أَيقونة الانتفاضة العراقية

69 14 14
                                    

وتوارت الشمس وراء السُحب كأَنها مَلت متاعب البشر
وَكرهت ظُلمهم
وابتدأَ المساءُ يحوك من خيوط السكون نقاباً

توارى النهار وقدم الليل ناشراً أَخليته بينَ تلكَ الدموع
دموعٌ ترثي ليلة الثامن والعشرين من اكتوبر
هذهِ الليلة التي نُقشت ساعاتِها في قلوب العراقيين
والعالم اجمع
ساحة التحرير يُخيم عليها الحزن هذهِ الليلة
انها تنعى قائدها
قائد الثورة العظيم
" صفاء السراي "
الذي وقع صريعاً اثر قُنبلة مُسيلة للدموع
انغمرت في رأَسه ليغدو شهيد الوطن
لَم يمت ذلك الذي تهشم رأسه
بل عاش بيننا حُراً خالداً
كما روى وليد جنبلاط في ذكره
" ان الشُهداء لايذهبون الى الجنة
انهم يتجولون في الكُتب السماوية
كُـلٌ على طريقته الخاصة
كطائر او نجمة او سحابة
هم يظهرون لنا كُل يوم ويبكون علينا
نحنُ الذي مازلنا في الجحيم الذي حاولوا
إِطفائهِ بدمائِهم "

ارى صفاء في عيون الاحرار وفي قلوبهم
قتلوه فظنوا بقتله يفنى ذكره
ولا يعلمون بأًنهُ تركَ جيشاً خلفه يُطالب بأَسمه بالحُرية
و يُـحيي شعائره
مثلما تُنير اشعة الشمس خطوط الافق
اصبح صفاء يُنير عتمة الثوار
كما قال قبل موته
افضلُ الموت محلياً على ايادي عراقية
ها قد قتلوك ابناء جنسك كما تمنيت
ها قد قتلوك يا صفاء ليحيوا الف صفاء بأعماقنا
اشهدُ بأَنكَ الوطن الاحن ،، الوطن الذي يحتضنُ الاحرار
بهتافاته
فـ فعلاً يا صفاء كافرٌ منا من لا يهوى العراق
فـ فعــلاً يا صفاء لا احد يعشقُ هــذآ العراق بقدرك

لأَجل عرش الحُرية
اراد النسيم ان يُداعب الاشجار
وتبتهجُ الشمس وَ يُنير القمر
على مسامع الحُرية اراد ان تُقرع الطبول
وتغرد العصافير وترفرف مُبتهجة بقُرب السواقي
في فضاء الحُرية اراد ان يُنثر عبيق الزهور مع عطر انفاسنا
اراد ان نستمد القوة من مجد الحُرية وافراحها
اما البشر فمحرومون من هذهِ النعمة لأنهم وضعو لارواحهم
الإلهية شرعيةٍ محدودة
وسنوا لنفوسهم قانوناً واحداً قاسياً
وبسبب عواطفهم اقاموا سجناً ضيقاً مخفياً
وحفروا لعقولهم قبراً عميقاً مُظلماً
فإذا قام واحدٌ من بينهم وانفرد
عن شرائعهم قالوا هــذآ مُتمرد يستوجب النفي
ودنسٌ يستحق الموت

هل يحب ان يضل الانسان عبداً لتلكَ الشرائع الفاسدة
الى انقضاء الدهر ام سيتحرر بيومٍ من الايام؟!

ايبقى الانسانُ محدقاً الى الارض ليرى ضله بين الاشواك
أَم سيحول عينيه نحو الشمس؟!

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن