١٩

188 17 0
                                    

هيثم وهو في منزل والده ويجلسان في المكتب سويا : والدي اريد ان اسافر الي بيت   الله الحرام لقضاء عمره انا وسمر
مراد ببسمه: كويس يابني فكره حلوه بردوا انا اعرف ناس هتخلصلك الورق ع   طول
اومأ هيثم برأسه واخرج من جيبه الورقه التي وضعها البارحه وقال: والدي هذه قسيمه زواجي من المؤكد انك سنحتاجها ثم اخرج ايضا من شنطه خاصه به كان يحملها في يده بضعة اوراق ووضعها علي المكتب فنظر بها مراد فوجدها شهادات الميلاد وصور لهما واوراق اخري للتجهيز الي السفر اخذ مراد الاوراق ووضعها   في درج مكتبه وقال لهيثم: ان شاء الله بكره هعمل اللازم عشان السفريه دي
ثم فكر قليلا وقال: ماتقول ليحي يروح معاك واهو تبقوا كلكوا مع بعض هيثم وقد   اعجبته الفكره: حاضر سأفعل وبأذن الله نذهب سويا
قال مراد: خلاص ماشي قولوا النهاردا ولو وافق خليه بجيب ورقوا هوا كمان وانا  مستنيه
كان يحي يجلس خلف مكتبه يدرس احد القضايا فطرق بابه الساعي فأذن له يحي   بالدخول فأخبره بأن هناك رجلا يريد ان يراه فأذن يحي للرجل بالدخول
دخل شاب تظهر عليه بعض القوه وجهه به غلظه وحده شعر يحي بأنه رأي هذا   الشخص مسبقا ولاكنه لايتذكر متي
  اذن يحي للشاب بالجلوس واخبره ماذا يشرب فأمتنع بأدب وشكر يحي
قال الشاب: يحي انا جايلك في موضوع مهم اوووي والصراحه انا مش عايزك انت   لوحدك لازم كمان الشيخ هيثم يكون موجود انا محتجوا اوووي
اعتقد يحي بأنه يريده في احد القضيا عند دخوله ولاكن كلامه وبنره صوته التي بها رجاء وندم اكدوا له ذالك وشعر يحي بأن هذا الفتي قام بمصيبه كبيره ويستعمل هذه  النبره في صوته لاستعطاف يحي فيحي وهيثم لا يقبلون الا بالقضيا التي ترضي الله
.
ابتسم له يحيي وقال وهو يفتح دفتره ويمسك بقلمه ليستعد للكتابه: ايه بقي نوع   قضيتك  الشاب: قضية توبه
  استغرب يحي وترك القلم وظل يحدق في الشاب كثيرا ثم قال: مش فاهموبعد ذالك نظر لعينيه جيدا وقال: انا حاسس اني شوفتك قبل كده بس مش عارف   فين
اومأ الشاب برأسه واخبر يحيي بأنهم بالفعل قد تقابلوا من قبل: انت ممكن ماتكنش شوفتني غير مره او اتنين بس انا بصراحه كنت بشوفك ع طول انا قبل ماجي اتكلم معاك انت او هيثم كنت زي ماتقول كده براقبكوا عشان فعلا كان نفسي اتقرب   منكوا اووي بس كنت خايف  يحيي خايف من ايه
  الشاب : خايف ترفضوني او مش عارف خايف من ايه
ثم سكت قليلا وقال: هوا هيثم مش هيجيي انا ف قلبي كلام كتير اوووي نفسي   اطلعوا
حينها اتصل يحيي بهيثم ليستعجله في المجئ فأخبره هيثم بأنه اتي في الطريق من  منزل والده ولن يتأخر
بعد مده ليست بالطويله دخل هيثم والقي السلام وسلم علي يحي والشاب ثم قال يحي   وهو ينظر للشاب: الست انت خالد
  اومأ خالد برأسه وسعد للتذكر هيثم اياه وقال: لسه فاكرني ياهيثم  هيثم: نعم
فقال خالد وهو يدخل في الموضوع مباشرة: بص ياهيثم انت ويحي انا جايلكوا النهاردا عشان تعبت وزهقت واتخنقت من دنيتي عملت كل حاجه ممكن تخطر علي بالكوا كلمت بنات شربت سجاير ويارتها سجاير عاديه لاء دي مخدرات عصيت ابويا وامي بتهيألي اصلا انا ماكنتش بسمعلهم كلمه ومن كتر ماكانوا بيخنقوني سبتلهم البيت ومشيت صحتي اتدهورت كنت فاكر اني هبقي مبسوط وسعيد كده بس مالقتش اي انبساط خالص مانكرش اني وقت ماكنت مع البت الفلانيه ببقي مبسوط لاكن بعد مابتمشي بحس بخنقه وديقه ببقي نفسي اولع ف نفسي بس بقول يعني   اعمل البلاوي دي كلها كمان اموت كافر كنت بستحرم اولع في نفسيثم تنهد تنهيده لتخرج جميع مافي صدره من الم وحسره وندامه وقال: من ساعه مموتت عمر وانا بحاول اتغير مش قادر اسامح نفسي واغفرلها انني خبطوا يوم خطوبتوا انا لحد دلوقتي مش مصدق اني موتوا ثم امسك في ملابس هيثم وقال:
قولي ان لحد هنا كان قدروا ونصيبوا وان ربنا هوا اللي موتوا يعني مش انا اللي موتوا لو كان لي عمر باقي كان هيفضل عايش ماكنش هيموت صح باهيثم رد عليا وقولي صح ثم بدأ في البكاء والتشنج بصوت عالي ووهو يجلس علي الارض ويضع كفيه علي وجهه ويبكي بشده وحرقه ويقول: ماكنش عاجبني الفرح اللي انتو عاملينوا ولا الناس اللي كانت بتغني كنت مستغرب انتو ازاي عايشين كده او اصلا مبسوطين بالكلام ده ازاي قعدت انا واتنين زميلي بعيد عنكوا ندخن ونعاكس في البنات لحد ماعقلنا راح خالص مافقتش الا ودم عمر علي ايدي مافقتش غير وانت بتقول اتعظوا ياشباب عمر العريس طار في لحظه الموت قريب فوقوا بقي حسيت سعتها اني فعلا لازم اتوب ولازم ارجع جايلك دلوقتي عشان تساعدني انا جايلك انت مخصوص وعارف انك هتحس بيا لانك قبلي كنت كده اكيد هتحس بيا صح   قولي ياهيثم ان ربنا هيقبلني قولي يايحي بالله عليك ان ربنا هييسمحني
تجمعت الدموع في عين كلاهما وجلسا بجوار خالد يحاولون تهدأته ويخبرانه بأن   الله غفور رحيم يقبل عباده اذا تابوا اخذوا ينصحونه كثيرا فقال هيثم
هيثم وهو يقص علي خالد ماحدث معه بعد خروجه من السجن فتنحنح قليلا وقال: ً .
لقد كنت من الشباب العاصي الذي لا تهمه الا نفسه ومزاجه فقط وقعت في الحرام كنت اشعر بأن هذا هوا التلذذ الحقيقي وان هذه هي السعاده الحقيقيه لقد كذبت كثيرا وتحايلت علي والدي لقد وصل بيا الحال الي السرقه وكل هذا بسبب الاله القاتله ) السجاره( لقد كانت تذيب عقلي فعلت كثير من المنكرات والفواحش صادقت الفتيات وبعد ذالك انهتي بيا المطاف الي ضرب والدي علي رأسه ولم اهتم ولم اكترث لهذا بل حاولت الهروب ولاكن الله تعال اراد لي ان اسجن لاعاقب علي مافعت فلبست في السجن الي ان اخرجني والدي الذي كنت في سبب مكوثه في المشفي عرفت الله هناك حق معرفه والله يا ياخالد شتان بين داخل السجن وخارجه تمنيت ان البس في السجن سنين اخري ولاكن شاء الله لي الخروج عرفت هناك الصحبه الصالحه التي عانتني علي معرفه الله علموني كل شئ يعرفونه كنت انتقل من بينهم أأخذ علم من هذا ومعرفه من هذا فشتان ايضا بين الصحبه الصالحه والصحبه الفاسده تيقن انك   لو كنت مع الله كان الله مع
ثم تنهد وقال: عندما خرجت من سجني لم يتركوني ولم اشأ ان اتركهم كنت علي تواصل معهم حتي هذه اللحظه كلما ضعفت وفكرت في البعد عن الله وجدتهم يشدوني بأزري اجتمع بهم دائما في وقت مخصص نحدده نعرف اكثر ونتعلم امور ديننا ونتلوا القران ونذكر الله بعد خروج الجميع من السجن بدأنا نتجمع ونفعل كل  هذا
  قال خالد: طب وحسيت ازاي ان ربنا قابلك وغفرلك
نتهد هيثم وقال: ان الله سبحانه وتعال يفرح بتوبة عباده ولاكن انت قف علي باب التذلل ستشعر بتغير في جميع حياتك ستكره ذنوبك ستستحقر جميع ماكنت تفعله   سابقا وتستنكره ويفتح الله عليك باب الصحبه الصالحه
فهم خالد بأن هيثم يقصد بأن يغير صحبته ويجعلها تشد به الي الجنه ولا تحوي به  الي النار
التفت خالد الي يحي وقال يحيي انا عايز اسألك بردوا انت ازاي بقيت كده يعني انت خلاص قربت تكون وكيل نيابه مع اني اعرف ان مش اي حد
بيدخلها
التفت خالد ليحي وقال: يحيي انا عايز اسألك بردوا انت ازاي بقيت كده يعني انت  خلاص قربت تكون وكيل نيابه مع اني اعرف ان مش اي حد بيدخلها
يحي شارحا لخالد كيف اصبح هكذا: بص ياخالد من وانا صغير وده حلمي كنت حاطوا قدام عيني وبسعي ليه وكان دايما امي تعلقلي علي مكتبي ورق تشجيع فيه   انت هتوصل لحملك
ابني وكيل نيابه قد الدنيا وطبعا كنت عارف لو مش معاك واسطه يبقي بلاش تتعب نفسك اكتفي بأنك تكون محامي وخلاص طبعا انا ماكنتش بقتنع بالكلام ده كنت
دايما بحط قدامي ان ربنا مش ممكن يرد ابدا حد دعاه وحد اتزللو واترجاه كنت برفع ايدي دايما واقول يارب لحد الثانويه العامه اجتهدت لدرجه اني كنت من الاوائل علي الجمهوريه وكان ممكن ادخل طب بكل سهوله لاكني فضلت حقوق عشان احقق حلمي مدرستي اللي اتخرجت منها اتكفلت بمصاريف جمعتي فدخلت الجامعه من اول سنه ربنا بعتلي دكتور مراد شغلني ف مكتبوا اكتسبت خبره كبيره اووووي منها بقيت كل سنه بجيب امتياز وبعدها عرفت ان مفروض عليا شويه   اختبارات منها هوصل لحلمي في ناس كتيره يابني محتاجه يرجعلها حقوقهها  ثم عدل ياقه قميصه الوهميه وقال وانا وبلا فخر وبعون الله هجبلهم حقوقهم  ابتسم له خالد وهيثم وقال خالد: انا عايز اكون زيكو كده
ربت يحيي علي كتفه وقال: يابني زينا ايه بس احنا قد دراعك ادعلنا انت نحصل   كتفك بس
  ضحك خالد وقال بأصرار: انا هستعن بالله وحقق حلمي  قال هيثم: قل ان شاء الله
  قال ثلاثتهم في نفس واحد ان شاء الله
دخل يحي علي هبه بعد رجوعه من عمله فتح الباب حتي لا يتعبها فوجدها في المطبخ فقرر ان يفعل صوتا حتي لا يفزعها فمن الواضح انها منهكه في العمل   لدرجه انها لم تشعر بدخوله فقال: حبيبه قلبي انا جيت  وجدها تنتفض فزعا وقالت:، انت جيت امتا
  يحي: لسه جاي دلوقتي حالا كنتي سرحانه ف ايه ياجميل  ابتسمت له وقالت : في واحد
  شهق بأصطناع ووضع يده علي صدره وقال: بتخوننيي ياهبه ضحكت وقالت: اه ياعيون هبه  يحي: اذا كان كده ماشي
ضحكا سويا وساعدها يحي في عمل الغداء ثم قال لها عندي مفاجأه ليكي  هيثم لسمر: احم احم ماهي اخبار زوجتي الحبيبه
  احتضنته سمر: الحمدلله ياحبيبي عملت ايه النهاردا في شغلك هيثم وهو يتنهد : جعان
  سمر: هههههه حاضر ياحبيبي هحط الاكل
  همت بالقيام ولاكنه امسكها من يديها وقال: سمر هل حفظتي وردك اليوم  ظلت تفكر ثم قالت وهي تحك رأسها: امممممممم
ثم نظرت لعينيه وقالت: طبعا ياحبيبي حفظتوا بعد الغدا هسمعهولك ان شاء الله ابتسم هيثم وقد علم بأنها تتداعبه: ان شاء الله  بعد ان انتهيا من الغداء  هبه: ها قولي بقي ايه المفاجأه
يحي: بصي ياستي هيثم عرض عليا النهاردا واحنا راجعين من الشغل اننا نطلع   كلنا عمره
  قامت هبه من مكانها وراحت تقفذ من الفرحه
  فأمسكها يحي بسرعه وقال: هبه انتي نسيتي اللي ف بطنك ولا ايه
  هبه: من فرحتي يايحيي مش مصدقه اني هروح بيت ربنا وافق يايحي بالله لتوافق  يحي: ان شاء الله ياهبه نروح بس السفر مش هيأثر علي الحمل
اخذت تفكر ثم قالت: ماعتقدش يايحي انا لسه ف الاول يعني بس احنا ممكن بردوا   نسأل الدكتوره
  يحي: خلاص ان شاء الله بكره نروح ونسأل الدكتوره ان شاء الله هبه بفرحه كبيره ان شاء الله
اتصل مراد بهيثم ليعلم منه رده الاخير حتي يجهز الاوراق فأجابه بأن يحي لم يرد  عليه بعد وانه سوف يقابله غدا ويسأله ويرد علي والده
استمعت سمر لحديث هيثم مع والده فقالت : خير ياهيثم ورق ايه وايه دخل يحي   اخويا
ظل هيثم صامتا لايدري ماذا يقول فهو لا يريد اخبارها عن هذه السفريه فهو يريدها   مفاجأة لها
وعندما طال صمته سألته مره اخري فأجاب: بأن والده قد قال له بأنه وكله ليأتي من يحي بورق مهم شعرت سمر بأن هيثم لا يريد التكلم او انه يخفي شيئا فسكتت ولم تشأ ازاعجه فهي تعلم عندما يسكت هيثم او يعرض علي الكلام اذا فهو لا يريد فهيثم يصاحب زوجته ولا يخفي عليها    الكذب ولو كان شئ مهم لأخبرها
شئ
في مكتب الدكتوره
ينفع يامدام هبه تسفري مافيش مشاكل خالص دلوقتي بس شهر او اتنين كمان مش   هتقدري
احتضنت هبه الدكتوره بقوه وشكرتها ثم رسمت علي وجهها علامات الحزن   وخرجت ليحي
عندما رأها علم من تعابير وجهها بأن السفر ممنوع عليها
  فقبل يديها وقال: مافيش مشكله ياحببتي نعوضها بعد ماتقومي بالسلامه  فقالت وهي مازالت مصطنعه الحزن: بس انا عايزه اروح السنادي
فقال: حصل خير ياهبه السنه الجايه ياحببتي وبالمره ناخد ابننا او بنتنا معانا واهو   اول ماتطلع لدنيا نوديها بيت ربنا  ابتسمت له وقالت: يحي بوس ايدي تاني
ضحك وقال: بس كده هاتي ايدك ابوسها : رفع يديها وقبلها وقال: مانفسكيش ف   حاجه تاني
ابتسمت ثم اقتربت منه واشارت اليه بالنزول اليها فأنصت لها ونزل فقالت بصوت   هامس: الدكتوره وافقت اني اسافر هسافر يايحيي لبيت ربنا بقي
ظلت ابتسامت يحيي تتسع وهو يقول: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهه   وعظيم سلطانه
  ظل يكررها عده مرات وهي ممكسه بذارعه بقوه وتبتسم هي ايضا  ثم قالت: نفسي اوووي اشوف الرسول يايحي انت ماتعرفش انا بحبوا قد ايه
يحي: اللهم احشرنا معه في الفردوس واسقنا من يديه شربت هنيأت لا نظمأ بعدها   ابدا
هبه: اللهم امين يا يحي اللهم امين
اتصل مراد مره اخري بهيثم ليعلم منه رد يحي: فأخبره بأن يحيي لم يأت اليوم  للعمل وانه سيتصل به ليعلم سبب غيابه ورده ايضا
اخرج يحي الهاتف من جيبه ليرد علي المتصل فوجده هيثم فأبتسم وضغط علي زر   الرد وقال: السلام عليكم
  هيثم: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ما اخبارك يا يحي
يحي: الحمدلله بخير ياهيثم معلش يا حبيبي ماعرفتش اتصل عليك النهاردا اعرفك  اني مش هاجي الشغل
  هيثم: لعل المانع خير  يحي؛ خير ان شاء الله
  كنت مع هبه عند الدكتوره بنسأل نينفع سفر لهبه ولا لاء  انتظر هيثم الاجابه
  فقال يحي: والحمدلله ينفع نسافر اللهم لك الحمد هيثم بفرح: اللهم لك الحمد

احببتها لدعائها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن