تجمعُنا حياةٌ وعقدٌ وياسَمين

50 12 2
                                    

عِندما رأيتُك بهذا الحُسن لَم يُسعفني لساني
لأول مرةً تمنيتُ آن اتقنُ الرسم ؛ لأرسمك
المرة الاولى التي شعرتُ فيها بأن ثمانية وعشرونَ حرفاً لا تفي بالغَرض

تفرقعتّ عينيَ لرؤية الماثل أمامي
أخذتُ أُبحلقُ مُتنهده لهيأته
اكتافٌ عريضه ، جسدٌ مُتناسق ، يدين شاحبة تملؤها الاوردة
يرتدي بيجاما قصيرة بالكاد أُفرق بين لونها ولون بشرتهِ المخمرية
عينينِ حادة مع نظرات تخترق جسدي
خُصلات شعره المُنسدلة تُحوط جفنيهِ وكأنها أجنحه
أخذ بالتقدم نحوي بخطواتٍ مُتثاقلة
ولا زلتُ انظرُ بقلةِ حيلة لعينيه التي إزداد لمعانُها
بتُ احسُ بتقرب جسده يلامسُ جسدي
أخذ يتنفسُ بثقل ولم يكتفِ عن عصرِ رقبتي
حتى وقعت تلكَ القلادة التي كانتّ تعتلي عُنقي
بينما أصابعهُ أخذت بالعبثِ بخصُلات شعري
كُل شيء كان يجري ببطء وكأن الدقائق اقسمت على التوقف
بينما انا اعتلاني الصمت وبتُ اتنفسُ بسُرعة
وماهي الا ثوانٍ واخذ بتقبيلِ وجنتي بقبلاتٍ ناعمة وهادئة
ومع كُل قُبلة كُنت اتنهد
اغمضتُ عينيَ وابتلعتُ لعابي عدةِ مرات عندما شعرتُ
بشفاهه تُقبل عُنقي
بدت رغبته ولهفته واضحة على معالمه
ليُسقط يديه على مُنتصف خُصري يُلامس عمودي الفقري
ويشُدني نحوه بقوة
شعرتُ بأن روحي ستغادر جسدي من شدةِ الخجل
ارخيتُ يديه حتى افلتُها دون النبسِ بإي كلمة
واخذتُ امشي عدة خطوات مبتعدة عنه
لكن حالما شعرتُ بيديه تتشبث بخصري وتجُرني للوراء
حتى إرتطمتُ بصدره
وكأنني طفلة صغيرة بين احضانه لتقع بُنيتاه بسوداوتيّ
نبضاتُ قلبي إزدادت وبدأت استنشق الهواء بسُرعة
بينما اخذ فمهُ يُداعب عُنقي وشذاهُ احاط بي
فوجئت لإخراجه منديلاً صغيراً من جيبه باللون الذهبي البراق
منقوشٌ على اطرافه زهورًا صغيرة باللون الابيض
وضع المنديل بين راحتيه واخذ بفتحهِ رويداً رويداً
وكأنهُ طفلٌ مُدلل يقبعُ بين احضانِ والديه
ليستخرج منهُ عُقد من الفضة تُحيطه عدة زهور
رفع حدقتيه واخذ ينظُر بنظراتٍ عميقة
ليردف قائلاً : لقد أوصيت على هذا العقد
بإن يُصنع خصيصاً لعُنقك من الفضة كما تُحبين
و ودتُ بأن تُحيطهُ زهور الياسَمينّ
حتماً هذهِ الياسَميناتّ لا تُضاهي جمالكِ الآخاذ
لكنها ستفي بالغرض لانها أُقتبستّ مِن جمالك
اخذ بوضع العُقد بعُنقي لتلحقهُ قُبلة عميقة ليهمس قُرب أُذني
لقد زاد عُنقكِ جمال عُقد الياسَمينّ هذا
ثُم اقترب ليُقبل شفاهي شغفٍ ولهفه
وكأنهُ يرتشفُ نبيذاً فاخراً
ليقوم بعد دقائق بفصل شفتيه عن ثغري
ويهمس مرةً أُخرى
او هل هذهِ شفتينِ ام نهرٌ مِن الكوثر ؟!.
احبكِ ولطالما احببتُكِ
ابتسمتُ بأبتسامة خفيفة دون النطقِ بأي كلمة
استمريت بالابتسامِ حتى أحسستُ بتلكَ الريشة
التي تُداعب انفي و وجنتيّ
ليطرأ صوتُ تالين مسامعيّ
_ كعادتكِ تالين ، الى متى تبقين هكذا ؟!
_ الا يجوز بإن اجعل حبيبة قلبي تستيقظ ؟!
_ اجل يجوز ، لكن صدقيني أتيتِ في الوقت الخطأ.
_لماذا؟ ماذا هُناكَ !
_لقد جعلتني أستيقظ من حُلم أدفع اعوامي كُلها مُقابل أستمراره.
_الذي يسمعُكِ يضُن بإنكِ كُنتِ ملكة البحار السبعة.
_لا ، بل كُنت ملكته.
اردفتُ بصوتٍ خافت
_ماذا قلتي ؟!
_لاشيء .
_هيا غردي ، ما الذي تريدينه ؟!
_ عدة ايام تفصلُنا على موعد زفافي
ولازال هُناك الكثير من الأغراض أريد شراءها .
_تالين دعيني نائمة ، نذهب غداً.
_ لا استطيع غداً لدي موعداً مع طبيب الاسنان
كما زوجة عمكِ تود الذهاب معنا ماذا اقول لها
ياسَمينّ لاترغب ، هيا انهظي.
_ حسناً ، حسناً ، نهظت كفاكِ ثرثرة.
نظرتُ الى ساعة هاتفي انها السادسة صباحاً
ليلعنكِ الله يا تالين ، اي تسوقٍ عند السادسة صباحاً؟!.
_ تفقين عند المرآة ساعة واخرى في تزين وجهك تُصبح عند التاسعة .
_حسناً معكِ حق.
اردفت وانا ابتسم
تسللتُ خارج غرفتي بهدوء لعلِ لا اصادف اي احداً بطريقي
واذا برائحةِ النعناعِ تخترق رأتيَ
لأُردد في داخلي ماهذهِ الرائحةُ الزكية ؟!
رفعتُ شعري بشكلٍ عشوائي واخذتُ اتبع مصدر الرائحة
لتُبحلق عينيَ عجباً للمنظر القابع أمامي
لأرى عمي يجلسُ في الصالة وهو ينظُر الى تلك الجمراتِ المُشتعلة
ويسحبُ انفاسهُ بقوة وكأنهُ برتشفُ مشروب
وبعد ثواني يقوم بزفر الدُخان الأبيض بهدوء
على شكل غيمة بيضاء لتُغطي ملامح وجهه
لينطق بعد إنتباهه ليّ
_ good morning ، ياسَمينتي .
_ اهلاً عمي ، صباحُ الخير .
_مابكِ تنظُرين هكذا ؟!.
_لاشيء ، فقط فوجئت للمنظر ، انها المرة الاولى
تدخُل فيها الارجيلة منزلنا.
ليضحك بصوتٍ عالي ويردف
_اعتادي عليها الى آن يحينُ موعد ذهابي.
_ لابأس ، لكن هل لي بطلب ؟!.
_اجل ، تفضلي.
_أُريدك ان تُعلمني كيف أُعدها بنفسي.
_ولِمَ تودينَ ذلك؟!.
_لأعدها لكَ بنفسي.
لأُردد بداخلي
رباه ، انها كذبةٌ بيضاء اغفرها لي.
_ حسناً كما تودين ، تعالي خلفي الى المطبخ لنعد واحدةٍ جديدة.
_آه أَدم ، سأفاجئك بالأيام القادمة.
_ اولاً تضعين بعضاً من الفحم على النار
لمدةٍ لاتقل من عشرِ دقائق عند رؤيتك لمنظره يُصبح
باللون الأحمر فهذا يــ؏ــني بإنهُ قد جهز
ثُم تضعين هذا الخرطوم في الثلاجة ليبرد قليلاً
" آخذتُ اتقنُ تعليماتهِ بمنتهى السهولة "
_وماذا بعد ذلك ؟!.
_ أترين تلكَ القنينة الزجاجية في آخر الارجيلة ؟!
_نعم، آراها.
_ املئيها بالماء البارد.
_حسناً.
_ بعدها خُذي سُلطانية الارجيلة واملئيه ببعضِ التبغ
وبعدها خُذي بعضاً من الفويل وغطي سُلطانية الارجيلة به
وقومي بثقبهِ بعدة ثقوب بالدبوس وقومي بتثبيته على راس الارجيلة
بعد ذلكَ ضعي الجمر فوقها ، وهكذا اكتملت.
_ماذا تفعلون هنا ؟!.
_اهلاً ويليام، اقوم بتعليم ياسَمينّ كيف تُعد الارجيلة.
_ولِم تُريد التعلم ؟.
نطقتُ وأنا اضحك
_لأقوم بإعدادها لزوجي المُستقبلي.
ليرد ويليام بسُرعة
_انهُ لايُدخن الارجيلة.
أستغربتُ مِن جوابه ، ونطقت
_ماذا تقصد ؟! .
_لاشيء كُنت امزح.
تركتُ ويليام و عمي خلفي لأتوجه نحو تالين
وكلماتُ هذا الشبح تدور في مُخيلتي
لا أعتقد بإنه يتكلم هباء
ما الذي يقصدهُ هذا الفتى !!
وضعتُ مئة علامة أستفهام حول كلامه
ليُقاطع شرودي صوت تالين
_ للان لم تُغيري ثيابك ؟!.
_ سأغيرها حالاً.
أخذتُ بالبحث في خزانتي عن ثيابٍ مُناسبة
اقتنيتُ جينزاً اسود مرسومٌ على جيوبه جماجم صغيرة
مع بلوفر بلون البُن تعتليهم سِترة بذاتِ لونِ الجينز عند انتهائي رفعتُ الهاتف مِن سلك الشاحن وضغطتُ على زر الاتصال
آه أَدم لما لا ترد لأعاود الإتصال بهِ عدةَ مرات
ليرد بعد ثواني بصوتٍ ناعس و عينينِ مُغمضتين
_اهلاً ، حبيبتي.
_اهلاً حبيبي، الا زلت نائم .
_اجل.
_ انا سأخرُج مع تالين وزرجةِ عمي للتسوق ،أُريد شراء بعض الثياب وبعض الـ  ، لم أُكمل كلامي الا و أَدم يغط في نومٍ عميق ، ابتسمتُ وانا أنظر إليه وكأنهُ طفلاً مُدلل بشعرهِ المُبعثر على وجنتيه وعينين شُبه مُغمضه ورقبته التي شدتني اكثر من اي شيء آخر ، وتلك الشاماتُ المنثورةِ على عُنقه ، آه لو تعلم كم أُحبها وكأن حادقتيَ  تنظران لصورةٍ مرسومة بأنامِل أحدِ مُحترفين الرسم وددتُ لو اخرُج من الهاتف و أُقبل ملامِحه
وددتُ ان تتقلص تلكَ المسافات عاجلاً
آه، لربما قريبٌ هو لقائنا
لا احد يعلم ماذا يخبئ لنا القدر

انت نائم وانا هُنا اتوهُ بسحرِ مُقلتيك
انت نائم وانا هُنا أُقبلُ وجنتيك
انت نائم وانا هُنا اترنمُ على صوتِ حنجرتيك
كانت مُجرد صورة لكنها لامست جوارحي
كانت مُجرد صورة لكنها كفيلة بشفاءِ جوارحي
كانت مُجرد صورة لكنها جعلتّ كُل من حولي عدم
فكيف لو كان قُربك ؟!.

_هيا ياسَمينّ تأخرنا .
لتُقاطع تالين شرود ذهني
_انا آتيه.
لأنظر الى النائم أمامي واصرخ بأعلى ما لدي
_ أأأأأأأأأأأدم.
ليستيقظ مفزوعاً من نومه
_ماذا هُناك ؟ هل انتِ مجنونة ؟
ومتى إتصلتي ؟
لتتعالى ضحكتي
_مابكَ ! انت من رد على إتصالي ، وكنتُ اتحدث معك
وعدت للنوم وتجاهلتني.
_تمزحين اليس كذلك ؟ .
_اذا كُنت امزح من الذي رد على اتصالي اذاً !!.
_ لا اعلم.
_ مجنون ، حسناً انا سأخرج للتسوق ، أتصلُ بكَ لاحقاً.
_حسناً أعتني بنفسكِ .

نلتقي في البارت القادم أًن شاء الله دُمتم بخير
لمعرفةَ كافةّ التفاصيل حسابي على الانستغرام
tjr_97
لاتنسوا الضغط على النجمة في بداية البارت..

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن