عَينيهّ وَ دِجلةّ

182 19 6
                                    

أُدرك معكَ تماماً كيفَ يكونُ أًلانسان بكامل أَلسعادة
وَكيف تتجمعُ كُل مدارتِ أَلكونّ لطيفٍ يتسلل مُخيلتي
أًنتَ ذلكَ أًلجزءُ أَلاسمى مِن ذاتي
حيثُ أًكونُ حقيقةٍ مَعك.

يَدٌ دافئة وَضعت عَلى خَدي
وَ أَليدُ أَلأُخرى رَفعت أَلغطاءَ عَن جَسدي
ليختَرق صَوتٌ مَسامعيّ صَغيرتي صَغيرتي هَيا أَستيقظي
_ماذا هُناكَ يا أُمي دَعيني نائمة.
_أَلا تُريدينَ أَلذهاب أَلى بَغداد؟!.
_تَفرقعتّ عَيني تَعجباً
بَغدادّ؟! مَع مَن؟! وَ مَتى؟!
_والدكِ لَديه بعضُ أَلاعمال هُناكَ وَأًراد أَن نذهب معه
لنَزور بيتَ عَمك
حَتماً سَنبقى
في مَنزلهم يَومين أَو ثلاث.
_نَهضتُ مِن سَريري صارخة بأَنفعال
أَنا أَلتي تُريد أَلذهاب.
أَخرجتُ حَقيبتي وَ قمتُ بترتيب ثيابيّ بداخلها
_أُمي مَتى نَخرج؟!
_حَوالي أَلساعة.
قُمت بحمل هاتِفي بينَ راحتيَ
وَقع ذهني فيّ دوامة
هَل أُخبر أَدم أًنا آتيه لبغداد أَم لٱ؟!
_بلى لأَجعل قدومي لهُ مُفاجأة
أَردفت وَ أًنا أَبتسم
قُمنا بِحمل أَلحقائب لوضعها فيّ صندوق أًلسيارة
نَطق أًبي قائلاً
_كانَ مَن ألمُمكن أَن نَخرج مِن نصف سَـآعــهْْ
لَكن أًلتأَخير يَسري في دمّ أَلنساء
تَعالت أَصواتُ ضحكاتِنا أَنا وَ أَمي
_كَفاكَ تَذمراً أَبي إِنها نصفُ سَـآعــهْْ لٱ تَضُر.
_تَعلمينَ شَوارع بَغداد يا صَغيرتي
كُلما خَرجنا باكراً يَكون أَفضل.

أَلسعادة تَغمُرني كُنت بحاجة أَلى هذا أَليوم
في أَلآونة أَلآخيرة
بأَنتظار أًلوصول أَسوار بَغداد
تَساقطت دُموعي عَلى وَجنتي أَخذتُ أُحدق بالشَوارع
وَ أَنا أَشعر بأَرتياحٍ شَديد
تَدفقت موسيقى مِن أَلراديو
أَدار أًبي زر أًلمُسجل ليَعلو أَلصوت داخل أَلسيارة
لأَسرحَ بخيالي مَع كَلماتِ أُغنية
"  مسافرين "

مسافرين وعيني مشدودة لدربكم
رايحين وآه لو عندي قلبكم
مسافرين وعيني مشدودة لدربكم
رايحين وآه لو عندي قلبكم
كنت ألم جروحي كلها... جروحي كلها
ويا جرح يلجمني بيكم حيل لجمة آني لجمة
مسافرين وعيني مشدودة لدربكم
رايحين وآه لو عندي قلبكم

شَد أَنتباهي صَوت شُرطي أًلمُرور
وَ هو يَطلب مِن والدي رُخصة أًلقيادة
بَـ؏ــد تَمعُنه بالنظر أًبتسم قائلاً بلهجته أَلبغدادية
تفضل عيني تفضل أَغاتي
ليشكُره والدي مُكملين طَريقنا

أًلصوتُ أًلسعيد أَعتلى مَسامعي
وَصلنا بَغداد

شَذى بَغداد يَخترق رئتايّ وَ كأًنني خُلقتُ تواً
وَكأَنني أًتنفسُ أَلهواءَ لأَول مَرة
فعلاً
إِنها زيارتيّ أَلاولى لـبغداد لَم أَزُرها قد
لكن كانت هيّ أَلتي تَزورني دَوماً
بَغدادي كانت لٱ تَبرحني
كعاشقين أَثنين إِنها تَزور أًحلامي
جَمال بَغداد يَغفو فيّ مُخيلتي لآخر أَلزمن

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن