الفصل الأول
شاب فقير ف ريعان شبابه ف العقد الثاني من عمره يدرس في كليه الحقوق ورغم انه حصل في الثانوية العامة علي مجموع 102% إلا انه كان يحلم بدخول هذا القسم بالذات لينهض ببلده ويصبح وكيلا للنيابة لما رأي في بلده من ظلم وإذلال وهضم لحقوق الفقراء وبالرغم من فقره إلا أن إصراره وعزيمته أقوى من أي شيء
فهذا هو يحيى لا يعرف طريقاً للاستسلام ولا يعرف ما معني كلمه مستحيل فهي ليس لها وجود في قاموسه
فكل ما يوجد في قاموسه هو ) الإصرار...العزيمة.......الوصول للهدف( يحي في آخر سنةٍ في الجامعة ,له أخت أصغر منه بسنةٍ واحده )
سمر( أحبت سمر الحقوق من شده حبها لأخيها فهي كانت تعتمد عليه في النجاح كل سنه, والدتهما فخوره بهما كثيراً, والده مصاب بالقلب يمرض كثيرا لذلك اضطر يحيى ليعمل
عملا إضافيا مع الذهاب إلى الجامعة حتى يوفر مصاريف جامعة أخته وعلاج والده ومصاريف البيت
يحيى وهو في البيت :
أمي انا نازل الشغل محتاجه أي طلب مني يا ست الكل أجيبهولك وأنا جاي
الام: تسلم يا ابني ربنا يستر طريقك يارب ويحفظك من كل شر مش محتاج إنت أي حاجه
يحي: احم .... آه الام : أأمر يا ابني
اقترب منها وقبل يديها : عايزك ماتبطليش دعا ليا خالص يا أمي اصل محتاج دعاكي اوووي
الأم : والله يا ابني بدعيلك من كل قلبي ربنا يسهل طريقك ويرزقك ببنت الحلال
يحيى: يسهل طريقي آه أما بنت الحلال دي لسه بدري وكمان لما نفرح بسمر الاول
الأم: يارب يا ابني اشوفكم انتو الاتنين ف كوشه وحده يارب
يحي وهو يقبل يد أمه : يارب يا ست الكل
نزل يحي إلي عمله سريعا مثل كل يوم ولم يلحظ من كان يراقبه من خلف الباب كل يوم وهو ذاهب إلي عمله ويدعوا له الله أن يحفظه وأن يرزقها به في اقرب وقت في الحلال
(( فهذه هبه التي أحبت بصدق وأخلصت في حبها لمن تحب وتدعوا له الله ف الليل والنهار
فهي فتاه في غاية الجمال والرقة يحب الجميع مصاحبتها والتقرب إليها فهي فتاة في غاية الجدية لا تسمح لأي شاب ان يتحدث إليها أو يقترب منها فهي تكره أن يلمسها أي احد لا يحل لها فهي لا تحب إغضاب ربها وتخلص لحبيبها الذي لا يعلم أنها تحبه ))
بعد أن ذهب يحيى إلي عمله خرجت هبه من بيتها لشراء الأشياء التي طلبتها منها والدتها قبل الذهاب إلي جامعتها مع سمر
وفي نفس اللحظة يتذكر يحي بعد نزوله انه نسي هاتفه النقال الخاص به , فركض سريعا الي البيت حتى يحضر الهاتف قبل أن يأتي الأتوبيس الذي سيقله إلى عمله يصعد يحي السلم مسرعا بينما هبه تنزل أيضا مسرعه وإذا بها وهي تنزل من على الدرج تصطدم بيحيى
يحيى: أ...أ أأنا اسف جدا يا انسه هبه مشفتكيش
هبه وهي تنظر إلى الأرض:ولا يهمك يا أستاذ يحيى بس ابقي خلي بالك بعد كده
يحيى :حاضر ومعلش اسف انا بس متاخر ع شغلي
هبه وهي متفهمه وتنهي الكلام معه: ولا يهمك
ثم نزلت علي الدرج وذهب يحي الي بيته ركضاً
دق قلبها بشده من رؤيته والحديث معه وان كانت بضع كلمات بسيطه
بينما دق هو جرس الباب بقوه وبسرعة حتى لا يتأخر على عمله ويضطر لركوب سيارة أجرة والميزانية لا تسمح
الأم بفزع ودهشة: ايه اللي جرة وبتخبط كده ليه
يحيى: معلش يا امي نسيت الموبايل ومتأخر اووي وخلي البت سمر تخلص بسرعة أنا شفت هبه وهيا نازله تحت
جاءه صوت سمر من خلفه أنا خلصت ونازله اهو يحيى وهو يمسك بهاتفه وينزل بسرعة: طيب
لحق يحيى الأتوبيس في آخر لحظه ركب سريعا وألقي التحية على زملائه في العمل وجلس في المقعد يفكر كيف يتعامل مع زميلته التي تزعجه كثيرا **********
سمر وقد التقت بهبة : معلش والله آسفه اتأخرت عليكي
قبلتها هبه وهيا تصافحها وتبتسم : ولا يهمك ياسموره يلا بقا عشان مانتأخرش اكتر لسه فيه موصلااات كتييييير
ابتسمت سمر لطيبه قلبها: يالا ياهبووووش
هبه مصطنعه الجديه: ايه هبوووش دي مابحبش الدلع ده
سمر:ليه بس ياهبوووووش دا حتي لايق عليكي هبه بدلع لا ماحبوووووش
ضحكت سمر من طريقتها:طب تحبي ادلعك ايه
هبه وهيا تحك برأسها من فوق حجابها : مش عارفه سبيني افكر وهبقي اقولك ضحكت سمر من طريقتها وقلدتها:طب فكري بقا لحد مانوصل وذهب الاثنين ضاحكين من منظرهما ********
وصل يحيى إلى عمله وقد بدأ في العمل بجديه يعهدها عليه الجميع فهو يريد الوصول لأهدافه بأي طريقه فقد كان يعمل تحت إشراف دكتور ف الجامعة له
مكتبه الخاص (مراد خيري)نظرا لتفوقه ف الجامعة فأعجبه حسن خلقه وإصراره على النجاح فقرر أن يكون يحي عاملا تحت يديه فهو يذكره بنفسه أيام صباه
سعد يحي كثير بهذا العمل فهو سوف يكسب من ورائه المال وأيضا الخبرة مما سيساعده للوصول إلى حلمه بسهوله فوافق على طلب مراد
وبينما يعمل إذ يأتي من خلفه صوت أنثوي رقيق إنها الآنسة رنا التي تزعجه كثيرا
يا أستاذ يحيى صباح الخيييييير
يحي بضيق ولم ينظر إليها:صباح الخير يا انسه رنا
عمر: زميل يحيى ف العمل وهو معهم ف نفس الغرفة:هو الصباح مخصص ليحيى بس ولا إيه يا آنسه......رنا
نظرت له رنا نظره جانبيه:معلش يا أستاذ عمر ما أخدتش بالي من حضرتك نظر لها نظرة سخريه وتقليل من الشأن
صرخ بهم يحيى: وراياااا شغل كتير مش عارف اركز منكو اسكتو بقا صمت الجميع وبدأو ف العمل ************
سمر:اووووف الجو حر اوووي مش قادره استحمل
هبه مش عارفه ايه القرف ده الأتوبيس زحمه كده ليه وبصي بقا الواد اللي بيقعد يتلزق ف البناات اهو جاي علينا اهو
سمر طب خليه بس كده يجي ورانا وانتي هتلاقي اللي ف رجلي بقا ف ايدي هبه مبتسمه طب يا ست البلطجيه خلاص هننزل اهو سمر وهيا ترفع رأسها بتعالي : احم احم انا محدش يقدر عليا
نزلا من الأتوبيس ودخلا إلى المحاضره فهما في نفس السنه الدراسية بدأ دكتور
احمد ف شرح مادته والجميع منتبه إلا شخص واحد يظل يفكر في كيف سيعترف لها بحبه وبينما هيثم مستغرق في أفكاره وعينيه مرتكزتان عليها أوقفه د/احمد _هيثم قولي أنا كنت بقول إيه
هيثم ف ارتباك:مش عارف.......مكنتش مركز
د/أحمد بغضب واضح ف عينيه ولما أنت مش مركز معايا كنت مركز في ايه وبتفكر في إيه
هيثم بعدم وعي: في هبه كنت بفكر فيها وازاي هقولها اني معجب بيها
تحول نظر الجميع من هيثم الي هبه التي لم تنظر له منذ أن أوقفه د/احمدتضايق د/احمد كثيرا من وقاحة هيثم وعدم احترامه له وايضا احراجه لهبه التي يشهد الجميع بإحترامها وامتيازها فطرده الدكتور من المحاضرة بعد أن اعلمه الدكتور بانه سيرسب ف مادته ولن يحضر له محاضره بعد الان
نظر هيثم الي هبه التي احمر وجهها خجلا وغضبا وكره فطاطأ راسه وخرج من القاعه
قال د/احمد بلهجه بها كثير من الغضب المحاضرة خلصت ......آنسه هبه حصليني على المكتب
*********
دخل الدكتور مراد المكتب ثم حيا ثلاثتهم ثم قال في هدوء يحيى تعالى عايزك في المكتب شويه
قلق يحيى من نبره صوت أستاذه فتوقع أن يكون قد خسر القضية الأخيرة فدخل ورائه وكل تفكيره كيف سيواسيه بعد دخولهما المكتب
مراد: اتفضل اقعد
يحيى شكرا يا دكتور خير ان شاء الله
مراد: انت عارف انا بثق فيك قد ايه مش كده اومأ يحيى رأسه بعدم فهم
فأكمل مراد انا بعتبرك ابني الكبير وطالب منك خدمه عايزك تقعد مع اخوك الصغير وتتكلم معاه
يحيى بقلق خير يا دكتور ماله
مراد بتنهيده يخرج بها كل مشاكل ابنه التي لا تتوقف ابدا : ابني خلاص يا يحيى انا زهقت منه وفقدت فيه الأمل ضاعت تربيتي فيه مش عارف اعمل معاه إيه يحي بعدم فهم خير يا دكتور في إيه
مراد : النهارده دكتور احمد كلمني وقالي ........ثم سرد له ماحدث ف المحاضرة ويكمل :غير كده كمان مش بيذاكر ولا ف دماغه تعليم غير شوية الشباب الفاسدين اللي ماشي معاهم مش عارف ابعده عنهم وهو يا ابني دلوقتي مش عايز اب ينصحه دا عايز واحد زيه يتكلم معاه ويفهمه الصح من الغلط وهو بيحبك جدا يا يحيى وبيسمع كلامك عايزك تقعد معاه وتكلمه
يحي حاضر يا دكتور اول ما أروح هكلمه على طول وهقابله النهارده إن شاء الله مراد بامتنان تسلم يا ابني أنا عارف ان صلاحه على إيدك إن شاء الله ************
ذهبت هبه خلف الدكتور خائفه مما سيلقيه عليها من لوم ممسكه في يد سمر بشده من كثره الخوف والحرج فهي أصبحت حديث الجامعة دخلا المكتب الخاص بدكتور أحمد
د/أحمد بغضب:عايز بقا تفسير للي حصل ذبها واحد ذبه يتجرأ يقول كده أكيد إنتِ اللي ادتيلو ريق حلو من الأول
هبه وقد اجهشت بالبكاء: والله ابدا يا دكتور أنا حتى معرفش شكله ولا ليا علاقه بيه
د/أحمد بعد هدوء:يا بنتي أنا بخاف عليكي جدا انتي متعرفيش معزتك ف قلبي قد ايه انا مش عايز يقول حد يقول ف حقك كلمه وحشه
هبه وانا مالي انا هو انا يعني اللي كنت قولتله يقول كده انا اصلا معرفش عنه أي حاجه انا ذنبي ايه واحد ذبه يقول عليا كده ويخلي سيرتي على كل لسان د/أحمد بغيظ متخفيش اللي هيجيب سيرتك هقطعلو لسانه هدأها د/أحمد قليلا ثم اذن لها بالانصراف ثم امسك هاتفه
خرجت هبة من المكتب وقابلت سمر التي كانت تنتظرها ف الخارج بقلق سمر: أخيرا طلعتي أنا كنت قلقانه عليكي اوووي ايه اللي حصل جوه هبه تحكي لها حوارها مع د/أحمد
**********
ضغط يحيى على الأرقام وانتظر الإجابةهيثم الووووووووووو
يحيى ضاحكا:وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
هيثم وقد عرفه:هههههههههههه اهلا اهلا يا استاذ يحيى عاش من شافك ياجدع وسمع صوتك
يحيى :والله انت كمان واحشني وبتصل اطمن عليك اهوو انت اخبارك ايه هيثم تمام اوووي اول ماسمعت صوتك يحيى:هههههههه تشكر ياهيثووم
هيثم:ههههههه ماشي يايحيى هعدهالك المرادي يحيى بجديه:عامل إيه في الكليه
هيثم:وهو يخفض صوته حتى لا يسمعه والده فهو لا يعرف أنه علي دراية بكل شيء
والله يا يحيى أخبار متسرش بقولك إيه تعالى نتقابل بره واحكيلك يحيى فرحا بان الطلب جاء من هيثم وليس منه هو حتي يسهل عليه الكلام هتف يحيى بمرح : اشطا هقابلك كمان ساعة كده اكون جهزت وهنزل على طول هيثم خلاص اشطا مستنيك على كافتيريا الكورنيش يحيى :كورنيش ايه ياعم انت بتكلم حبيبتك
هيثم ياريت ياعم حببتي تعبرني بس بصه دا انا حافظ قفاها اكتر من وشها يحي ضاحكا: خلاص خلاص صعبت عليا هتأكلني ايه بقا ع الكورنيش هيثم وقد رقق صوته ونعمه قليلا: دره مشوي وترمس ياروحي
ضحك يحيى بصوت عالي: روحي لاااااا دا انت حالتك صعبه اوووي انا جايلك حالا
ضحك هيثم:اشطا يامعلم مستنيك ع الكورنيش يحيى : هههههههههههه ماشي سلام هيثم : سلاااام
يغلق يحيى الخط ليستعد للنزول ************والدة هبه: ايه يابنتي مش هتاكلي
هبه : لا ياماما مليش نفس عايزه انام تعبانه
والده هبه بقلق:مالك يا بنتي فيكي إيه
هبه:مفيش يا ماما تعبانه شوية ياحبيبتي واول ما أصحي هبقى زي الفل والدتها: ماشي يا بنتي زي ما تحبي تصبحي على خير هبه: وانتي من أهل الجنة يا ماما ***********
هم يحي بالخروج حتي نادت عليه اخته سمر :يحيى انت رايح فينيحي: نازل تحت عايزه حاجه اجبهالك معاياسمر:لا ياحبيبي عايزه سلامتك يحي تسلمي ياسموره يلا سلام
سمر: ف رعايه الله ياحبيبي ربنا يحفظك من كل شر خلي بالك من نفسك يحي:اميييييييين
واغلق الباب خلفه وهم بالنزول *************
بعد نزول يحيى من البيت ينادي والد يحيي بصوت خافت لا يسمعه الا من كان بجواره : سمر ... سمر
بينما ينادي تدخل ام يحيى الي الغرفه والدة يحيى : يالهوي مالك يا ابو يحيى فيك ايه والد يحيى )عثمان( بصوت خافت : كباية ميه عاي......
والده يحيى : ياسمر الحقيني يابنتي ابوكي اغما عليه وكان بينهت مش عارفه ماله
سمر تركض مسرعه وهي تلف الطرحه علي رأسها : يحيى لسه نازل هنادي علي عمو أيمن ابو هبه ييجي عشان ننقله للمستشفى
يذهب أيمن ووالده يحيى وسمر الى المشفى مع الإسعاف التي أتت لتقل عثمان ***************يحي يصل الي الكورنيش ويجول بنظره باحثاً عن هيثم ويجده يشير له من بعيد فيذهب اليه
اهلا ياهيثوووم واحشني ياجدع
هيثم اهلا يا يحيى باشا ياللي مش معبرنا خالص وبتتصل كل فين وفين يحيى :قال يعني انت اللي مقطعنا اتصالات ياعم اجري كده هنرش ميه هيثم معلش يابيبي والله مشغول عنك شويه
يحي بفزع ودهشه مصطنعه:ايه بتقول ايه مشغول عني في ايه بقا ومع مين اعترف يلا بسرعه عرفت عليا كام واحد
ضحك هيثم بصوت عالي من طريقته التي يقلد بها البنات ببراعه وقال:لا ياروحي اهدي بس انتي اللي ف القلب ومتشاله جوا العين
يحي وهو يصطنع الجديه :ااااااااه بحسب فين الترمس ياض ضحك هيثم: تعال بس ياعم لما نقعد الاول وهجبلك اللي انت عايزه
ذهبا ليجلسا سويا امام احدي الكافتريات التي اعتادا الجلوس عليها امام النيليحيى بجديه:قولي بقا ياعم عامل ايه ف الجامعه
هيثم بحزن هسقط في مادة الدكتور احمد
يحيى بدهشه مصطنعه فهو يعلم ماحدث: ايه ازاي الكلام ده
سرد عليه هيثم ماحدث ف المحاضره وكيف كانت طريقته وقحه ف التعبير بحبه للفتاه
:تفهم يحيى الوضع ثم قال له
بص ياهيثم انا هقولك على حاجه ودي نصيحه من اخ كبير انت دلوقتي مش قد الحب ولا قد الجواز انت لسه طالب ياهيثم لسه قدامك وقت طويل اوووي على الحب والجواز ده لسه قدامك سنتين دراسه ولازم تشتغل وتعتمد على نفسك قبل ما تروح تتقدم لازم وانت داخل على أهلها تكون جاهز من كل حاجه والاهم بقا دلوقتي انك تذاكر وترضي والدك عشان لما تعوز حاجه يرضيك هو بعد كده واهم حاجه لازم تسيبك من البنت دي دلوقتي وتركز في مذاكرتك وتعتذر لدكتور احمد على اللي انت عملته واكيد طبعا مش هتروح تكلم البنت وتعتذرلها سيب ليا انا الموضوع ده
هيثم مطأطأ رأسه:وانت يعني هتعتذرلها ازاي ذبها ماتعرفهاش.......