اللحظةُ المُنتظرة

118 14 0
                                    

أَنتظرُ رؤيتكَ لتحادثني عَن تلكَ الايامُ أَلتي مَضت
ونحنُ نتوقُ للقاءِ بعضّ
نجلسُ مَعاً تحتّ ضل شجرةٍ لنحفُر أَسمائنا
على جذعِها لأهمسَ لكَ كَم وجنيتكَ طغتّ على تلكَ
الغيومِ البيضاء التي تعتلي سماء بغداد
وتهمسَ ليّ بأَننـي أَجمل مارأت عينيكَ

_ياسَمينّ ياسَمينّ .
_أًرعبتني تالينّ ماذا هُنالك؟!

شَقت أَبتسامةُ تالينّ وَجهها لترُد قائلة
_لقد قُمتُ بأَقناعِ والدينا بالخروجِ مَعاً غَداً.
_كيفَ ذلك؟!
_قُلت لهم سنذهَب للمُتنبي لنشتريّ بعضَ الكُتب
ونعودُ بسرعة،لم يرفض عمي العزيز طَلبي.

_أَحتضنتُها بقوة،، شُكراً لكِ.

أَخذتُ الهاتف بيدي بعدما أًخترقَ رنينهُ مسامعي
أًنهُ صديق أَدم ،، قمتُ بالردِ بسُرعة

_اهلاً ،، ما الذي جرى مَعكَ؟!
_ أَتفقتُ مع أَدم أًن نلتقي في حدائق ابو نؤاس
غداً الساعة الرابعة عَصراً
أَصر كَثيراً على مكانِنا المُعتاد في
مقهى " گهوة وكتاب"
لكنِ تمكنتُ مِن إِقناعه.
_أَنا مُمتنة لكَ.
_لٱ بأس ،، لاتترددي أَن احتجتي شيء.

أَغلقتُ المُكالمة والسعادةُ تغمرُ قلبي
ذهبتُ راكضة نحو تالين
_لقد تمّ حَسمُ الأَمر.
  _مَجنونة لاخوفَ عليكِ.

بدأَت الشمسُ بالزوال ليعتلي القمر ضفاف بغداد
وما حولي الا صَمت
غــير أًن هــذآ الصَمت لُـغةٍ لٱ يفهمُها سوايّ
ليمر بيّ طيفهُ كُل ليلة يُحادثُني
لكن ما أَن أُحاول لَمسه حتى يتلاشى
كـ رحيقِ عطرٍ في الهواء أو كـ حرفٍ مُبهم
مسحتهُ ممحاة
كأنهُ أَقسم لمُقابلتي فقط في أَحلامي.

بأَنتظارِ غداً ،، بأَنتظارِ تحقيقِ الحُلم.

_مابكِ ما هــذآ الشرود؟!
_أَنا أَحنُ لشخصٍ لَم تطأَ قدماي يوماً طَريقه
شخصٌ عَشقتُ كُل تفاصيلهِ الصغيرة
وكأَنهُ وطنٌ يحتويني
ففي كُل ليلة قبل مُعانقةِ الكرى أَحتضنُ صورتهُ وأَغفوا
وَ أَغسلُ بأَدمعي هموم الحنينِ
تعتليني حرارةُ حُضني الذي يغلي شوقاً لضمِ حُجرهِ
وَ استنشاقِ ثراه
أَنهُ كـ الوَجع يقطنُ جَسدي
لٱ أَرجوا الشفاء مِن سقمهِ وَ أَلمه
أَهو داءٌ أَصابني؟!
أَم تراهُ لعنة حَلت بي؟!
أَم عشقٌ خالد يأَبى كُل أَشكال النسيان؟!
أَحكايةٌ روتها شهرزاد؟!
أَم لحنٌ صوفي تسامى بينَ الارواح؟!
كُل ما أَعرفهُ أًن روحي لاتبرح عشقهِ أَبداً.

عُقدّ أَلياسَمينّ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن