Chapter Twelve

42 6 44
                                    

نألف وحدتنا حين نكون على شفًا من فقدان أحد المقربين، ونمقت قلوبنا التي أحبتهم بدلًا عن قبول تكبيلها بالخوف من رحيلهم.

هاته مرتي الاولى التي أواجه بها موت قريبٍ لي، وهو يشبه انفصال جزء من قلبك حيث الجانب الآخر تاركًا خلفه خواءً مهولًا كندبة جرحٍ بليغ يأبى الشفاء وسط عالَمٍ أسخف من خرافة، ولأول مرة شعرتُ بأني قد أحببت وجود اليكسندر إلى جانبي وإن كان مزعجًا فأثار ذلك وخزًا طفيفًا في قلبي وأظنه حزنًا أو ربما ندم لإقحامه في البلاء الذي جاهدت ماديسون لحمايته منه ، لم يبدُ على ملامحي شيء حتى اثناء نطقها خبر موته بشكل مباشر في وجهي فنظر كل من فرانك وكارلا لبعضهما ثم ناحيتي، فأجبت

- هل تخلصتم منه كآلة لم يكن بوسعكم استعمالها كما ستفعلون بي؟

فكان ردّ كارلا: كيف لكِ أن تكوني بكل هذا البرود بعد ما فعله اليكس لأجلك!

- ما الذي فعله سوى ملاحقتي؟

- لقد أهمل كل شيء ضمنه علاقتي به أشهرًا لإنقاذك، اليكس الذي كان اكثر الناس رزانة وهدوءً الا حين يكون معكِ فيصبح بقلبِ طفلٍ محاولًا إسعادك بشتى الطرق و..

أمسك يدها فرانك مرتدعًا حديثها فأخذ يحيط خصرها بيده قائلًا بأشد نبراته تحذيرًا: هذا يكفي.

ليذهبا تاركان إياي خلفهما فاقدًا سيطرتي على دموعي التي لم أفهم سببها، معتقدًا انها مشاعر مادي..
رجوتُ ألا يكون اليكس قد رأى ما رأيته قبل موته، كفكفتُ دموعي منتظرًا حلول الثانية عشر ليلًا رغم فقدان رغبتي في إكمال اي شيء متمنيًا الموت بدلًا عنه.
•••••

خارج هذه الغرفة الشبيهة بصندوق متهالك، تسلل رجال ذلك السيد المجهول ليحلّوا دور حرس والد ماديسون في سياراتهم المدرعة مستخدمين كواتمًا اثناء قتلهم لإخفاء وجودهم دون أن يلحظ أحد ذلك، فدخلوا القصر من أبوابه متنكرين وصولًا الى غرفتي التي قاموا بقطع التيار الكهربائي كي يستغلوا الظلام في صالحهم دون أن يتعرف عليهم أحدٌ سواي، نظرتُ إليهم بلا فزعٍ منتظرًا مجيئهم فحسب وكان الامر موتّرًا وسط اطلاق النار والجثث اثناء محاولة تهريبي من هنا لكنهم محترفون كفاية لإخراجي بسلام حتى وصولنا الى سيارتهم المظللة وانطلاقنا، بحثت في ركّابها عن اليكس لعل ما سمعته كان كذبة وأنه سيرافقني في الهرب، لأجد مكانه خالٍ ويعود بصري خائبًا.

- إلى أين سنذهب؟

أجابني الحارس الذي بجانبي: إلى مقرٍ سري تمكثون فيه مؤقتًا.

-نمكث فيه؟ من معي؟

التفت إليّ بملامح صارمة مشغلًا جهاز كشفٍ بالاشعة السينية للبحث عن أي أجهزة تتبع في انحاء جسدي ثم نظر إلي بابتسامة مطَمئِنة

-ستعرفين حال وصولنا.

لكن لم أجد أحدًا عند وصولي سوى مساعدتي الشخصية كلارك فتبدد أملي ثانيةً في عودة اليكس، يا لحماقتي.

حدّقت في ارجاء المقر الذي كان بيتًا معزولًا في بستانٍ ريفي يبعد ثلاثون ميلًا عن المدينة، نسيم الهواء المنعش يثير رغبتك للنوم تحت نجوم السماء الواضحة بعيدًا عن اضواء الشوارع، كمثلها كتف تسند رأسك عليه فيزيح همومك مهما كانت حملًا ثقيلًا فتتقبل وحدتكَ المريرة هنا.

جُهِّزت لي غرفة مزودة بالعديد من الحواسيب والاجهزة الالكترونية المساعدة، إنّه النعيم الذي لا ينقصه سوى ال (اليكس)... لِم أذكره في كل خطوة اقوم بها؟ لم يكن مقربًا وليس سوى مصدر إزعاجٍ لي فلماذا لا يفارق ذهني والتفت مع كل فتح باب منتظرًا مجيئه؟!

أمهلت نفسي لحظة عن التفكير بانفعال، هو ليس بشخصٍ سيء للحد الذي سيريحني موته، لم يضرني بشيء سوى محاولاته الساذجة لرؤية البسمة على وجه ماديسون مجددًا، كان سندنا الوحيد في هذا العالم المرعب كفاية ليجعل من والد مادي عدوًا لابنته وابن اخيه، ورد حارسي اتصال من سيده فمرر لي الهاتف

- هل راقَ لكِ المكان، مادي؟

إنّه هو، الرجل الذي اتصلت به مع اليكس وكما توقعت فأن كل شيء من تنفيذه.

- برأيكَ هل أبدو سعيدة به! ما الذي يحدث هنا واللعنة؟

-لم أعرفكِ سريعة الغضب هكذا من قبل، عليكِ بشكري مقابل نقلك لمكان تمارسين فيه حريتك بشأن التحقيق الذي أصرّيتِ على التوغل في شباكه.

- لستُ واثقة إن كنت أريد اكمال هذه المهمة بعد الذي أصاب اليكس، لقد تعبت..

- مابه اليكس؟ ألم يرافقكم إلى المقر؟

عكفتُ حاجبي بنفاذِ صبرٍ وعلا صوتي من بروده

-لقد مات الرجل بفضل خطتنا الغبية التي لم أفهم منها شيئًا!!

صمتَ لهنيهة ثم أجابني: إن كان ميتًا فهو من فعل يديه، ساعدناه على الهرب وأبى الذهاب دون حبيبته الماكرة تلك ثم عاد إليهم بقدميه لإنقاذها ولا نعلم ماحدث بعد ذلك فأسرعتُ بتحريرك منهم قبل أن يحل بكم مكروه آخر.

- أي مكروه سيصيبنا بعد كل ماحدث؟ بات موتنا نجاةً من هذه المأساة!

-ماديسون، انتِ خارج خطتي بعد الآن.

اغلق الهاتف في وجهي بعد استشعاره مقدار عصبيتي المفرطة وصبري المحدود، أنى لمادي أن تبقى هادئة في ظل كل هذه الظروف..؟
شهِقتُ بتنهيدة مُنبئة عن بكاء طويل لولا اليد التي وضعت على كتفي فالتفتُ نحو صاحبها بسرعة ليفاجئني مجيئه..

Swevenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن