كـ أَلهوس أَينما ذَهبتُ وَ مهما فَعلتُ
يَبقى هَوسي بِها
بأَن أَتمكن مِن مُحادثتها مُجدداً
سَأَبقى ذلكَ أًلهامِش على طَرفِ أَلورقة أَلتي سَتنقلب
وَ لٱ أَظُـنني سأَصبح حِكاية إِلأَ عِند أًلنظر لعَينيها
أَو عَبر سَماع صوتِها
سأَكتمل بِها وَ لـها

أَخترقَ مَسامعي صَوتُ أَحد أَلشباب صارِخاً
ليَنتشلـني مِن تِلك أَلتَنهيدات هُناكَ أَشتباكٌ
في ساحةِ أَلوثبة
إِنهم يَقومون بِقمع أَلشَباب أَلمُعتصمين هُناك!!
بَـ؏ــد سَماعِنا أَلخَبر
أَنطلقنا مُسرعين أَنا وَ أَلشباب أَلمُتواجدين في أَلخَيمة
لَم أَتفاجئ مِن رؤيتي لمَنظر أَلمكان
فـ  هكذا هوَ حالُنا مُعظم أَلأَيام
إِطاراتٌ مُحترقة
أَلقنابُل أَلدُخانية في كُل أَلأَرجاء
أَلدُخان يَسودنا
أَصوات أَلصُراخ تَخترق أَلأَرواح لتولد أَلرُعب
وَ أَلحياة
رُعبٌ من موتٍ عَلى أَيدي أَلطُغاة
و حياةٌ أُخرى
في أَلسماء أَلعالية عوضٌ عن هذهِ أَلحياة

شُهدت أَصابات عَديدة في هــذآ أَليوم
وَ منهم مَن فارقَ أَلحياة تارِكنا خَلفه لنُصارع

بَـ؏ــد مُرور عِدة ساعات عَلى ذلك
خَطف أًنظاري بَعضُ أَلشباب
وَهم مُحاصرين خَلف أَلصبات أَلكونكريتية
لٱ يَستطيعونَ رؤية أَلطرف أَلآخر مِن أَلشارع
كُنت أَنا فيّ زاوية تُمكنُـني مِن رؤية كِلتا أَلجانبين

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن