٢٠ والاخير

252 16 0
                                    

جلست سمر لتتلو علي هيثم الايات التي تحفظها كل يوم فهذه هي عادتهم كل يوم بعد رجوع هيثم من عمله تبدأ سمر بتسميع ماحفظت وفي يوم الجمعه اجازه هيثم يراجعان سويا ماحفظاه خلال الاسبوع بعد ان انتهت سمر من تسميعها ذهب هيثم  لاداء فريضه الجمعه بعد ان اخبر سمر بأنهما سيذهبان اليوم الي زياره الأهل
جلس كلا من هيثم ويحي بجوار بعضهما في المسجد يستمعان للخطبه وبعد الأنتهاء   من الصلاه
وقف كلاهما خارج المسجد يتحدثان وقد اخبر هيثم يحي بأنهم سيتقابلون ليذهبوا الي   اهاليهم ليطمئنوا عليهم فهذه هي عادتهم كل جمعه
  اتفق الأثنان علي الذهاب بعد المغرب ثم رحل كلا منهما الي بيته
في الطريق رن هاتف يحي فأخرجه من جيبه فوجده دكتور مراد فأبتسم وضغط   علي زر الرد وقال: السلام عليكم
  مراد بصوت متغير قليلا: وعليكم السلام ازيك يايحي
  يحي قلقا من صوته: الحمدلله خير يا دكتور صوت حضرتك مالوا  مراد: مافيش يابني بس عايزك
  يحي: حاضر يا دكتور هاجي لحضرتك حالا
ظل يحي قلقا علي دكتور مراد طوال الطريق وظل يستغفر حتي يهون الله عليه
رن يحي جرس الباب ففتح له مراد بوجه حزين وادخله مكتبه وطلب من زوجته ان   تعد شرابا ليحي ففعلت
  يحي بقلق: خير يا دكتور حضرتك قلقتني مراد: خير يا يحي انا كويس الحمد لله بس عندي ليك خبر مش حلو
  يحي: خير يا دكتور ان شاء الله اللهم اجعله خير  مراد: تأكد يا يحي مادام من عند ربنا يبقي خير  يحي وقد زاد قلقه وتوتره وقال: ونعم بالله في ايه بقي
  مراد: بص يا يحي انت عارف ان وكيل النيابه ده ليه شروط كتيريحي: اه عارف لازم التقدير العالي في جميع مراحل الكليه وغير المستوي   الاجتماعي والواسطه طبعا وكشف الهيئه وحجات كده كمان  مراد: تمام كل اللي قولتو ممتاز معادا حاجه وحده  يحي: ايه هيا
مراد: كشف العائله انت طبعا عارف ماينفعش يكون ف علتك حد دخل السجن ولا   حد سوابق ولا اي حد تبع اي احزاب والكلام ده
يحي: ماشي كل ده تمام وانا اول ماقدمت عملولي كشف وكلو سليم وماعنديش حد   سوابق ولا ده كلو
  مراد: قصدك ماكنش عندك بس دلوقتي عندك يحي: مش فاهم
مراد موضحا: بص يا يحي كده من الاخر انت سقط في كل حاجه ومش هينفع   تكون وكيل نيابه ابدا ولا حتقق حلمك بسبب هيثم  صدم يحي : ايه يعني ايه سقط وايه دخل هيثم  قالها بأنفعال وهو يقف من علي كرسيه
مراد وقافا ايضا وممسكا بيده : اهدي يا يحي وانا هشرحلك بص يابني اول ماقدمت عملولك كشف بس ساعتها هيثم ماكنش اجوز اختك ولا حتي اختك ومراتك اتنقبوا ودلوقتي عملوا اختبار تاني والمرادي بقي الكشف طلع فيه ان هيثم جوز اختك   سوابق قبل كده وليه ملف هناك وانت عارف بيدققوا حتي الدرجه الرابعه
  يعني يا بني مافيش حل دلوقتي غير انك تلجئ لربنا يخرجك من الازمه ديشعر يحي بضيق في صدره واخذ يأخذ نفسه بصعوبه ومراد يهدئ فيه ويناوله   العصير
كما ان الشيطان ظل يوسوس له بأن يطلق اخته من هيثم ولاكنه كان يستغفر
  وينفض من رأسه هذه الفكره فهو من المستحيل ان يبني سعادته علي تعاسه اخته
ظل مراد يذكره بأن هذا قضاء الله وقدره ويجب الاستعانه بالله ليتم حل اي مشكله   تواجهنا
  هدأ يحي واخذ يستغفر وعلم ان لا ملجأ من الله الا اليه
انتبه اخيرا الي صوت هاتفه فوجدها هبه وقد اتصلت به كثيرا فلقد تأخر فرد عليها   واخبرها بأنه عند دكتور مراد وانه سوف يأتي
  وبينما هو يتحدث معها سمع صوت اذان العصر فأخبرها بأنه سيصلي ويأتي
اخذ يحي من دكتوره عهدا علي الا يخبر احدا بخبر سقوطه هذا حتي يستخير الله   ويخطط ماذا سيفعل
فأعطاه مراد العهد علي عدم اخبار احد
اجتمع الجميع عند بيت الحاج عثمان يتسامرون ويضحكون تتفصل الرجال عن
النساء كالعاده جلست ام يحي وهبه وسمر في غرفه سمر القديمه يتسامرون وبعدها   بفتره قامت الأم لتفعل بعض الاشياء
فأتفتت سمر لهبه قائله وهي تبعد يد هبه التي تضعها علي بطنها : وسعي كده يابت   اما اشوف ابن اخويا اخباروا ايه  هبه:، ههههه ابن اخوكي تاعبني يا اختي
  سمر: هاهاها تعابك ايه بس دا لسه حتي مابنش هتفتري عليه من دلوقتي  هبه: الحمدلله انو لسه صغير ومش باين والا ماكنش ينفع السفر  سمر: سفر ايه
هبه بفرحه كبيره ولا تعلم بأن هيثم يخفي الامر عنها فقالت: يابت ما انا رحت للدكتوره وقالتلي اني ينفع اسافر معاكو لبيت ربنا ثم تنهدت وقالت: بجد فرحانه اوووي اني هبقي مع جوزي واختي عند بيت ربنا ثم امسكت يديها بحب وقالت:
فاكره يا سمر لما انتقبنا قولنا ايه قولنا احنا مش هنسيب بعض ابدا ولازم نزور   النبي مع بعض
  سمر بدون فهم:، هوا انتي عندك خوات وانا معرفش
هبه وقد نفذ صبرها : ياحجه الدكتوره وافقت اننا نطلع عمره واحنا هنروح سوي احنا الاربعه انا وانتي ويحي وجوزك وعمو مراد حماكي هوا اللي هيجهزلنا الورق عشان هيخلصوا علي طول ونطلع قبل ما البيبي يكبر شويه وماعرفش اطلع معاكو   وساعتها هضطر استني السنه الجايه او اللي بعدها عقبال ماقدر اطلع فهمتي بقيابتسمت سمر بخبث وقد علمت الان ما كان يخفيه عنها هيثم عند مكالمته لوالده وايضا الطلبات الغريبه التي كان يطلبها من صور لها وشهاده ميلاد وكل هذه  الامور
عند الرجال امال هيثم علي يحي قائلا: لم اقل لسمر علي الذهاب للعمره فأنا اريدها  مفاجأه لها قل لزوجتك الا تقول لزوجتي شيئا  يحي: حاضر
  شعر هيثم بضيقه فقال: ماذا بك لماذا يظهر عليك الحزن والهم  يحي : مافيش حاجه بس تعبان شويه لما استريح هبقي كويس ان شاء الله  هيثم : ان شاء الله
بعد ان رجع الرجال من صلاه العشاء وصلت النساء في البيت اتصل يحي بهبه   لتنزل له ليذهبا الي البيت
  هبه: يالا ياسمر اربطي نقابك بسرعه يحي تحت وبيقول انزلوا  سمر: حاضر حاضر هخلص اهو
سلمت سمر علي والده يحي واستأذنت ف الرحيل وقالت لسمر: هسلم علي ماما لحد   ماتخلصي يا سمر وانزلي علي طول  نزلت قبل ان تسمع ردها
سلمت هبه علي والدتها واطمئنت علي والدها وذهبت بعد نزول سمر التي سلمت   ايضا علي والدي هبه
نزلا سويا الي اسفل ليجدا كلا من هيثم ويحي في انتظارهم وذهبوا سويا كلا الي   بيته
اتصل هيثم علي مراد ليعلم هل تم حجز الطائره ام لا فقد استغل فرصه انشغال
سمر وكلم والده وعلم منه ان حجز الطائره سيتأخر شهرين كاملين بسبب اشياء لم   يفهم منها هيثم شيئا ولاكنه حزن قليلا ثم قال: قدر الله وما شاء فعل لعله خير  اغلق معه الخط واتصل هيثم بيحي ليخبره هذا الأمر
يحي: لعلوا خير يا هيثم ان شاء الله نطلع بعد الشهرين اذا ظروف هبه سمحت  بالسفر هيثم: ان شاء الله
يلاحظ الجميع تغير يحي ومن الواضح بأن هناك امر خطير يشغل باله
هبه وهي تبكي: ليه يا يحي ايه السبب ان السفر يتأجل وكمان بعد شهرين اختبارك النهائي هنسافر ازاي بقي شوفوا حل يا يحي بعد شهرين مش هينفع اسافر عشان  الحمل ثم زاد بكائها
يحي محاولا تهدأتها: اهدي يا هبه اكيد خير ان شاء الله ثم امسك يديها وقال: بصي يا هبه مش احنا ممكن نطلع ف معادنا ويحصل حاجه لقدر الله او الطياره تقع بينا   او يحصل اي حاجه ساعتها بقي هنقول يارتنا كنا اتأخرنا في السفر صح ولا لاء  اومأت برأسها وهي تمسح دموعها بأكمام عبائتها وقالت: صح
ضحك يحي من طريقتها التي تشبه الاطفال كثيرا وقال: احبك بقي كده وانتي زي   الاطفال
  ضربته بخفه علي كتفه وقالت: وانا زي الاطفال بس
ضحك اكثر وقد اخرجته هبه من همومه: فقال: اكيد لا يعني بحبك ف كل حلاتكجلس كلا من سمر وهيثم بجانب بعضهما علي الأريكه امام التلفاز يشاهدون   الكرتون التي تحبه سمر كثيرا) الاسد الملك( سيمبا
اخذوا يضحكون كثيرا وهيثم يأخذ من سمر الفشار ويداعبها وهي تأخذه منه ظلا  هكذا حتي تعب كلاهما وناما مكانهما
  : بعد مرور شهرين
  :مراد وهو يدخل علي يحي وهيثم المكتب  اتفضلووووووووووا  تذاكر السفر اهي
فرح هيثم كثيرا ولاكن يحي كان يعلم بأنه لا يستطيع الذهاب لهناك فكان فرحه   لذهاب هيثم وسمر
  اقترب مراد من يحي وقال: ايه الاخبار دلوقتي
يحي: بعمل استخاره كل يوم وحاسس اني مش هقف لحد هنا كل ما اقول مش   هذاكر خالص او اقدم للأمتحان ارجع القي نفسي بذاكر تاني وعايز اقدم  مراد مبتسم يبقي خير ان شاء الله ربنا يوفقك يا بني  يحي: اللهم امين  هوا السفر امتا  مراد : بعد امتحانك  يحي': يعني بعد اسبوع  مراد: ان شاء الله
اقولك علي سر: انا اللي مختار المعاد ده لاني لقيتوا انسب وقت انتو فعلا محتاجين   فيه تروحوا لبيت الله
  يحي وهو يومأ برأسه فعلا والله  ماذا تفعلون: جاء صوت هيثم من الخلف  فقالوا: مابنعملش حاجه
  اقترب هيثم وقال: هذه التذاكر بعد اسبوع وماذا عن اختبار يحي  مراد: انتو هاتسفروا تاني يوم يحي هيخلص فيه علي طول  هيثم: الحمدلله
  ثم تذكر مراد امر هبه فقال موجها كلامه ليحي: طب هبه هينفعلها سفر يحي: مش عارف والله هروح للدكتوره تاني
فرحت هبه كثيرا عندما رأت التذاكر الخاصه بالسفر وخاصه انها بعد اسبوع واحد فرحت كثيرا وظلت تحمد الله ولاكنها تذكرت كلام الدكتوره انها لن تسطيع السفر   فقررت الذهاب لها ثانيه للتأكد
ذهبت هي ويحي الي عياده الدكتوره ولاكن هناك شئ داخل هبه لا يريد الذهاب   للداخل
  ظلت تتراجع ثم قالت ليحي: مش عايزه اكشف هنا النهاردا  استغرب يحي قولها وقال: امال عايزه تروحي فين
  هبه: مش عارفه تعال في دكتوره تانيه عارفها تعال نروح هناك يحي قد انصاع لها وذهب معها
دخلت هبه عند الدكتوره وشرحت لها حالتها وانها تريد السفر وانها في شهرها   الثالث فهل تسطيع السفر ام ماذا
جاءها الرد الذي اسعدها كثيرا فلقد قالت لها بأنه لا يوجد مشكله ف السفر بشرط الا تطول المده فطائرات الان اصبحت اكثر راحه ولا مانع من السفر بشرط ان تنتبه  علي حالها
  شكرتها هبه كثيرا وخرجت
لم يصدق يحي نفسه وحمدالله كثيرا عندما جاءه اتصال من مراد يقول له : بأنه   سيتطلب عمل كشف اخر علي عائلته لان القسم الذي كان به هيثم
لقد تم حرق جميع الملفات التي توجد هناك بسبب سيجاره تركها شرطي بجانب   طفائه الحريق فحرقت جميع الملفات والان لا يوجد لهيثم ملف هناك
خر يحي ساجدا في العياده قبل خروج هبه وما ان خرجت واخبرته بالخبر حتي   سجد مره اخري وظل يحمد الله كثيرا فهو سيحقق حلمه وايضا سيذهب لبيت الله  اللهم لك الحمد
بدأ يحي في الأستعداد لأختبار النهائي وايضا لتحقيق حلمه بدأت هبه في مساعدته   ايضا لكي يذهب وتعد هي ماخططت له  ذهب يحي وذهب معه هيثم ومراد
لقد كان يحي في قلق يظهر علي وجهه بدأ مراد يطمئنه وشغل هيثم القران علي
الراديو ليطمن قلب يحي بسماعه هدئ يحي وظل يستغفر الله كثيرا حتي وصلوا الي   القاعه جلس يحي وهيثم ومراد الذين كانوا في انتظار لجنه التحكيم
كانت القاعه كبيره جدا ومليئه بالكراسي والناس ايضا خاف يحي من منظرها وكأنها اول مره يدخلها اتت لجنه التحكيم المؤلفه من اربعه رجال كبار السن والهيئه جلس كل منهم علي كرسيه واشار احدهم ليحي فأعطاه ورق كان في يديه فظل   الرجل ينظر فيه وتفحصه بإعجاب بالغ
مما طمئن يحي قليلا ثم اشار اليه اخر ليقف علي منصه فانصاع له وذهب ووقف   عليها يذكر الله ويستعين به الي ان اتاه اول سؤال
ظل يحي يرد عليهم بطلاقه لسان مما اعجب الجميع وبعد انتهاء الأسئله اجتمع
رؤساء التحكيم وتشارورا في الامر نظر يحي الي مراد فوجده مبتسم له علي وجهه   علامات الأعجاب فرتاح جاءت اللجنه وقال كبيرهم : مبررررررروك يا يحيخر يحي ساجدا علي الأرض يبكي من الفرح ويحمد الله قم قام سريعا وذهب جاريا يحتضن مراد الذي فتح له ذراعيه وظل يبكي فرحا في حضنه فألحمد لله لقد حقق   يحي حلمه اخيرا
  اااااااااااااااااااااااه
  كانت هذه صرخه هبه التي سقطت علي ظهرها  وهي في المطبخ
لم تستطع القيام من كثره الالم فحمدت الله ان الهاتف كان في جيبها فأتصلت بيحي   لم يرد فقامت بالأتصال بسمر
جاءت سمر في غمضت عين لهبه ولاكن الباب كان مغلق ظلت سمر تطرق الباب بشده ولاكن لا احد يرد قلقت سمر كثيرا فأتصلت علي يحي وهي تبكي فأجاب عليها وما ان سمع بكائها حتي اختلع قلبه عليها فقالت بأن هبه كانت تصرخ والأن الباب مغلق ولا تستطيع الدخول طلب يحي من هيثم الأسراع بأعلي قصوه ففعل   عندما سمع الخبر
  ظلت سمر تطغط علي جرس الباب ولاكن لا مجيب
جاء يحي في عجله من امره وصعد ايضا مراد وهيثم ولاكنهما ظلا في الخارج فتح يحي باب الشقه وظل ينادي علي هبه وهي لا تجيب فنظر ف المطبخ فوجدها ممده علي الارض واثر الدم علي ملابسها اختلع قلبه فحملها بسرعه وغطت سمر وجهها   ونزل يحي مسرعا بها الي المشفي  في. المشفي
الدكتوره كبيره السن نوعا ما : احمد ربنا يبني ان مراتك بخير ثم سكتت قليلا مما   اربك يحي فقالت مبتهجه: وابنك بردوا بخير احمد ربك  لم يصدق يحي نفسه وظل يبكي ويحمد الله
وبعد عده ساعات من الانتظار افاقت هبه فستأذن يحي في الدخول فقالت له الممرضه انتظر ساعه اخري وسوف تنقل الي غرفه عاديه لم يكن ف وسع يحي سوي الانتظار ولقد كان هذا ايضا حال الجميع وبعد ساعه دخلت سمر ويحي   لأطمئنان علي هبه اطمئنت سمر عليها وخرجت طمئنت هيثم ومراد فحمدوا الله  يحي في داخل الغرفه
يمسك بيد هبه ويضغط عليها برفق ويقول: كده يا هبه تخضيني عليكي انتي مش عارفه غلاوتك عندي ولا ايه انا كان ممكن اموت فيها لو جرالك حاجه انا من غيرك ماسويش اي حاجه انا من غير دعاكي ليا مقدرش اعيش ربنا يحفظك ليا ويخليكي جاء صوتها الضعيف وهي تقول: يحي لو كان الولد مات كنت هتعمل ايه:
استغرب يحي سؤالها وقال: مافيش مشاكل ياهبه كنت هحمد ربنا واشكروا اكيد لو كان في خير كان ربنا هيسيبوا الحمدلله يا هبه علي كل حال والحمدلله انو عايش   وانك بخير
  قالت: يحي انا نفسي في حاجه  يحي: اؤمري
هبه: عايزه اروح بيت ربنا يايحي وبالله ماتقولي لاء معاد طيرتنا بعد يومين بالله يا   يحي ماتقولي لاء
اجابها بحده: انتي لسه تعبانه يا هبه وانا اخاف عليكي من السفر دلوقتي ظلت تبكي بحرقه مما اشعل قلب يحي حزنا علي بكائها وقال: هسأل الدكتوره يا هبه قالها وخرج من الغرفه يستشير الدكتوره فوجد الممرضه تقف مع سمر وتخبرها بأن وجودهم لا يفرق مع المريضه في شئ وامرتهم بالذهاب ويبقي معها زوجها فقط فأنصاعوا لها وذهبوا تاركين يحي بمفرده استأذن يحي الدكتوره في سفر هبه فرفضت بشده فذهب الي غرفتها يجر الحزن معه دخل عليها فوجدها تصلي في مكانها بضعف شديد اقترب منها وانتظر لتنتهي من الصلاه فقالت له : الدكتوره  قالتلك لاء طبعا
  يحي: انتي عارفه ان السفر تعب يا هبه وانا مش عايز اتعبك
بدأت في البكاء وهي تقول: حرام عليك يا يحي انا نفسي اروح بيت ربنا بطلبها من ربنا من زمان وبدعيه وجاتلي الفرصه لحد عندي خليني اروح بالله يا يحي خليني  اروح
اجتمعت الدموع في عين يحي وامسك يديها وقال: اوعدك يا هبه هوديكي دا وعد مني ليكي ابتسمت له ورجعت البهجه علي وجهها فهذا هوا حال المشتاق اليكي ايتها الساحره التي تسحرين قلوب البشر قبل عيونهم اللهم ارزقنا زيارتكي دخلت
الدكتوره لتطمئن علي هبه فوجدتها في حال حسن فكتبت لها علي اذن خروج في   الغد بعد الحاح هبه
  انتهت سمر من صلاتها وصممت علي ان تتصل بهبه لتطمئن عليها
اتصلت سمر علي يحي فرد عليها وطمئنها علي صحه هبه وانهم ايضا سيذهبون في معاد الرحله ولن يؤجلوها وستخرج هبه من المشفي غدا في الصباح بأذن الله
فرحت سمر كثيرا وحمدت الله وشكرته وطمئنت هيثم ايضا واخبرته بأنهم سيذهبون   لقضاء العمره سويا فرح يحي ايضا وحمد الله
ظل يحي بجوار هبه طوال الليل يعمل علي راحتها ويقرأ لها القران بصوته الذي   تعشقه هبه وان لم يكن جميل ولاكن هبه تحبه
استيقظت في منتصف الليل فنظرت الي الكرسي ولاكنها لم تجده فبحثت عنه بعينيها فوجدته ساجدا علي الأرض يبكي ويدعوا الله انتظرت حتي انتهي من صلاته فقالت:
افتركتيني في دعائك يا يحي
  يحي: انا عمري مانسيتك اصلا في دعائي بدعيلك علي طول قبل ما افكر ادعيلي  ابتسمت بحب فقال متذكرا كلام الدكتوره: الدكتوره بتقول انك وقعتي  احكيلي بقي وقعتي ازاي يا ست هانم وازاي ماتخديش بالك
ابتسمت له وقالت: بص يا سيدي انا كنت عايزه اعمل حفله صغيره كده علي قدنا   بمناسبه انك الحمدلله نجحت
  رفع احدي حاجبيه وقال: بس انتي عرفتي منين اني نجحت
هبه وهي تشير الي قلبها: كنت حاسه انك هتنجح وان ربنا مش هيضيع تعبك وكمان عارفه ان ربنا رحيم وكريم اوووي وعمروا ماخذل انسان دعاه بصدق وكان متأكد من جواه ان ربنا هيستجيب ثم ضحكت بصوت عالي قليلا ولاكن لا يسمعه غيرهما نظرا الي انهما بفردهما في الغرفه وقالت: امال انت فاكر احنا اجوزنا ازاي انا علي طول كنت بدعي ربنا بيك وبدعيلك ديما وانت رايح علي شغلك وبدعي ربنا   انك تبقي حلالي لأني كنت بحبك من زمان اووووي وكان نفسي تبقي راجلي ابتسم بخبث وقال. كنت  قالت: اه كنت بحبك زمان فقال: طب ودلوقتي
قالت: دلوقتي بعشقك
وبعد يومين استعد الجميع الي الذهاب اوصلتهم جميع العائله الي المطار ليودعوهم   بعد وصله كبيره من الوداع والتوصيه بالدعاء
ركب اربعتهم الطائره في كرسيين متجاورين واقعلت الطائره وما هي الا ساعات   حتي اعلنت الطائره الهبوط في مطار السعوديه
  ظلوا ساعات حتي وصلوا الي الفندق الذي سيقيمون فيه بعد ان ادوا مناسك العمرهوما ان رأت هبه وسمر الكعبه حتي تركت كل واحده يد زوجها وامسكت كل منها بيد الأخري وجريا امام الكعبه مثل الأطفال وقد نسيت هبه جميع مرضها وحتي الطفل التي تحمله في احشائها نسيت كل شئ وظلت تبكي وهي جالسه هي وسمر   علي ارض الحرم ويدعون الله بكل جوارحهم
  جلس كل رجل منهم بجوار زوجته وظلوا يدعون الله كثيرا
  امسكت هبه يد سمر بقوه وقالت: فاكره يا سمر يوم ما انتقبنا قولتيلي نفسك ف ايهسمر وهي تبتسم ويظهر علي عينيها اثر الأبتسامه وقالت: فاكره يا هبه طبعا يومها قولتلك انا نفسي نروح بيت ربنا سوي وكل واحده فينا يكون جمبها جوزها والحمد   لله اهو الحلم اتحقق بفضل الله
هبه: الحمد لله تأكدي يا سمر انك طول ما بتدعي ربنا من كل قلبك وعارفه ومتأكده  انو هيستجيب ربنا هيستجبلك ربنا كريم اوووي يا هبه بس احنا ندعيه ونقرب منو
  جاء صوت يحي وهو يقول: اللهم لك الحمد
ياربي احمدك حمدا كثيرا طيبا علي هذه الزوجه الصالحه ياربي اجمعني بها في   الفردوس مع حبيبك محمد يا ارحم الراحمين
امن الجميع. وبعدها رفع هيثم يده وقال: ياربي انت تشهد وتعلم ان زوجتي هذه زوجه صالحه لي واني احبها فيارربي اجمعنا سويا في الفردوس واسقنا من يد   حبيبك شربتا هنينة يا ارحم الرحمين امن الجميع ايضا
  وظلوا يدعون الله كثيرا
  ولا يسمع يحي من صوت هبه الا دعاء له
فقال: اني احببتها لدعائها لي فيارب بارك لي فيها واحفظها لي

احببتها لدعائها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن