القدر!!
لَو نَعلم بِما يخبئهُ لَنا
لرَفضنا أَلعيش فيّ مثلِ حياةٍ كهذه
كَما قالَ دوستويفسكي
في روايَته أَلأَبله
لَو كانَت ولآدَتيّ مَرهونة بأرادَتي لَرفضتُ أًلوجود فيّ ظل ظروف ساخرة أَلى هــذآ أَلحد .بَـ؏ــد إِنتهاء يَوم مُتعب فيّ تَرتيب أَلمَنزل
وَ فَرش أَلأَرضية لأَستِقبال فَصل أَلشِتاء
تَناسيتُ هاتِفي تَماماً
مـعَ حِلول أَلمَساء سَيطرَ أَلأَرهاقُ عَلى جَسدي
ذَهبتُ للخِلود أَلى أَلنوم
رَفعتُ هاتِفي مِن سِلك أَلشاحِن أَلذي بِجانب سَريريّ
لأَتصفحَ بهِ قَليلاً
ضَغطتُ عَلى زر أَلتَشغيل
لأَرى كِثرة أَلأَشعارات
فَـشدَ أَنتباهي إِشعار تِلكَ أَلرسالة
_أَينَ أَنتِ أَليوم أَفتَقدتُكِ؟! .
لأَرُد عَليها بِسُرعة
_أَنشَغلتُ فيّ أَعمالِ أَلمَنزل معَ والدتيّ
أَنا مُرهقة سَأَخلُد أَلى أَلنَـوم
غَداً صَباحاً نَتكَلم.
ليَرُد فيّ نَفس أَللحظة
_أَنتَظريني قليلاً لَـدي بعض أَلكَلام لأَقولهُ لكِ.
_حَسناً أَنا مُتعبة لٱ تَـتأخر.أَحضرتُ بَعض أَلحلوى رَيثما يَعود
أًعتدلتُ بجلسَتي وَمددتُ قَدماي
وَ وضعتُ أَلكيسّ بَينها
بَدأتُ بالأَكل وَ كأَني أَكُلها للمَرةِ أَلأَولى
شَعري مُتناثر وَ أَنا أَبعدهُ مـعَ كُل قَضمة
وَ ردني أَتصال فَجأة أَجَبتهُ بسُرعة
_أَدَم مَرحباً .
نَظر إِليَ بِدهشة وعَينان بَدأَت كأَنها هِلال
مِن إِبتسامِته أَلمُتسِعة
_كَم عُمركِ؟! .
_تِسعةَ عَشر رَبيعاً لما؟! .
كُنت أَتحدث وَ أَنا أَلتَهم بَقايا أَلحَلوى
_أَنتِ تِسعةَ أَعوام .
_عَقدتُ حاجَبيَ بِغَضب وَ أَنا أَبتَلع أَللُقمة أَلتي بِفَمي
_لَستُ طِفلة وَ لستُ تسعةَ أَعوام .
كُنتُ أَتَحدث مَعهُ بِغَضب
لتُصاحبَني أَلحازوقة فَجأة
تَباً لَيس وَقتها
دَخلت مَسامِعي ضحكاتِه أَلعالية
_لَستِ طِفلة أَليسَ كَذلك؟! .
أَردفَ وَلا زآل يُقهقه أَراد أَلهاتِف أَلوقوع مِن يَديه
_أَجل أَلكِبار أَيضاً يُصابونَ بها.
كُنتُ أَتحدث بَينما كانَت تَنتابُني
أَلحازوقة أَللعينة بَين كَلمة وَ أُخرى
بَدوت وَ كأنَني طِفلة حَقاً
_بِشعرُكِ أًلمُبعثَر هــذآ وَ أَلحَلوى أَلتي بيَديكِ
وَ أَلحازوقة أَلتي تَنتابُكِ كالأَطفالِ تَماماً
لذا لٱ تُناقشيني بَـ؏ــد أًلآن بِأَنكِ لستِ طِفلة
هذهِ أَثباتاتٌ كافية .
_عَقدتُ حاجِبيَ بِغَضبٍ وَ صَرختُ
أَدَم كَفاكَ سُخرية أُقسِم لَن أُجيب عَلى أَتصالاتِك أَبداً
لستَ مُجبَراً عَلى أَلتَحدُث معَ طِفلة.
_أَتعتَرفينَ أَلآن بأَنكِ طِفلة؟! .
_تَذمرتُ بِقوة وَ أَنا عَلى وَشكِ أَلبُكاء
لَيست أَلمَرةُ أًلأُولى أَضع نَفسي بمَواقف مُحرجة تَباً لي
أَنتَهت لَيلتُنا بـَ؏ــد تَذمُرات لأَحدنا أَلآخر
إِلا إِنَـني أَستَسلمتُ بأنَـني طِفلةٌ بِنَظره
غَفوتُ دونَ وَعيٍ مِني ليبقى هاتِفي ينتَشي بِصوته.
أنت تقرأ
عُقدّ أَلياسَمينّ.
Romansa_أَلجيلّ أَلجَديد _ثَورة أكتوبَر ، بَغدادُ ٢٠١٩ _بَينَ أَلخَيالِ وَ أًلواقِع _تَركتُ لَكَ الكَثيِرَ مِنيّ فيّ رِواية إِقرأنيّ _حربٌ تُقام دَاخِلَ تِلكَ الفتاة، نِزاعاتٌ طويلةٌ لٱ تَنتهي، بَغدادُها تتصحرّ بِسَببٍ شَحِ مياهِ الحُبّ، أتعبَ حُكمَ ألحَيا...