ولأن موتهم يشبه الاستيقاظ من حلمٍ لن يعيدك النوم إليه، رحلوا في أرّق أيام عمرهم تاركين خلفهم ذكرى لا نعلم هل تبكينا ام تسعدنا لمعرفتنا بهم، كانوا نِعمَ السند الذي لم يؤذك بشيء سوى غيابه المفاجئ..
احاول بدأ يومي بيأس لمواجهة حروبي الذاتية في رأسي وحروب العالم في الكفة الأخرى، لا يمكنني التركيز امام وجهه الذي لا يفارق مخيلتي ومع ذلك فقد أنجزت -بنجاح- العديد من المهام التي أوكلت لي من قبل ديلان، وأخرى لم يطلبها مني -لاستخفافه بخبرتي- كاسترداد العديد من الايميلات المحذوفة التي تكشف العديد من أسرار كبار الشخصيات، استسلمت بكامل حواسي للتركيز فيما اقرأه حتى تجاهلت دخول كلارك غرفتي ومجيئها من خلفي واضعةً صحن دونات الشوكولا الداكنة التي أحبها كآيدن، جذبت نظري باستغراب فتحدثت وانا التفت ناحيتها
- كيفَ علمتِ بحبي ل...
لم أكمل كلامي بعد رؤيتي ان الذي فعل كل ذلك لم يكن كلارك، بل اليكس..
ثوانٍ من سكوت الصدمة ترافقها نبضات قلبٍ متهافتة يليها صراخٌ بفزع وضربة على ذراعه
- توقف عن الظهور فجأة من العدم هكذا ايها الحقير المختل!!
حدقت في ملامحه لوهلة مستوعبًا ماحدث للتو، لم أشعر بسعادة كهذه في حياتي من قبل إطلاقًا.. ولشدتها لم أعرف ما عليّ القيام به أو أي تعبير أظهره امام وجهه العابس دون أن أفهم السبب
سألني ببرود: من تكون؟
حدّقت في عينيه باصرار ثم ناحية الباب حيث ماركس الذي دخل من بعده.. أمام اكثر من يعرفان مادي وآيدن، أظنها الفرصة المناسبة لإخبارهم الحقيقية التي سيعرفونها حاضرًا او مستقبلًا فلا اعلم كم سيستمر بقائي في هذا الجسد فتحدثتُ بثقة
- من الجيد أنك لم تنسَ طعامي المفضل يا ابي.
امسك اليكس وجهي بقوة ملفتًا اياه ناحيته
- أعطني دليلًا على صحة كلامك!!
-أي دليل اكثر من الاشياء التي اكتشفتها بنفسك حتى الآن؟!
اقترب ماركس الذي كان ماهرًا في اخفاء مشاعره ومفضوحًا برجفة يده، فأبعد اليكس عني ليجلسه على الكرسي المجاور ويستند هو على الطاولة لنناقش الامر براحة ثم سألني
- اخبريني بالتفاصيل، كيف حدث هذا الانتقال؟
ابتلعت ريقي وبدأت سرد ماحدث لي وقت الحادث مجددًا بكامل تفاصيله ومشاعره دون استثناء جزء منه، جميع محاولاتي والصعاب التي واجهتها للتأقلم كماديسون وتقبّل حياتها كما هي،كما لم يكن مجرد قصة أرويها بل تأكيد موت وحياة اشخاص يعيشون لأجلهم
- لا اذكر شيئًا من الحادث فقد كان كل شيء سريعًا ومفاجئًا، انتقل وعيي مباشرة من محاولة ايقافي دراجتي قبل الاصطدام حتى استيقاظي في جسد ماديسون.. شعرت بالقلق في بادئ الأمر عند رؤيتي عائلتها يخاطبونني بصفتي شخص آخر معتقدًا ان السبب كان تشوهات الحادث لحين رؤية وجهي في الكاميرا الخاصة بهاتف اليكس فأصابني فزع يضاهي رهبة رؤية شبحٍ او وحشٍ ما، حاولت إقناع نفسي بأن ما حدث ليس سوى اجراء جراحة تحويل الجنس لكن ما أخبرني به اليكس من أعراض جانبية للحادث جعل حالتي تسوء حد الانهيار وتجرّع سكرات الموت التي لا اذكرها في موتي الأول، ناقلةً إياي حيث الحادث كحلمٍ لتذكيري بما فعلته روحي التي غادرت جسدي وانقذت جسد مادي التي كان مقدرًا لها أن تموت على يد فرانك.
أنت تقرأ
Sweven
Mystery / Thrillerإن كانت حياتي حلمًا مظلمًا، فما حياة الآخرين سوى قعر الجحيم .. * كل ما يذكر في هذه الرواية من معلومات هي واقعية وعلمية، عدا فكرة انتقال الارواح