هَٓذَٓيَٓآنُٓ كَٓآتِٓبٍٓ ثَٓمِٓلْٓ

رِسَــالَــةٌ إلَــى فَلَسطِيــن

بِـسمِ اللَّه الرَّحمَــن الرَّحِيــم
مِـن كاتِـب جَـزائِـرِيٍّ
نَضَبَ بَحـرُ مِدادِهِ يَـومًـا وجَـفَّ يراعُـهُ
وَأضحَـى لا يملِك قُوتا لِـ صفحات سجلاته
مِـن ذَاك الـ ذِي كَان يَكتُـب الـ حَـرفُ هَـذيـَـانـًـا
يَثمَلُ القُـرَّاءُ مِنـهُ حَـدَّ الـ إِنـتِشَـاء
إليـكِ يَـا زهـرةَ الـ مَدَائِـنِ و مَهدَ الـ حَضَـارَه
وبلادَ الـ لَّيمُـونِ وَالـ زَّيتُـونِ وَالـ زَّعتَـرِ
أستَفتِـحُ فَـ أكتُـبُ وَ أقول :

الـ سَّـلامُ عَلَيـكِ أيَّتُـهَـا الـ أبِيَّـه
الـ سَّـلامُ علَـى أهلِك الأشـرافِ الطَّـاهِـرِيـن
أوَدُّ أن أتقدَّم إليـك اليومَ نيابةً عن جمعٍ غَفِيرٍ
كَـ زَبَـدِ البحـرِ كَـ غُثَـاء السَّيـلِ مِـنَ الـ عَـرَبِ
الذِين لَـم يُـوكِلُـونِي عَلَـى أيِّ شيء
بِـ أحَـرِّ الـ تَّـهَـانِـي وَ أصـدَقِ الـ أمَـانِـي
بِـ الـ عِيـدِ الـ سَّعِيـد وأُخلِصُ لَكِ دُعَـائِـي
بِـ أن يتقبَّـل اللَّهُ مِنـكِ الـ صِّيَـامَ
يَـا جَنَّـةَ اللَّهِ فِـي الـ أرضِ
وَ يَـا أرضَ الـ مُعجِـزاتِ أنـتِ
والـ شَّـاهِـدةُ الـ رَّسمِيَّـةُ الـ وَحيـدَةُ
علَـى الـ إسـراء والـ مِعـراجِ
يَـا قُـدسِـيَ الـ عربيةَ أنـتِ
يَــا فَلسطِيــن أمَّـا بَـعـد :

فِـي الـ حقيقةِ يَـا حَبِـيبَـه
أنـَّـا نُشَـارِكُـكِ نَفسَ الـ صِّفَـاتِ
حيـثُ أنَّنـا مُغتَصَبُـونَ وَ صَـامِـدُون مِثـلك
ومِـن قَـبلِ أن نَطَأ أرحَـامَ أمَّهَـاتِنَـا حَتَّـى
أجَـل أيَّتُـهَـا الـ غَـالِـيَــه
فَـ نَـحنُ نَـنتَظِـر الـ حَيَـاة مِـن عَـدَمٍ مِثـلَكِ تَـمَـامًـا
إلاَّ أنَّ هُـنالِك فَـارقٌ وحيـدٌ طفِيـفٌ
فَصَـلَ مَـا بينَـك وبَينَنَـا
هُـوَ أنَّـكِ وَحـدَكِ الــ ثَّـائِـرَةُ الـ أبِيـة
التِّـي لازلت لِـ حَـدِّ الـ سَّـاعَـةِ
تقِف بِشُمُـوخٍ فِـي وجـهِ أعداء اللهِ والبَشَـر
مِـن أجـل إعلاء كلمة الـ حـقِّ
رَغـمَ أنفِ العالم أجـمَع تحـت مَبدأ
"إن لَـم تكُن حُرِّيَّـةٌ فَـ لا بَـأسَ بِـ الـ شَّـهَـاده"
أمَّـا نحنُ يَـا غَـالِـيَـه
فَـ مَـا أنظِمَتُنَـا إلَّا مُجرَّدَ أبـوَاقٍ صَهيُـونِـية
ومَـا بُلدَانُنَـا إلَّا سَفَاراتٍ أمرِيكيـه
ومَـا نَحنُ يَـا غَـالِـيَـةٍ أنـتِ
إلَّا خَـوَنَـةٌ وبَـائِعُوا قَـضِيَّـه
نحن الـ أمَّـة الـ عربِيَّـةُ يَـا مَـن كنـتِ
بِـ الـ أمـسِ أولَـى الـ قِبلَتَيـن لَـنَـا
قَـد أضحَـت نَكبَتُنَـا الـ كُبـرى مجَـرَّدَ هُـوِيَّـة
و أمسَـت صِـرَاعَـاتِـنَـا الـ مُقَدَّسَـةُ
صِـراعَـاتٍ داخِليـة
الـ بعضُ مِنَّـا مُنهَمِكٌ فِـي خَـوضِ
الـ سِّبَـاقَـاتِ الـ مَـارَاتُـونِيَّـةِ
بيـن مـن سَـ يَصِـل إلـى الـ الـ عَرشِ
وَ يُمسِـكُ بِـ الـ صُّـولَجَـانِ أوَّلا
والـ بَقِيَّةُ يَتَنَـافَسُـونَ علَـى قِطعَة رَغِيفٍ
لاَ يَعنِـيهِـم طُهرُها مِـن نَجَـسِهَـا شَـيئًـا