الفصل الثامن

235 21 0
                                    

صرخت الام بشده علي فقدان زوجها وقره عينها ابو اولادها صرخت من صميم  اعماق قلبها حزنا عليه لقد كانت تحبه بشده
اما سمر لم تكن تتوقع انها فقدت ابيها هكذا لم تكن تتخيل ان الله لم يستجب لهابكي الجميع بحرقه علي فراق هذا الرجل الطيب مراد يبكي والحاج ايمن وعمر يبكي الجميع لم يتحكم احد منهم في عبراته بكي الجميع بحرقه ويحي نائم في ملكوت اخر لايشعر بأحد تحاول الممرضه التي جاءت اليهم بهذا الخبر ان تواسيهم وتخفف عنهم ولكنها لم تستطع فأي كلام يقال في هذا الموقف واي مواساه تواسيها اليهم حاولت ايضا الممرضه الاخري ان تبذل مافي وسعها لتهدأتهم ولاكن لا احد   منهم يفلح
اجمع مراد قواه وذهب الي مدير المشفي لاجراءات الدفن والخروج من المستشفي بعد ان اخبرته الممرضه بأنه لابد من هذا ذهب الي مكتب المدير لعمل جميع  الإجرات
مراد للمدير؛ السلام عليكم لو سمحت عايز اخد الحج عثمان ايه المطلوب
المدير: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته حضرتك عايز تخدوا ليه يافندم حالتو  دلوقتي ماتسمحش
مراد: ماتسمحش ازاي لا معلش احنا عايزينوا
توقع مراد ان المدير يريد بعض المال فأردف قائلا: انا مستعد لاي تكاليف بس  المهم نخرجوا من هنا
المدير وهو مستعجب من اصرار الرجل ع اخذ الحاله هكذا: هوا ايه بس التقصير اللي حصل يافندم عشان حضرتك تستعجل ف اخد الحاج كده دا لسه الكشف جايلي
حالا وحالتوا ماتسمحش بالخروج
كان مراد مصدوم من كلام المدير كيف حالته لم تتحسن بعد وقد اخبرتهم 
الممرضه بأنه قد مات
قال للدكتور بدهشه: هوا مين اللي حالتوا ماتسمحش بانوا يخرج هوا مش مات
نظر له المدير في دهشه: مين اللي المات الحج عثمان عمل العمليه وهيبقي بخير ان  شاء الله بس يفوق من البنج بس انا لسه جايلي تقرير الدكتور حالا  عندما اكمل كلامه وجد مراد قد خر ع الارض ساجدا يشكر الله تعالي
استعجب مدير المشفي ثم قال في استنكار: هوا في حد قال لحضرتك انو مات
مراد وهو يقف من ع الارض ويمسح دموعه: في ممرضه جت قالت كده بس اكيد  ماكنتش تقصدنا واتلخبطت
  المدير بغضب: ممكن تبعتهالي
مراد يحاول تهدأت الموقف: خلاص ماحصلش حاجه مافيش مشاكل اكيد
ماتقصدش
غضب مدير المشفي من هذه الممرضه التي كانت في قمه الغباء كيف تلعب  بأعصاب هؤلاء الناس فهذه روح وبالطبع روح حبيبه ع قلوبهم استأءذن مراد ليذهب للجميع ليزف اليهم الخبر السار
**********
في الغرفه التي بها يحي من بين صرخات والالم ودموع لم تخف ع فراق الاب   طرق باب الغرفه الدكتور ع الباب المفتوح ثم دخل عليهم مبتسم والقي التحيهاستعجب كثيرا من منظرهم لماذا يبكون هكذا ولما كل هذه الدموع ان يحي نائم فقط   ولم يمت لماذا كل هذا الصراخ والوجع
  الدكتور باستنكار: خير ياجماعه مالكوا الحاله مش مستهله كل ده  الحاج ايمن والد هبه) مش مستهله ازاي يا دكتور مخلاص اللي راح راح استعجب الدكتور ثم قال : هوا ايه اللي راح المريض نايم بس ممتش يعني
نظروا اليه جمعيا في دهشه وقال عمر؛ مين دا اللي نايم احنا مش زعلانين على   يحي احنا عارفين انو بخير احنا زعلانين ع والدو اتوفي النهارده  استعجب الدكتور من الذي توفي لا يوجد ف المشفي غير حاله وافاه واحده امسك بالملف الذي كان معلق في اخر سرير يحي وقرأ الاسم: يحي عثمان ولكن لايوجد من اسمه عثمان توفي اليوم بالمشفي
  نظر اليهم جميعا ثم قال : مين اللي قالكوا انو توفي
اشارت سمر من وسط دموعها ع الممرضه التي جائت لهم بالخبر: الانسه دي هيا   اللي بلغتنا الخبر ده ثم اجهشت ف البكاء
نظر لها الدكتور بعينين حمراوين ثم قال ف استنكار: مين اللي قالك ان الحاج  عثمان مات النهاردا
نظرت الممرضه للدكتور في دهشه ثم اردفت قائله دكتور زوهير هوا اللي قالي  بلغي غرفه رقم ٣٢ ان الحاله توفت وانهم لازم يستلموها بسرعه عشان تتدفن  احمرت عيني الدكتور من هذه الممرضه الحمقاء ما الذي فعلته
امسك الدكتور يد الممرضه بقوه ودفعها دفعه قويه نحو الباب ثم قال في غضب  وصوته يرتفع قليلا: بصي كده ع رقم الغرفه
نظرت الممرضه بدهشه ماهذا انها ليست الغرفه المطلوبه نظر لها الدكتور بحنق: اقري كده الرقم
الممرضه وهي تشعر بالخجل والاسف:٢٣
ياالله انه خطأ فادح ماذا سيفعلون بها الان بطبع سوف تطرد وتشرد على هذا الخطأ الفادح لقد دخلت الحزن والاسي ع هذه العائله المسكينه ماذا تفعل الان : يارب  سترك يارب سترك
: كان الجميع في حاله من الذهول
اردفت الام قائله: انا مش فاهمه حاجه ايه ده يعني ابو يحي عايش ولا
طرق الدكتور راسه بأسف وبجانبه الممرضه تكاد تموت من الحرج: بجد انا اسف ياجماعه الخبر جه غلط والممرضه دي هتتعاقب اشد عقاب بسبب عدم تركزها
الحاله كويسه والحمدلله دكتور زوهير لسه ماقبلني ف الطرقه من شويه ومطمني ع حاله الحج عثمان وانو هيفوق من البنج ع طول اما في حاله تانيه توفت وبعت   الممرضه تبلغ الاهل ولكنها جات هنا غلط
الجميع مندهش وفرح تبدلت دموع الحزن بدموع الفرح ثم اطلقت الام زغروطه  خفيفه فقد راعت ان هناك ميت ف المشفي ولكنها لاتستطيع ان تخفي فرحتها                                            ******
سمع مراد صوت الزغروطه من امام الباب فضحك بشده وقد علم انهم عرفوا   الخبر
  دخل عليهم وهو يضحك: انتو عرفتوا الخبر انا اول ماسمعت ماصدقتش
هبه واخيرا قد نطقت من وسط دهشتها ايضا فعقلها لم يستوعب الخبر: شوفت يا   دكتور الحمدلله عمو عثمان طلع عايش مامتش الحمدلله  ابتسم الجميع ف رضا وقالوا في نفس واحد: الحمدلله
  استأذن الدكتور منهم ع وعد بأن يتم التحقيق مع الممرضه
اردف مراد قائلا بسرعه: لو سمحت يا دكتور احنا مش عايزين حد يحقق معاها هيا اكيد من لهفتها وانها عايزه تقول الخبر بسرعه اتلخبطت احنا مسامحينها كلنا ومش   عايزين تحقيق ولا حاجه
ابتسمت الممرضه وشكرته بشده ع تسامحه يالهم من اناس طيبون يبادلون السيئه   بالحسنه ويعفوا عمن اساء اليهم ااااااه يالهم من اناس طيبو القلب  ابتسمت بخجل وحياء وشكرتهم كثيرا ع هذا التسامح
ثم استأذنت بالخروج خلف الدكتور الذي كان يشتعل غيظا فهو يؤمن بأن من اخطأ  يجب ان يعاقب
*******                                          
  دخل الجميع في لهفه الي الغرفه التي يرقد بها الحاج) عثمان( والد يحي
ارتمت زوجته في لهفه عند قديمه وبدأت في تقبيل يد زوجها ومن ثم وجه استغرب   عثمان من فعلها فهو شبه لم يفق بعد فمعول البنج لم يزل بالكامل
الجميع يبكون فرحا: اردف مراد قائلا ومن بعده ايمن؛ حمدلله ع سلامتك ياحج  عثمان والله خضتنا عليك الحمدلله انك بخير
عمر امام الجميع وهو ينظر الي الحج عثمان: يالا بقا ياحج فوق كده وروق عايزين نفرح بقا ثم رفع نظره الي سمر التي ابتسمت ف خجل ثم قالت لوالدها: خضتني  عليك يابابا اوووي حمدلله ع سلامتك
نظر اليها والدها في حنان ثم قال لها: اخوكي عامل ايه سمر فاق ولا لسه
سمر وهي تبادل والدها النظرات يحي بخير يابابا الحمدلله وقرب يفوق ماتقلقش  عليه يابابا خليك في صحتك انت الاب: اللهم لك الحمد
دخلت الممرضه في هذه اللحظه وهي تقول : الاستاذ بحي فاق والدكتور كتبلوا ع   خروج
دق قلب يحي فرحا الحمدلله اطمئت ع جبيب قلبها ووالده
قال ايمن وهو يوجه نظره للمرضه: طب والحج عثمان هيخرج امتا يابنتيابتسمت له ثم. قالت : يقدر يخرج اول مايفوق خالص ثم همت بالخروج بعد ان  رسمت ع وجه الجميع البسمه ثم قالت : حمدلله ع سلامتهم الجميع في ارتياح :الحمدلله
  ذهب ايمن وعمر لياتوا بيحي الذي افاق الي غرفه ابيه
اجتمع الجميع حول عثمان الذي بحمدلله افاق افاقه تامه ثم استعدوا جميعا للذهاب   الي البيت





احببتها لدعائها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن