أُم أَلخَيرّ

286 29 7
                                    


هكذا هيَ أَلبدايات دائماً تَكُن آسِرة تَفوقُ أَلوصفَ وَ أَلخَيال
لآ تُنسى وَ تَقطُن فيّ خَلآيا أَلعقل بِحلوها وَ مُرها
لَكنّ هَل تَستمر أَلنهاية كَما كانَت بِدايَتُـها؟

لَحظةُ صَمتّ قَد لآ يَكونُ بَعدها ضَجيج
ماسِكاً كوبّ أَلشايّ بيديّ
وَ أَنا أَقف بِخطوةٌ تَفصلُني عَن كَومةِ أَلخَشبّ أَلمُشتعلة
أَغمضتُ عَينيّ وَ أَنا أَشعُر برياحِ أَلشتاء
وَهيّ تَمرُ خلاليّ
لَعلها تُرسل مَعها أَشواقي لمحبوبَتي
وَكأَنَ شَمس هــذآ أَلصباح سَطعت
لتُطمأَنَ قَلبي أَنَ أَلنورَ سَيأَتي بَـ؏ــد أَلظَلام

في رَجاء أَن تَمر تِلكَ أَلساعاتّ أَلقاسية
كُنتُ أَظُن في بادئ أَلأَمر
أن وجودِها كـ وجود أَولئكَ أَلأَشخاص بحياتيّ
لكنها فعــلاً تَختلف
رُغم وجودي بينَ تِلكَ أَلحشود
لَم أَكُن أَشعُر بالأَرتياح
حَتى رِياحَ أَلحُب لَم تُحرك بابَ قَلبي مِثلما فَعلت هيَ

_ماسَببّ تِلكَ أَلنظراتّ أَلشاردة
أَمضيتَ ساعة وَ أَنتَ تَقفُ هكذا أَمامَ شُعلة أَلنار.
_لٱ شَيء أُفكر فَقط.
_تَعابيرُ وَجهك توحي عَكس ذلكّ.
_لٱ تَقلق سأَكونُ بِخير.
_هَل سَمعتَ بأَحداث أَلبصرة؟!.
_قَرأَتُ ذلكَ في نَشرةِ أَلأَخبارِ صَباحاً
لأَتصل بصديقٍ ليّ هُناك لأَطمئن.
_حَسناً .

قُمتُ بِرفع هاتفي للأَتصال
_مرحباً مُحمد كَيف حالكَ
وَ ماهيّ أًلأَوضاعُ في أَلبصرة

ما بالُ قَمرُنا في غيومهِ عالق
مَن بَغتَ نورهّ أَلعظيم وَ أَخمده؟!

_اهلاً أَدم
وَ كيفَ يكونُ حالُنا وَ نَحن نُقمع بأبشع أَلطُرق؟!
كُنا واقفينَ وقفةُ موتٍ في ساحة أَلبحرية وكلٌ في يَده عَلمُ أَلعِراق وكأَننا كُنا ننتَظرهم
تمَ تطويق أَلساحة بالكامل
من قِبل قوات أَلصدمة فيّ أَلساعة أَلثانية
بَـ؏ــد مُنتصف أَلليل
كانَ عَددهم يُضاهي عَددنا
كُنا أَقل مِنّ أَلخَمسين شَخصاً
حَرقوا خِيامنا وتَـتبعو سَير خُطواتنا
فيّ تِلكَ أَلشوارع أَلمُظلمة
وَ تمَ تَطويق شَوارع أَلجُبيلة وَ أَلجنينة وَ أَلأَندُلس
حَتى لم يَتركوا لنا شارع نَستطيع أَلمُغادرة مِنه
أَستمرينا بالركضِ فيّ أَلشَوارع
وَنكتم انفاسُنا بينَ أَلثَانيةِ وَ أَلأُخرى
لِخوف سَماعهم أَصواتِنا
حَتى فَتح لَنا رَجلٌ كَبير باب مَنزله
لنَفر هاربينَ عَلى سطوحِ أَلمنازل
بَعدها قُمنا بالأَختباء فيّ منزلٍ مَهجور
وأَصواتُ أَلصُراخ تَخترق مَسامعنا عاجِزينَ عَن فِعل شَيء
تَعرضنا لِقمع مُتوحش فيّ أَلليلة أَلماضية مَع أَلأَسف
لكن سَوف تُشرق أًلشمس مِن جَديد وَ سوف نُحاول مرةٍ أُخرى لنبقى عَلى قَيد أَلحياة لنَقف سدً بوجهِ أَلطُغاة.

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن