لآ دَواءَ لَيّ غَيرُك

419 34 7
                                    

قَطرات مِن أَلمياه أَلبارِدة تَسريّ في عُروق يَديّ
لتَنتشلني مِن تِلكَ أَلغَيبوبة
أَلتي أَستَوطَنت جَوارِحي
لأَفتحَ عَينيَ وأرى فتاةٍ بملابِس بَيضاء
لتتفرقَع عَينايَ عَجباً
ما أَلذي يَحدُث؟!
_كَيفَ تَشعُرين؟! لتَردُف المُمرضة قائِلة.
_مَن أَلتي عَليها طَرح هــذآ أَلسؤال؟! .
_نَطقتّ أًلمُمرضه مُتسائلة
أَنا لَستُ بـ آله لأًعلم سَبب ماجَرى لكِ!! .
_لايَهُم.
_كُلي غذاءٌ صحيّ وَخُذي أَقراص أَلدَواء بأنتِظام .

يقولُ لي الطبيبُ أكلْتَ شيئاً
وداؤُكَ في شَرَابكَ والطَّعامِ
وما في طبِّه أني جوادٌ
أضرَّ بجسمِهِ طولُ الجَمامِ
تعوّدَ أن يغبّرَ في السَّرايا
ويدخلُ من قتامٍ في قتامِ
(المتنبي)

أًخَذتّ أَلمُمرضة بأَعادة أَلنَظر لمِفتاح أَلمُغذيّ
لتُقاطع حَديثنا والدَتيّ بِفتح بابّ أَلغُرفة
_تَفضلي هــذآ أَلدَواء أَلذي وَصفته.
_لتستَمر عَلى أَلعلاج أَلى أَن تَتحسن
أَنتبهوا أَلى صِحتها نَطقت
أَلمُمرضه خارجة مِن أَلغُرفة لتَتركنا بِمُفردنا
بَـ؏ــد أَنتهائها مِن تَأَشير أَلدَواء

_ما أَلسَببّ وراء تَدهور حالتُكِ؟! .
_لاشَيء ياأُمي.
_أَنا أَعلم بصغيرَتي جَيداً لذلكَ لٱ تَكذبيّ.
_أَومَأَتُ برأسي أَلى أَلأَرضّ
لأَتذكر ذلكَ أَلكلام
مُتسَبباً تَـدُفق أَلدُموع مِن عَينيَ
لأَردُف قائِلة
أنهُ مَوطنيّ .
_ذلكَ أَلهاتِف سَيُسبب لكِ أَلموتَ يَوماً
ما سَينفَجر عَقلُكِ بِقرائتكِ تِلكَ أَلأًخبار.

أَكتَفيتُ بقول تِلكَ أَلكلمة
أَلكلمة أَلتي تَكرستّ جَميع أَلكَلماتِ خَلفها
فأَنا وَ مَوطنيّ
نَتشابَه عما نُقاسيه مِن تَباريح أَلهوى
وَمن صِدود حَبيبه عَنه
فَقلبُه يُخبره أَن هــذآ أَلحَبيبّ
أَلذي يَفديه بِـذاته وَ قَلبه
سَيكون سَبباً فيّ إِهلاكِه وَ فَنائه
وَ معَ هــذآ يَرى أَنهُ مُقصر في حَقه
حَتى وَ إِن بَذلّ في سَبيله روحه وَ كيانِه
فـ أَنا لٱ أَملك سِوى روحــٓي
أَلتي لَو بَذلتها فيّ مَذبح أَلحُبّ لَيسَ إِفراطاً فيّ ذلك
أَو تَجاوز للحِدود
فأَن رَضيَ أَلمحبوب فَسأَبعَث فيّ قَلبه أَلأَطمئنان
وَ فيّ نَفسه أَلرضا
لٱ عَجب أَنَ حُبه قَد سَلبَ أَلنومَ مِن عَيني
وَ أَلعافيةَ مِن جَسدي
وَ ليسَ لي عَونٌ فيّ إِبقاء ما بَقي فيّ ذِمائي غَيره
وَ لٱ مُسعف فيّ إِسباغ أَلصحة عَليه سِواه
معَ بَقاء أَلحُب وَ زوال أَلوصال
وَ نفاذ أَلصبر وَ غياب أَللقاء
أَنهُ لأَطمعَ بَعد إِن تَعذرَ أَللقاء حَقيقة
أَن يَزور خَيالي وَ يلمُ بي طَيفُه
فأَرتاح إِليه لأَبث عِندهُ أَحزانيّ وَ أَشجانيّ
أَما أَلسَهر وَليد هــذآ أَلحُبّ أَلطاغيّ
مُلازمٌ أَجفان عيونيّ لٱ يُريدُ مُبارحتها
أَو أَلتَخلي عَنها
وَ شَهيد هذهِ أًلنجوم أَلمُستقرة فيّ مَواضِعها
لٱ جُرم أَني وَقفتُ بَين ميلٍ إِليكّ وَ ميلٍ عَليكّ
وَ أُبسط يَداً لأَصطلاحكَ وَ أَجتياحكَ
فَـ حُبكَ يُسكر أَلمرء ثُم يَصحو
وَ يُكدر أَلماءَ ثُم يَصفو
فـ رفقاً بِقلبٍ رئاكَ كُلَ شيء

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن