إنتَظِـرِينِـي سَـ آتِـي إلَيـكِ

56 4 15
                                    

جَـاءت
.
.
.

جَـاءت
تَحِـلُّ مَكَـانَ صَـمتِـي
وَ تَـغـرِزُ خِنجَـرًا بِـ غِـوايَـاتِـها
فِي صَـدرِي
تِلكَ الـدُّمُـوعُ
جَـاءت
تَتهـاطَـلُ كَـمَـا المَطَـر
تُـرسِـلُ مِـن خَلفِ أُقبِيَـةِ البُيـوتِ حُـزنًـا
يَسكُـنُ الـوُجُـودَ بِـ خَـوف
بعدَ سنينِ القَحـطِ
جَـاءت
مِـن سَـوادِ العيـنِ
سـالـت
كَ سُيُـولٍ بِـ انهِمَـار
َبَعدَ أزمِنَـةِ
انتظَـار

إنتَظريني
لِـ أنِّـي سَـ أسهَـرُ
حَتَّـى أن ينَـامَ اللَّيل
ويَلِجُ القَمَـرُ
مَنـزِلَـهُ المُقَـدَّرَ أَوَّلَ الخَلقِ
وَآتي
عَلـى بَـريـقِ النُّجُـوم
وسَـ أهجُرُهَـا
لِـ الأبَـد
هَـذِي المَـدِينَـه
إنتظِريني
علـى قارعة الشوق
إيَّـاكِ أن تَمَلِّـي
أو يمَسَّـكِ بَـردُ هَـذَا الإنتِظَـار
وإن جـنَّ عليكِ ليلُ الحَنِيـن
أو بَـرِدتِ
تَلَحَّفِـي الصَّبـرَ رِدَاءً
وافـرِشِـي الأرض وَفَـاءً
واخلُـدِي لِـ النَّـومِ
واحلُمِـي
بِـ اللِّقَـاء
وانطُـرِينِـي هَـا أنَـا آتٍ إلَيـكِ
لِـ أنِّنـي قَـرَّرتُ أن
أهجُـرُ دَمعَتِـي
وَأتـرُكُ هَـذا الحُـزن يَـأكُـلُ بعضَـهُ
إلَـى أن
تتهَـالكَ بِشـرَتَـهُ الدَّاكنَـةَ
ويبسَـمُ ثَـغـرُ الفـرح بِـ زوال السّـواد
ويُعلِـنَ البُشـرى
بِـ ميعَـادِ
اللّقَـاء

إنتَظِـرينِـي
سَـ نَلتَقِـي خَـارِج حُـدودِ
صَفحَـاتِـي قَلِيـلاً
وَخَـارِجَ النَّـصّ كَثِيـرًا
فَـ إنّـي قَـد سَئمـتُ لُقيَـانَـا
هُنَـالِـكَ خِـفيَـةً
فِـي ذَا الـرِّواقِ وذَا الـرِّواق
أنَـا قَـد سَئمـتُ لُقيَـانَـا التِّـي
تُـزَخـرِفُـهَـا الأقـلامُ
بِـ الكَلمَـاتِ علـى الأوراقِ

إنتظِريني
علـى قارعة الشوق
إيَّـاكِ أن تَمَلِّـي
أو يمَسَّـكِ بَـردُ هَـذَا الإنتِظَـار
وإن جـنَّ عليكِ ليلُ الحَنِيـن
أو بَـرَدتِ تَلَحَّفِـي الصَّبـرَ رِدَاءً
وافـرِشِـي الأرض وَفَـاءً
واخلُـدِي لِـ النَّـومِ
واحلُمِـي
بِـ اللقَـاء
وانطُـرِينِـي
هَـا أنَـا آتٍ إلَيـكِ

سَـ نلتَقِـي يَـومَ
اللِّقَـاء
عِنـدَ احتِضَـانِ نُـور الشَّمس
قَطَـراتِ المَطَـر
حَيـثُ لا أحَـدَ سَـ يعلَم
أنَّـا هنَـاك
حَيـثُ لا شَـيءَ يُـزعِـجُ
حُضننَـا
حَيـثُ لا أحَـدَ سَـ يقرأ
عـنَّـا الخَبَـر
فَـ إنّـي قَـد سَئمـتُ لُقيَـانَـا
هُنَـالِـكَ خِـفيَـةً
فِـي ذَا الـرِّواقِ وذَا الـرِّواق
أنَـا قَـد سَئمـتُ لُقيَـانَـا التِّـي
تُـزَخـرِفُـهَـا الأقـلامُ
بِـ الكَلمَـاتِ علـى الأوراقِ

إنتَظِـرِينِـي
سَـ آتِـي إلَيـكِ
لكِـن لا تنتَظِـري منِّـي أن
أحكِـي كَثِيـرًا
لِـ أنِّـي علـى صـدرِكِ
سَـوفَ أسنِـد رَأسِـي
وأبكِـي كَثِيـرًا
كَثِيـرًا كَثِيـرًا كَثِيـرًا كَثِيـرًا
سَـ أبكِـي اشتِيَـاقِـي وأبكِـي
احتِـراقِـي
وأبكِـي بِـ دمعٍ كَ طِفـلٍ صغِيـرٍ
يَتُـوقُ لِـ إمِّـهِ
بعدَ الفِـراقِ

وانطُـرِينِـي هَـا أنَـا آتٍ إلَيـكِ
فَـ مَـا عَـادَ القلَـم يقـوَى
علـى البَـوح
حتَّـى الـوَرقُ ضَـاق بِـ شَـوقِـي
لِـ حَـدِّ اختنَـاقِـي
مشتاق أنَـا لَكِ

أُمَّـــــــاهُ

أمِّــــي
مهمـا تكَلَّـمتُ عنـكِ
مَـا اكتَـفَيـتُ مِـن بَـوحِـي
رَغـمَ نَـفَـاذِ حِبـرِي
وكَلمَـاتِـي
وأورَاقِـي

هـذيـانُ كـاتـب ثمـل

هَٓذَٓيَٓآنُٓ كَٓآتِٓبٍٓ ثَٓمِٓلْٓحيث تعيش القصص. اكتشف الآن