خرج يحي من منزل عمر بعد ان وعده بالقاء قريب واتصال عندما يأخذ الرد من والد هبه فسلم عليه عمر وحياه ووعده ع ان ينتظر مكالمته ع احر من الجمروصل يحي البيت متأخرا بعض الشئ طمئن والده ع مصطفي اخو عمر واعلم والده بأنه اخبر مصطفي انه تم تقديم الخطبه كما يريدون واستأذن وذهب الي غرفته وصلي القيام كما هوا معتاد وبعدها ذهب الي سريره ونام
دق جرس الباب فذهبت الام لتفتح الباب فإذ بها تجد شخص غريب من خلفه لا تعرفه هيا
رجل بانت عليه علامات الوقار والصلاح تكسوا لحيته وجهه الابيض الذي يشع منه النور كان قلبها يدق بشده تشعر انها تعرفه استغربت وسألته عن هويته
الام من خلف الباب: مين حضرتك وعايز مين
دخل الشاب البيت من قبل ان تأذن له ومسك يديها وقبلها بقوه حتي غرقت يدي
المراءه بالدموع من عيني الرجل استغربت كثيرا من فعله وكادت ان تصرخ ولاكنه اوقفها بكلمه امي الم تعرفيني
دق قلبها بشده ثم اردفت قائله وهي تمسك وجهه بين يديها تترقب ملامحه: انت بجد
نظر لها بحنان وهوا يقول ايوه يا امي انا بجد
حضنته امه كثيرا وظلت تبكي بشده ع فقدانها له شهورا كثيرا لقد غيره السجن
كثيرا وغير ملامحه ايضا ظلا يبكيان كثيرا وهي تضمه الي صدرها وتشكر الله ع رجوع ابنها سالم غانم
نزل يحي لصلاه الفجر وبينما هوا ف طريقه للعوده من المسجد رأي والد هبه فعزم ع ان يفاتحه ف الموضوع
يحي للحج ايمن: السلام عليكم ازيك ياعمي
ابتسم له ايمن وهو يقول: وعليكم السلام ازيك يايحي عامل ايه وزي والدك يحي : الحمدلله كلهم كويسين
ثم قال بخجل: كنت عايز افاتح حضرتك ف موضوع ايمن بأنصاط: اتفضل يابني قول
يحي: كنت بستأذن حضرتك نخلي الخطوبه بعد الامتحانات دي
ايمن بتفكير: هوا احنا يابني مش كنا متفقين لما يخلصوا دراستهم خالص وتكون كونت نفسك
يحي: ايوه ياعمي اتفقنا ع كده وانا ممكن بردوا اخلص تكوين نفسي واحنا
مخطوبين
ايمن : بس انا مابحبش بنتي تتخطب وقت طويل انا مش عايز الخطوبه تطولايمن: ماهي مش هتطول انا كده كده بشتغل من زمان ومعايا قرشين كويسين
الحمدلله ودي اخر سنه ليا هخلص امتحانات وهخلص كمان المجستير وف اقل من سنه هكون خلصت كل الابحاث وبقيت وكيل نيابه كمان ان شاء الله
ايمن وهو ينظر ليحي بحده: كل ده كلام جميل وان شاء الله هيحصل وبأذن الله
تحققوا بس بردوا الاتفاق اتفاق حاول يحي اقناعه ولاكنه رفض فرجع لبيته حزيناعندما دخل البيت وجد الجميع مستيقز ووالدته قد اعدت الفطور ووالده فتح التلفاز لمتابعه الاخبار بعد ان جاء من صلاه الفجر هوا الاخر قبل يحي وسمر ف غرفتها تذاكر دروسها
لم يحاول اظهار حزنه للعائلته فدخل غرفته وصلي ركعتين قضاء حاجه ودعي الله عز وجل ان يلين قلب ابو هبه عليه وان يحفظ له قلبه فقد شعر بأن هذا عقاب من الله لانه انشغل عنه واشغل قلبه بحب هبه عوضا عن ان يملئ قلبه بحب الله ظل يدعوا ويستغفر كثيرا حتي نام ع سجادته
واستيقظ ع رن جرس هاتفه اخرجه من جيبه بتكاسل وهو يقوم ويعدل من نفسه رد يحي ع الرقم الغريب: السلام عليكم
هيثم: وعليكم السلامه ورحمه الله وبركاته ماهي اخبارك اخي يحي
استغرب كثيرا من هذا الرجل الذي يعرف اسمه وايضا من طريقه لهجته فأجاب يحي باستنكار: مين معايا حضرتك تعرفني
رد هيثم: وكيف لا اعرفك وقد كنت في يوم من الايام فعلت بك المكروه ومشيت ف طريق الضلال فكنت انت اول ناصح لي وايضا كنت سبب في ادخالي السجن بسبب ضربك ع رأسك اتذكرني الاء
اندهش يحي كثيرا من المفاجأه يا الله انه هيثم
صرخ يحي في فرح : مش معقول هيثم انت خرجت امتا
ابتسم هيثم واجاب لم اجرج الا من يومين فقط وودت لو التقي بك لاراك فقد اشتقت اليك كثيرا ولاكن سأتغط ع نفسي وانتظر حتي تنتهي من امتحاناتك حتي لا اشغلك واكون انا ايضا رجعت من سفري لقد سافرت لاسلم ع اهلي
فرح يحي كثيرا من مكالمت هيثم هذه وانسته حزنه وواغلق الخط ع وعد الاقاء بعد الامتحانات وان يفهم من هيثم كيف تم خروجه وصلاح حاله نادي والد هبه عليها: فأجابت لندائه هبه: نعم يابابا حضرتك عايزني ف حاجه ايمن: ايوه تعالي اقعدي ياهبه عايزك ف موضوع هبه: خير يابابا
ايمن: يحي كلمني النهاردا وعايز يقدم الخطوبه انتي ايه رايك هبه بخجل: راي من راي حضرتك يابابا فأجابها بسرعه: وانا رفضت
صعقها رد والدها وبدأت الدهشه ع ملامحها
هبه بحزن : اللي تشوفوا يابابا لو ده اللي حضرتك عايزوا خلاص ماشي تنهد الاب براحه ثم قال عارفه رفضت ليه فنظرت له: لييه
فأكمل: يحي ولد طموح اووي من وانتو صغيرين واحنا كلنا عارفين ان يحي هيبقي حاجه كبيره اوووي وهيعمل انجازات كتير. وانا مش عايز اي حاجه ف الدنيا تعطلوا عن كده حتي لو كانت بتني انتي ماتعرفيش انا بحبوا قد ايه ونفسي اشوفوا احسن واحد ف الدنيا وانا عارف لو اتخطبتوا دلوقتي هينشغل كتير عن حلمو واللي هيعملوا ف سنه دلوقتي هيعملوا بعد كده ف تلت واربع سنين لو بتحبيه فعلا يابنتي وعايزاه ادعيلوا واستنوا شويه لما يحي فعلا يعتمد ع نفسوا ويبقي حاجه كويسه ويحقق حلموا
لم تعترض هبه ع كلمه واحده من كلام ابيها بل شعرت بساعده من ان والدها يخاف
ع يحي ويرعي مصالحه كولده بالتمام
انشغل يحي وهبه وسمر في الامتحانات وبداو يجتهدون في استذكار دروسهم انتهت الامتحانات ع خير
اتصل يحي بهيثم في اليوم الذي اتنهي منه امتحاناته يحي: السلام عليكم
هيثم: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يحي: ازيك ياهيثم واحشني والله هيثم: بخير ولله الحمد يحي : عايزه اشوفك هيثم: حسنا نتقابل بعد ساعه يحي: تمام ماشي في مكنا بقا
هيثم : لا اخي لم اعد احب الجلوس في المقاهي تعال نتقابل في المسجد الخاص بالمدينيه
يحي ياستغراب: ماشي مافيش مشاكل هيثم: حسنا بعد ساعه اقابلك ان شاء الرحمن يحي: ماشي ان شاء الله
اغلق الخط وهو مستغرب تماما من هيثم الذي يتكلم هكذا وبدأ عليه الهدوء يالا اهو كلها ساعه اقابلوا وافهم منو كل حاجه ثم ذهب يحي ليستعد للنزول
كانت هبه تسمع التلفاز فبدأت تقلب في قنواته الي ان توقفت عند شيخ يتحدث عن
(الحجاب الشرعي للمراءه ) النقاب
ارتاحت هبه كثيرا لكلامه وهي تستمع اليه اتصلت بسمر لكي تستمع هيا الاخري اليه
كان الشيخ يتحدث عن فضل النقاب ويحث الفتيات ع الوقايه من الفتن وان يساعدن الشباب ع غض النظر فالفتيات اساس الفتنه وهن من يكون منهن الاستجابه الي الفتيان او لا الفتاه هي التي بستطاعتها صد الشاب او اعطائه مايريد فامنتقبه تقي نفسها من الفتن وتحمي نفسها من اعين الرجال ويحترمها الناس ويقدرونها ظلت تستمع كثيرا الي ان اقتنعت بالنقاب وارادت لبسه
بعد ان انتهت الحلقه اتصلت بسمر فوجدتها تبكي فدق قلبها خوفا من ان يكون
اصابها مكروه فأستأذنت سمر من هبه بأن تاني لها فوافقت هبه غ الفور بل ونهرتها ع الاستأذان
استأذنت سمر من والدتها ان تجلس مع هبه قليلا فأذنت لها
دخل يحي المسجد والتفت حوله ليري هيثم لم يجد ف المسجد احد فجلس يم نتظر هيثم بعد ان صلي ركعتي دخول المسجد
بعد قليل دخل رجل لم يعرفه هيثم ولاكنه صلي ركعتين اولا ثم اتجه ناحيه يحي هيثم: السلام عليكن ورحمه الله وبركاته ماهي اخبارك اخي يحي اندهش يحي من هذا الرجل الذي يعرفه ولاكن كان صوته مألوفأ يحي: الحمدلله بخير ثم قال ف ترقب : انت هيثم
ابتسم هيثم ابتسامه عذبه: نعم اخي لقد عرفتني
قام يحي من مكانه وعاق هيثم كثيرا وقد نسي ماكان بينهما سابقا تعانقا كثيرا واطمن كل واحد منهم ع الاخر سال يحي هيثم عن كيف تبدل حاله هكذا فرد هيثم: اسمع قصتي
بعد ان دخلت السجن عوقبت بدخول غرفه منفرده كنت اختنق من الرائحه الكريهه كنت استرجي حارس السجن بأن يفتح لي باب الزنزانه قليلا لتهويه فكان يرفض وبشده وينهرني عندما اطلب ذالك ويقول لي لماذ تفعلون اخطأ لماذا تأذون الشباب لماذا تفعلون الفواحش الا تخافون من الله الذي خلقكم الا تخاف وانت تعصيه انت تخاف من اباك ان يراك تفعل الخطأ وتناظر ان يخرج من البيت لتفعل مايحلوا لك فكيف لاتخاف من الله الذي خلقك انت ووالدك الا تخاف من الله الذي يكون عقابه اشد قسوه من عقاب اباك الا تخافون الله الاتخافون
في كل مره كان يقول لي فيها هذا الكلام كان قلبي يعصر الاما كنت دائما اشعر بألم في قلبي عندما يقول لي رائحه السجن هذه لن تكون اقل نتنا من رائحتي عند موتي كنت اخاف كثيرا فعزمت ع التوبه الي الله والرجوع اليه
كان الحارس يمن علي بالماء لكي اتوضأ لم اكن اتوضأ وضوئا صحيحا ولم اعلم ايضا كيف تصلي الصلاه فأنا منذ السابعه من عمري وابي يعلمني الصلاه وكان يظل وراي حتي اصلي ولاكني كنت اتهرب منه كثيرا واحيانا ادعي انني اصلي فابطبع نسيت صلاتي
احس الحارث مني الصدق في الرجوع الي الله فأستأذن لي المأمور بأن اذهب للسجن الجماعي فهو يعلم به رجل تقي صالح سيعلمني الكثير عن ديني فأذن له المأمور واخذني الحارث الي السجن الجماعي
واول مافتح لي باب الزنزانه الاخري رايت اناس لم ارها من قبل وجوهم من نور حتي رائحه الزنزانه من يدخلها يشم رائحه المسك دخلت وسلمت عليهم فشعرت معهم في راحه كبيره اشار الحارث الي شاب هناك يجلس في اخر الغرفه ممسك بمصحف في يده
فذهبت اليه وكان اسمه محمد علي اسم نبينا محمد صل الله عليه وسلم فقلت له انني اريد ان اتعلم كل شي عن ديني فرحب بي كثيرا كانت ابتسامته تذيب قلبيبدأ في تعليمي الوضوء والصلاه وتعاليم ديني كلها كنت اجلس مع كل واحد منهم اسمع منه شيئا جديدا واتعلم شيئا جديدا حتي صلح الله حالي وتبت الي الله وبدأت اصلي جميع فروضي ف اوقاتها مع السنن والنوافل واكثر من صلاه القيام وادعوا الله ان يخرجني من هنا قريبا وكنت اصوم يوم وافطر يوم صيام سيدنا داود عليه السلام وكنت اصبر ع المصائب كصبر سيدنا ايوب تعلمت جميع قصص الانبياء فكنت اخذ منهم العبره والعظه وعزمت علي ان لا يكون حديثي الا بالغله العربيه الفصحي وهي لغه القران ولغه حبيبي محمد صل الله عليه وسلم لقد كان كل يوم يمر علي اشعر بأنه دهر كامل لقد فقدت احبتي كنت ادعوا الله ان تسامحني انت وكل من ظلمته كنت لا انساك في دعائي دائما فقد اذيتك كثيرا وظلمت ابي معي فأدعوا الله ان يغفر لي لقد من الله علي كثيرا واعطاني من نعمه الكثير فقررت اعفاء لحيتي وان اسير ع منهج رسولي وعندما اخرج من سجني سأدعوا الناس الي عباده الله واذكرهم بالجنه التي يكون فيها مالا عين رأت ولا اذن سمعت قررت ان
اذكرهم بوعيد الله وان هناك نار يجب ان يحزروا منها ويتقوا الله في جميع امورهمدمعت عيون يحي من كلام هيثم ودعي الله ان يسدد خطاه وان يثبت قلبه وسامح هيثم ع جميع مافعله بيه سابقا
نزلت سمر لهبه وجلسا في غرفه هبه هبه: خير ياحببتي كنتي بتعيطي ليه